قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن وقوع أوكرانيا تحت السيطرة الروسية بعد غزوها يثير مخاوف بشأن التدخلات المستقبلية المحتملة من موسكو والتحول في التوازنات العسكرية والنووية.
واعتبرت الصحيفة أن رغبة بوتين في السيطرة على أوكرانيا، حتى لو كان ذلك يعني الإطاحة بالرئيس فولوديمير زيلينسكي، فإن حجم العمليات العسكرية المنفذة لهذا الغرض، يثير أسوأ المخاوف بشأن نوايا الرئيس الروسي، سواء داخل الحلف الأطلسي أو في الدول المجاورة التي تطمح، مثل جورجيا ومولدوفا، للانضمام إليها.
وفي مواجهة بوتين، سعى قادة الدول الثلاثين الأعضاء في الناتو يوم الجمعة، قبل كل شيء، إلى إظهار وحدتهم وتصميمهم. وأدان بيانهم الأخير “أخطر تهديد للأمن الأوروبي الأطلسي منذ عقود” ودعوا روسيا إلى إنهاء الصراع.
وتساءلت “لوموند” هل “ستبقى هذه الوحدة الجميلة في حال كان من الضروري تقديم التزام ملموس بحماية دول البلطيق أو على سبيل المثال، لتكثيف مراقبة الأنشطة الروسية في البحر الأسود؟”.
وبالنسبة لمارك بيريني، الباحث المشارك في مركز كارنيغي لأوروبا فمن الآن فصاعدًا، ستتطلب أربع دول متاخمة لروسيا، وهي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وكذلك بولندا، مزيدًا من الاهتمام.
ووصفت “لوموند” فلاديمير بوتين بأنه “زارع حرب”، معتبرة أن الهجوم الروسي المستمر في أوكرانيا يمكن أن يمتد إلى البلدان المجاورة، قائلة إنه على المستوى القاري، يتم التعامل مع المخاطر بجدية أكبر حيث من المرجح أن يتغير الوضع الأمني والجيوسياسي، إذا أصبحت أوكرانيا بحكم الأمر الواقع تحت السيطرة الروسية.
وترى أنه في النهاية، يمكن أن تقرر موسكو بعد ذلك إقامة قواعد عسكرية أو صواريخ أو ترسانة نووية هناك يمكن أن تهدد القارة بأكملها.
ومضت “لوموند” إلى التوضيح أن الوضع البيلاروسي في هذا الصدد مقلق للغاية في نظر الغربيين. فبعد عملية إعادة انتخابه “المزورة”، في أغسطس 2020، شن الرئيس لوكاشينكو حملة قمع على خصومه. وأكدت أنه قادر فقط على الاحتفاظ بالسلطة بفضل دعم فلاديمير بوتين.
وقد سبقت التدريبات العسكرية التي نُظمت على الأراضي البيلاروسية مع الروس، في الأيام الأخيرة، اجتياح أوكرانيا عبر حدودها الشمالية
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.