الصيف الساخن ( ناتو الشرق الأوسط)

جلال محمد حسين نشوان

الصيف الساخن ( ناتو الشرق الأوسط) يوماً بعد يوم ، يرخى الصيف سدوله ، بعباءته الساخنة حيث الإرتفاع فى درجات الحرارة ليعلن عن قدومه القوى، ليجعل الكون كله فى نشاط وحركة ، ياتى الصيف ساخناً هذا العام ، كسخونة الأحداث التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط ،تلك المنطقة التى أصبحت مرتعاً للتدخلات ، الإقليمية والدولية ومطمعاً للدول الكبرى ، لخدمة مصالحها ، بحماية دولة الإحتلال ، لتبقى القوة المركزية الأولي …وعلى الجميع تقديم ولاء لطاعة لقد رسمت إسرائيل المشهد السياسي في المنطقة وبكل أسف باتت دولة الإحتلال ، على وشك تشكيل حلف عسكري إقليمي تقوده هي وبرعاية أمريكية( ناتو الشرق الأوسط)، لمجابهة إيران … لقد وقع الخليج في الفخ ،، وبات صراع الأمة مع عدوها المحتل الصهيوني والإحلالي مجرَّد نزاع هامشي ، لا يجب التركيز عليه ، وقد جاء ذلك للهروب من فشل الانتصار على الدب الروسي الكابوى الأمريكى الذى وظف كل امكانياته لتفكيك روسيا ، فشل فشلاً ذريعاً ، والعقوبات القاسية ، انقلبت على دول القارة الأوروبية ، والصواريخ الروسية ، تضرب كل العتاد العسكري الغربي الذي يتدفق ،ليلاً ونهاراً والمرتزقة الأجانب الذين جاؤوا من حدب وصوب ، ولوا هاربين …. إذن المخرج تصدير الفشل الأمريكي والغربي ، إلى الشرق الأوسط، خاصة وأن انتخابات الكونغرس بعد عدة شهور بايدن الذي يحاول جاهداً لملمة أوراقه المتناثرة ، يبحث عن إنجاز ، يغطي فشله ، خاصة بعد ارتفاع معدلات التضخم والغلاء الجنوني لأسعار النفط الدب الروسى الذى يقف مختالاً ، يثبت اقدامه فى أوكرانيا ، يوما بعد يوم ويهيئ نفسه ، بهدف الاستئثار بأكبر قدر من الكعكة ،ويسارع الخطي بتطوير أداءه والتصدي للدول التي ستنضم لحلف النانو ( السويد وفنلندا) اما العالم العربى الذى يتزعمه حكام ارتضوا الخنوع والهزيمة يقفون موقف المتفرج وعلى قاعدة(تبعد عنى وتخرب) لذا جاءت فكرة ناتو الشرق الأوسط قرون عديدة مرت والنظام الرسمى العربى يقف ساكناً ، سكون القبور ،لا حول له ولا قوة،لم يستطع أن يشكل اى تأثير فى الساحة الدولية ذُبح العراق والجميع يقف موقف المتفرج ، وحكام العرب يقفون شامتين الصيف ساخن كسخونة الأحداث التى تكبر فى كل دقيقة، ليبيا الشقيقة تتحول إلى سوريا و واليمن ينهار ، ومازالنا نرسم الأمنيات …. تصريحات العاهل الأردني عبد الله بن الحسين بتأييده إنشاء ناتو الشرق الأوسط ، وضحت بما لا يدع مجالاً للشك منسوب الغموض حول الفكرة التي يتم تسويقها خلال السنوات الأخيرة. والتي تهدف إلى تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي يضم دولا عربية مع دولة الإحتلال وفي مقابلة مع شبكة سي إن بي سي ، الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي ، إنه يدعم تشكيل ناتو شرق أوسطي. على أن يتم ذلك بين الدول ذات التفكير المتشابه. مشروع تحالف ، ناتو الشرق الأوسط ، طرحت الكثير من علامات الإستفهام ، حول مدى واقعية الفكرة؟ وما هي الدول ذات الفكر المتشابه؟ وهل ستكون دولة الإحتلال جزءاً ، من ذاك التحالف؟ وما الأخطار والتحديات التي ستواجهها دول الحلف. ، عقب أيام قليلة من إعلان دولة الإحتلال عن تحالف جوي مشترك في الشرق الأوسط ، لمواجهة إيران. وزير الدفاع بدولة الإحتلال ،( بيني جانتس) كشف الأسبوع الماضي عن ، شراكة عسكرية إقليمية لمكافحة التهديدات الإيرانية ، في مؤشر على إعادة تقويم التحالفات في منطقة الشرق الأوسط. ، لاحباط محاولات إيرانية ودول أخرى في الشرق الأوسط. مشيرا إلى أن برنامج (الدفاع الجوي للشرق الأوسط) الذي تم بناؤه خلال العام الماضي ، يعمل بالفعل على حماية دولة الإحتلال مصر والسعودية تحفظتا ، من ناتو الشرق الأوسط ، وجاء ذلك خلال ، جولة ولي العهد السعودي ( محمد بن سلمان ) والتي شملت القاهرة وعمان وأنقرة كان أحد أبرز أهدافها إحباط الفكرة وهو ما أيدته مصر بشدة. إذ حسمت القاهرة أمرها ورفضت الدخول في أي أحلاف عسكرية موجهة ضد أي دول في المنطقة ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً: كيف انبثقت تلك الفكرة ,؟ فكرة تشكيل تحالف عسكري شرق أوسطي قد جرى تداولها بعد أشهر من توقيع اتفاقات إبراهام بين عدد من دول الخليج ودولة الإحتلال ، برعاية أمريكية. وظهرت الفكرة بمقال لرئيس المؤتمر اليهودي العالمي( رونالد لودر ) في موقع عرب نيوز السعودي وتم نشره مترجما في جريدة الشرق الأوسط. حيث أشار فيه إلى أنه شعر بعد جولة له في المنطقة بأن صناع الرأي والقرار في الشرق الأوسط يتشاركون القلق حول الملفات نفسها. لذلك راودته فكرة دمج الصراع العربي الإيراني مع الشراكة العربية الصهيونية ، في مشروع موحد. لودر اقترح أن يدخل العرب ودولة الاحتلال، في تحالف استراتيجي باسم منظمة الدفاع في الشرق الأوسط . واعتبر أنها ستكون قادرة على مواجهة خطر إيران. داعيا إلى قصر المشاركة في الحلف على الدول ذات السيادة في المنطقة. دون إجبار أو دفع من أي قوى خارجية. وبعد كل هذه المتغيرات السياسية التي يشهدها الإقليم وانحراف الصراع المرير مع الاحتلال ،يستغل المحتل كل ذلك ويمارس فرض الوقائع على الأرض ، حيث نشهد كل يوم ، جملة من الممارسات والانتهاكات ، منها تهويد القدس ،وسلب الأراضى وإقامة المستوطنات عليها والكثير من الممارسات التى لا تعد ولا تحصى ، والملاحظ أن المحتل اغلق الباب أمام الحلول السياسية ، خاصة حل الدولتين ، نجده يطرح الحلول الاقتصادية ، ظناً منه ، أن شعبنا يمكن كسر إرادته ، لكن شعبنا الفلسطيني يقظ لكل المؤامرات وسيقاومها ، كما قاوم صفقة القرن حقاً : حبا الله شعبنا ، الصبر على المكاره والثبات فى وجه المحتل ، مصراً على تحقيق استقلاله على ترابه الوطني وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف….وباذن الله سينتصر طال الزمن أم قصر ، وأن محاولات تغيير أدوات الصراع ستبوء بالفشل ، كما فشلت مشاريع سياسية كانت تهدف إلى تصفية قضيتنا … الصيف ساخن كسخونة أحداثه ولكن أبناء شعبنا سيشمرون عن سواعدهم لمقارعة المحتلين الصهاينة الغزاة فى كل بقعة من ارضنا الصيف ساخن لكن سخونة نضالنا اقوى من جبروتهم ، واقوى من ناتو الشرق الأوسط الجديد,

Comments are closed.