حذر المتخصصون من مخاطر التلوث، والذي وصل لحد العثور على حبيبات البلاستيك بأماكن غير متوقعة. وأجرى باحثون تجربة علمية للتعرف على فرص وصول حبيبات البلاستيك دقيقة الحجم للجنين في رحم أمه. فما النتائج التي توصلو لها؟
نظرا لوجوده حولنا واستخدمه في صناعة أغراض متعددة تحيط بنا في كل مكان، زادت الدراسات العلمية التي تتحدث عن خطورة الحبيبات الدقيقة للبلاستيك التي تنتج بسبب تفكك وتحلل القطع الأكبر حجما منه.
إلا أن حبيات البلاستيك هذه المرة وصلت لأكثر الأماكن الغير متوقعة، وفقا لدراسة منشورة حديثا على موقع مجلة علم السموم بالجسيمات والألياف التابع لموقع Springer Nature العلمي.
وعثر باحثون بجامعة روتجرز الأمريكية مؤخرا على حبيبات بلاستيك دقيقة الصغر داخل أعضاء أجنة فئران التجارب، في أول دراسة تؤكد على أن غشاء المشيمة المحيط بالجنين لا يحول دون وصول حبيبات البلاستيك له.
وتوصل العلماء إلى أن حبيبات البلاستيك تصل أولا لرئة الامهات لتنتقل سريعا عبر الدم للقلب والمخ وباقي أعضاء الجسم لدى الأجنة. فبسبب حجمها الشديد الصغر تتمكن الحبيبات من الدخول للجسم باستنشاقها مع الهواء خلال عملية التنفس، لتصل حبيبات البلاستيك سريعا للرئة ومنها لباقي أعضاء الجسم عن طريق الدم، وفقا لمخلص الدراسة.
وتقول الباحثة المشرفة على الدراسة فيبي ستابلتون: ”عثرنا على حبيبات البلاستيك شديدة الصغر في كل مكان، في نسيج الأمهات والمشيمة ونسيج الأجنة. ووجدناها لدى الأجنة في القلب والمخ والرئة والكبد والكلى.
أجرت ستابلتون وفريقها الدراسة من خلال زراعة حبيبات البلاستيك في القصبة الهوائية لفئران التجارب بمعدل يساوي 60 بالمئة من نسبة حبيبات البلاستيك التي يمكن للبشر التعرض لها يوميا.
وصنعت حبيبات البلاستيك المستخدمة في التجربة العلمية من مادة البوليستر، والذي يعد واحد من أكثر خمسة أنواع من البلاستيك يعثر العلماء على آثارها في الطبيعية. وحتى يتمكن الفريق البحثي من رؤية حبيبات البلاستيك في جسم فئران التجارب، قامو بأضافة مادة مشعة مضيئة لها.
ووجد الباحثون أن حبيبات البلاستيك تصل للأجنة بعد مرور حوالي 90 دقيقة من تعرض الأم لها. وبعد مرور 24 ساعة من وصول حبيبات البلاستيك للأجنة نفسها، تفقد الأجنة نحو 7 بالمئة من وزنها مقارنة بمثيلتها التي لم تتعرض لحبيبات البلاستيك.
وتأتي تلك الدراسة عقب العثور العام الماضي على آثار حبيبات البلاستيك في الغشاء المحيط بأربعة أجنة بشرية، وفقا لموقع صحيفة الغارديان، فيما اعتبره المتخصصون ”مسألة مقلقة للغاية”.
ولكن ما لم يكن واضحا سابقا هو حجم فرص وصول حبيبات البلاستيك المتناهية الصغر للأجنة والآثار التي يمكن أن تظهر عليها في حالة انتقال حبيبات البلاستيك إليها من الأمهات.
ويخشى العلماء من الآثار الصحية التي قد تترتب على وصول حبيبات البلاستيك لداخل الجسم، خاصة في الأماكن التي ترتفع فيها معدلات التلوث. ويتوقع العلماء أن ما تحملة حبيبات البلاستيك من مواد كيماوية يمكن أن يتسبب بدخولها للجسم في مشاكل صحية على المدى القصير أو الطويل.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.