الغارديان: هذا ما يعنيه اعتراف موسكو باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك

قدمت صحيفة “الغارديان” قراءة في تداعيات إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتراف موسكو باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين عن كييف، في وقت قالت فيه الولايات المتحدة إن روسيا قد تكون مستعدة لغزو أوكرانيا بقوة تصل إلى 190 ألف جندي حشدتها بالقرب من حدود جيرانها.

في ما يلي النص الكامل للمقال :

أعلن الانفصاليون المدعومون من روسيا عن انشقاق منطقتي دونيتسك ولوهانسك بأوكرانيا، المعروفتين مجتمعتين باسم دونباس، عن سيطرة الحكومة الأوكرانية في عام 2014، وأعلنوا أنفسهم “جمهوريات شعبية” مستقلة، فيما لا يعترف المجتمع الدولي بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين.

وتقول أوكرانيا إنه منذ ذلك الحين قُتل نحو 15 ألف شخص في القتال القائم بين الانفصاليين وقوات كييف، فيما تنفي موسكو أن تكون طرفا في الصراع، لكنها دعمت الانفصاليين بعدة طرق، بما في ذلك من خلال الدعم العسكري السري والمساعدات المالية وإمدادات لقاحات كورونا وإصدار 800 ألف جواز سفر روسي على الأقل لسكان حوض دونباس، بحسب الصحيفة.

ماذا يعني الاعتراف الروسي؟

للمرة الأولى، تقول روسيا إنها لا تعتبر دونباس جزءًا من أوكرانيا، ما قد يمهد الطريق لموسكو لإرسال قوات عسكرية إلى المناطق الانفصالية بشكل علني، باستخدام الحجة القائلة بأنها تتدخل كحليف لحمايتها من أوكرانيا.

قال ألكسندر بوروداي، عضو البرلمان الروسي والزعيم السياسي السابق في دونيتسك، الشهر الماضي إن الانفصاليين سيتطلعون بعد ذلك إلى روسيا لمساعدتهم على السيطرة على أجزاء من منطقتي دونيتسك ولوهانسك التي لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية. وإذا حدث ذلك، فقد يؤدي إلى نزاع عسكري مفتوح بين روسيا وأوكرانيا، بحسب المقال.

ماذا عن اتفاقية مينسك للسلام؟

يقضي الاعتراف الروسي فعليا على اتفاقيات مينسك للسلام 2014-2015، التي على الرغم من عدم تنفيذها، إلا أن جميع الأطراف، بما في ذلك موسكو، تعتبرها الفرصة الأفضل للتوصل إلى حل سلمي للنزاع القائم في شرق أوروبا.

كيف سيستجيب الغرب؟

واصطفت الحكومات الغربية منذ شهور لتحذير موسكو من أن أي تحرك للقوات العسكرية عبر الحدود الأوكرانية سيواجه برد فعل قوي، بما في ذلك عقوبات مالية صارمة.

وقال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن إن الاعتراف “سيزيد من تقويض سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، ويشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، ويدعو إلى مزيد من التساؤل عن التزام روسيا المعلن بمواصلة الانخراط في الدبلوماسية لتحقيق حل سلمي لهذه الأزمة”.

وأضاف أن ذلك سيتطلب ردا “سريعا وحازما” من الولايات المتحدة وحلفائها.

هل اعترفت روسيا بالانفصال قبلا؟

نعم، لقد اعترفت باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وهما منطقتان جورجيتان منفصلتان، بعد خوض حرب قصيرة مع جورجيا في عام 2008. وقد وفرت لهما دعما مكثفا للميزانية، وقدمت الجنسية الروسية لسكانها ونشرت الآلاف من القوات هناك.

ما هي إيجابيات وسلبيات موسكو؟

في حالة جورجيا، استخدمت روسيا الاعتراف بالمناطق الانفصالية لتبرير وجود عسكري مفتوح في جمهورية سوفيتية سابقة مجاورة في محاولة لإحباط تطلعات جورجيا في الناتو إلى أجل غير مسمى من خلال حرمانها من السيطرة الكاملة على أراضيها، وتنطبق نفس الاعتبارات على أوكرانيا، بحسب “الغارديان”.

على الجانب السلبي، تواجه موسكو عقوبات وإدانات دولية لتخليها عن اتفاقية مينسك بعد أن أكدت طويلا أنها ملتزمة بها. كما ستتحمل إلى أجل غير مسمى المسؤولية عن منطقتين دمرتهما ثماني سنوات من الحرب وتحتاجان إلى دعم اقتصادي هائل.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.