وجهت إسرائيل رسالة تحذير “شديدة اللهجة” إلى “حزب الله” والحكومة اللبنانية، في ظل المخاوف من إقدام حزب الله على استهداف منصات استخراج الغاز الإسرائيلية قبالة سواحل البلاد، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، في حين أشارت هيئة البث الإسرائيلي (“كان 11”)، إلى تفاؤل إسرائيلي بشأن التقدم في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن إسرائيل بعثت برسالة إنذار إلى لبنان عبر قنوات دبلوماسية وعسكرية بمساعدة كل من الولايات المتحدة وفرنسا، وذلك في أعقاب التهديدات الأخيرة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أمس الإثنين، وقال فيها إنه “لا يوجد هدف إسرائيلي في البحر أو في البر لا تطاله صواريخ المقاومة الدقيقة.
وأكد الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” (واينت)، ما أوردته القناة 12، ولفت إلى أن إسرائيل معنية بإتمام المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية مع لبنان قبل أيلول/ سبتمبر المقبل، لإنهاء حالة التوتر مع لبنان، وأوضح أن ذلك ما شدد عليه كل من رئيس الحكومة، يائير لبيد، ووزير الأمن، بيني غانتس، خلال الاجتماع الذي عقداه مع الوسيط الأميركي، آموس هوشستين، الذي رافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، في زيارته إلى المنطقة في 13 تموز/ يوليو الجاري.
وقالت القناة 12 إن إسرائيل طالبت حزب الله – عبر قنوات دبلوماسية وعسكرية أميركية وفرنسية – بالالتزام باتفاق يتم التوقيع عليه بين الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية، وعدم الإضرار أو مهاجمة منصات استخراج الغاز قبالة سواحل البلاد، علما بأن مفاوضات ترسيم الحدود معلقة منذ أيار/ مايو 2021، فيما يجري الوسيط الأميركي مباحثات مكوكية مع المسؤولين في بيروت وتل أبيب للتوصل إلى تسوية تحقق اختراقة في المفاوضات.
وأوضح تقرير القناة 12 أن إسرائيل عززت من انتشارها الأمني حول منصة “كاريش” التي تدعي أنها موجودة في المناطق الاقتصادية الإسرائيلية، علما بأن الخرائط الأخيرة التي قدمها الجيش اللبناني، تظر أن حقل كاريش يمتد ليصل إلى مناطق في الخط 29 التي تطالب بها لبنان وتؤكد أنها ضمن المنطقة المتنازع عليها.
وزادت إسرائيل، في ظل التوتر مع حزب الله حول منصات الغاز والمناطق البحرية المتنازع عليها، من دوريات السفن البحرية في محيط حقل الغاز “كاريش” وعززت حالة التأهب في صفوف قواتها وأنظمة دفاعاتها الجوية في المنطقة، فيما أجرى الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة تدريبات تحاكي هجمات صاروخية على أهداف تقع في “المياه الاقتصادية الإسرائيلية”، بحسب ما كشف موقع “واللا” الإلكتروني، في وقت سابق، اليوم.
في المقابل، أشار موقع “واينت” إلى أن الوسيط الأميركي، هوشستين، الذي يصل نهاية الأسبوع الجاري إلى بيروت، سيعقد اجتماعات قبل ذلك مع فريقي التفاوض الإسرائيلي واللبناني عبر الإنترنت، فيما تضغط إسرائيل على واشنطن لتسريع المفاوضات، في ظل الاتفاقيات التي أبرمتها لبدء استخراج الغاز من “كاريش” في أيلول/ سبتمبر المقبل.
وتضمنت الرسائل الإسرائيلية إلى الحكومة اللبنانية التشديد على ضرورة “تسريع المحادثات، لأن مصلحة الحكومة اللبنانية ليست تفاقم الأزمة بل إنهائها، وبالتأكيد ليس الوصول إلى مواجهة عسكرية أو أمنية مع إسرائيل”، بحسب “واينت” الذي أضاف أن “إسرائيل حذرت في هذه الرسائل من أن هجوما من قبل حزب الله سيقابل برد قاس من قبل إسرائيل”.
وبموجب التقارير الإسرائيلية فإن عرض الوسيط الأميركي سيتضمن تنازلا من قبل الطرفين، فيما أشارت تقارير لبنانية سابقة أن الجانب اللبناني قدم للوسيط الأميركي اقتراحا يتنازل بموجبه عن حقه في حقل الغاز “كاريش”، مقابل حصوله على الحق الحصري باستخراج الغاز من حقل “قانا”.
من جانبها، أشارت “كان 11” إلى أن النزاع على المناطق البحرية بين لبنان وإسرائيل “على وشك الحل”، وقالت إن الوسيط الأميركي القادم إلى لبنان نهاية الأسبوع الجاري، سيحمل معه مسودة تنص على الخطوط العريضة لاتفاق محتمل بين الجانبين.
وأكدت القناة أن الحديث عن “حل وسط” ضمن “تسوية” تراعي جزءا من المطالب الإسرائيلية والمطالب اللبنانية. وبحسب تقرير القناة الرسمية الإسرائيلية فإن الاتفاق قد يشمل قيام نفس الشركة بالتنقيب في كل من إسرائيل وفي لبنان.
Comments are closed.