مكتب التحقيقات الفدرالي يصادر بياناته.. “اسوشيتدبرس”: أدلة جديدة على تورط جنرال أمريكي في “حملة ضغط قطرية”
كشفت وسائل إعلام أمريكية، يوم الأربعاء، عن أدلة جديدة مدعومة بوثائق أصدرها مكتب التحقيقات الفدرالي تشير إلى تورط جنرال متقاعد في مشاة البحرية، بالإدلاء بتصريحات كاذبة وحجب وثائق تثبت دوره في حملة ضغط أجنبية غير قانونية نيابة عن قطر عام 2017.
وذكرت وكالة ”اسوشيتدبرس“ الأمريكية، أن وثائق جديدة حصلت عليها من المحكمة الفدرالية تشير إلى قضية جنائية محتملة ضد الجنرال السابق في مشاة البحرية جون آر ألين، الذي قاد القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان قبل الاستعانة به في عام 2017 لقيادة ”مؤسسة أبحاث بروكينغز“ الأمريكية.
وأشارت الوكالة إلى أن ذلك هو جزء من تحقيق موسع أدى إلى توجيه تهم بالفساد للسفير الأمريكي السابق في الإمارات وباكستان ريتشارد أولسون الذي أقر بالذنب الأسبوع الماضي، إضافة للطبيب عماد زبيري الذي تم سجنه 12 عاما بتهم فساد، مضيفة أنه تم إجراء مقابلات مع العديد من أعضاء الكونغرس في إطار التحقيق.
أزمة دبلوماسية
وقالت الوكالة ”توضح الوثائق القضائية محاولات ألين السرية لمساعدة قطر في التأثير على سياسة الولايات المتحدة في عام 2017 عندما اندلعت أزمة دبلوماسية بين الدوحة ودول خليجية أخرى.“
ونقلت الوكالة عن عميل مكتب التحقيقات الفدرالي باباك أديب قوله إن ”هناك أدلة قوية على وجود انتهاكات والسعي إلى إبرام صفقات تجارية بملايين الدولارات مع حكومة قطر“.
وقال مكتب التحقيقات الفدرالي إن ألين قدم ”نسخة خاطئة من الأحداث“ حول عمله لقطر خلال مقابلة عام 2020 مع مسؤولي إنفاذ القانون وفشل في تقديم رسائل البريد الإلكتروني ذات الصلة ردًّا على أمر استدعاء سابق لهيئة المحلفين الكبرى.
وأوضحت الوكالة، أن ألين رفض التعليق على الوثائق الجديدة فيما نفى سابقًا أنه كان يعمل كعميل قطري، قائلا إن ”جهوده بشأن قطر في 2017 كانت لمنع اندلاع حرب في الخليج من شأنها أن تعرض القوات الأمريكية للخطر“.
وأشارت إلى أن ألين، الذي كان زميلًا في معهد بروكينغز قبل أن يصبح رئيسًا، استخدم حساب بريده الإلكتروني الرسمي في مركز الأبحاث لبعض اتصالاته المتعلقة بقطر، مضيفة أنه لطالما كانت قطر واحدا من أكبر الداعمين الماليين لمعهد بروكينغز، على الرغم من أن المؤسسة تقول إنها توقفت أخيرا عن تلقي التمويل القطري.
أزمة الخليج
وكشفت الوكالة، أن أولسون كان يعمل مع الزبيري في مسألة أخرى تتعلق بقطر، وأظهرت أوراق المحكمة أن آلين لعب دورا مهما في تغيير رد فعل الولايات المتحدة مضيفة “ على وجه التحديد، تقول السلطات إن ألين ضغط على مستشار الأمن القومي آنذاك إتش آر ماكماستر لجعل إدارة ترامب تتبنى لهجة أكثر ودية مع قطر.“
ضبط النفس
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى ماكماستر، قال ألين إن القطريين يريدون من البيت الأبيض أو وزارة الخارجية إصدار بيان بلغة تدعو جميع أطراف الأزمة الدبلوماسية الخليجية إلى ”ضبط النفس“.
وكجزء من حملة الضغط، تقول سلطات إنفاذ القانون الفدرالية، إن أولسون وألين سافرا إلى قطر للقاء أمير البلاد الحاكم ومسؤولين كبار آخرين.
وقالت الوكالة ”في الاجتماع، قدم ألين المشورة بشأن كيفية التأثير على السياسة الأمريكية وقال إن على القطريين استخدام النطاق الكامل لعمليات المعلومات، بما في ذلك العمليات ”بالأبيض والأسود“، كما جاء في الإفادة الخطية.“
عمليات سوداء
وتابعت ”عادة ما تكون العمليات ”السوداء“ سرية وأحيانًا غير قانونية.. وقد اتُهمت قطر بتدبير عمليات اختراق وتسريب لمنتقديها وخصومها خلال الأزمة الدبلوماسية، بما في ذلك عملية استهدفت سفيرًا لدولة الإمارات.“
وقالت الوكالة نقلًا عن الوثائق إن ألين أراد قبل ذهابهما إلى الدوحة ”إجراء محادثة“ مع أولسون وزبيري حول تعويضه، مشيرة إلى أنه اقترح في رسالة بريد إلكتروني أنه سيتقاضى 20 ألف دولار ”رسوم المتحدث“ لرحلة نهاية الأسبوع – على الرغم من أنه لم يكن يلقي خطابًا وأنه بعد ذلك ”عمل ترتيبا كاملا لعلاقة طويلة الأمد.“
ونقلت الوكالة عن مكتب التحقيقات الفدرالي قوله إن ”آلين كان لديه أيضا حوافز مالية أخرى مقابل مساعدة القطريين والحفاظ على علاقات قوية مع كبار قادتها“.
وقالت ”في الوقت نفسه الذي كان يضغط فيه على المسؤولين الحكوميين الأمريكيين نيابة عن قطر، أجرى ألين صفقة تجارية واحدة على الأقل بملايين الدولارات مع الحكومة القطرية نيابة عن شركة عمل في مجلس إدارتها“.
وأضافت أنه ”بحسب مكتب التحقيقات الفدرالي فإنه بعد عودتهما من رحلتهما إلى قطر، ضغط ألين وأولسون على أعضاء الكونغرس، سيما أولئك الذين أيدوا قرار مجلس النواب الذي يربط قطر بتمويل الإرهاب.“
Comments are closed.