العاهل الأردني يؤكد أنه لا يمكن تجاوز القضية الفلسطينية

بقلم:  المحامي راجح أبو عصب

يحرص العاهل الأردني في كل مناسبة, وباستمرار على تأكيد موقف الأردن الشقيق الثابت تجاه القضية الفلسطينية, تلك القضية التي يعتبرها قضية الاردن الأولى, في الوقت الذي تراجع اهتمام العديد من الدول العربية إزاء القضية الفلسطينية, خاصه في السنوات العشر الأخيرة, التي شهدت حروبا أهليه في دول عربية عديدة, وكذلك أزمات اقتصادية خانقة. والموقف الأردني الثابت من القضية الفلسطينية في سعيه لإقامة الدولة المستقلة, كاملة السيادة, المتواصلة جغرافيا, القابلة للحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة بعاصمتها القدس الشرقية, ضمن حدود الرابع من حزيران 1967، وهذا ما يتوافق مع القوانين الدولية وشرعة حقوق الانسان, التي تؤكد أنه من حق أي شعب في هذا العالم أن يحكم نفسه بنفسه, ودون أي تدخل خارجي, وذلك ضمن دولته المستقلة, ذات الحدود الدولية الواضحة. وكذلك يتفق مع رؤية حل الدولتين التي هي في الأساس رؤية أميركية وضعها الرئيس جورج بوش الابن, ولكن لم يعمل على تطبيقها, خلال ولايتيه الرئاسيتين, وتبناها من بعده الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما، ولكن سار على نفس طريق الرئيس بوش, حيث أنهى هو أيضا ولايتيه الرئاسيتين دون أن يطبقها على أرض الواقع.


وقد جدد العاهل الاردني الالتزام الثابت تجاه القضية الفلسطينية خلال الاسبوع, وذلك في مناسبتين: الاولى خلال لقائه الرئيس محمود عباس يوم الاحد الماضي في عمان، حيث أكد خلال اللقاء على ضرورة التحرك الاردني الفلسطيني المشترك على كافة الأصعدة, وذلك للبناء على النشاط الدبلوماسي الذي شهدته المنطقة مؤخراً, عقب زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن, ولقائه مسؤولين اسرائيليين, واجتماعه بالرئيس محمود عباس في بيت لحم, ثم حضوره قمة جدة, بحضور دول مجلس التعاون الخليجي والعاهل الاردني والرئيس المصري ورئيس وزراء العراق. تلك القمة التي حملت اسم:” قمة جدة للامن والتنمية”. وكانت كلمة العاهل الاردني في قمة جدة, أكدت على مركزية القضية الفلسطينية, حيث شدد على أهمية التوصل الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق حل الدولتين. وقال: إنه لا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في منطقة الشرق الأوسط دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

وقد علقت صحيفة الدستور الاردنية على كلمة العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني, تلك بقولها: “إن هذه الكلمة كفيلة بالبرهان على ثبات الموقف الاردني الذي يعبر عنه بوضوح العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني, حيال النظرة الى مستقبل المنطقة, وحيال الوفاء للقضية الفلسطينية, التي بقيت على مر الايام تتصدر أجندة الأردن, وهو موقف ما تبدل رغم العديد من الضغوط”.

وبالعوده الى لقاء العاهل الاردني والرئيس عباس, فقد أكد الملك على إدامة التنسيق مع الأشقاء العرب لدعم القضية الفلسطينية وشدد على ضرورة شمول الاشقاء الفلسطينيين في المشاريع الإقليمية, وتمكينهم ودعم صمودهم على الأرض وعدم تهميشهم. كما أكد وقوف الأردن الكامل مع الاشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة, واشار إلى مواصلة المملكة بذل كل الجهود لحماية ورعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس, من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات. والواقع يؤكد أن العائلة الهاشمية هي الوصي الأمين على تلك المقدسات, منذ جدهم الاكبر الشريف الحسين بن علي, الذي أوصى أن يدفن جثمانه الطاهر في رحاب المسجد الأقصى، ومرورا بالملك المؤسس الملك عبدالله بن الحسين والملك الحسين بن طلال, وصولا الى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. كما بحث الزعيمان الأردني والفلسطيني في اللقاء آخر التطورات في المنطقة وخاصة الانتخابات الاسرائيلية المقبلة, وتأثيرها في فرص استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. كما أكد الزعيمان على استمرار التنسيق الأردني الفلسطيني, من أجل تذليل العقبات الاسرائيلية على جسر الملك حسين, والتي تتسبب بازدحامات المسافرين. ومن ناحيته, فإن الرئيس عباس أشاد بجهود العاهل الاردني التي يبذلها في السعي لإيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية وحرص الاردن الشقيق على ضرورة اشراك السلطة الفلسطينية في المشاريع الاقليمية في المنطقة.

وأما المناسبة الثانية التي أكد فيها العاهل الاردني الموقف الثابت للأردن من القضية الفلسطينية, وذلك في حوار شامل أجرته معه صحيفة ” الرأي الاردنية”، حيث قال في ذلك الحوار: “إن القضية الفلسطينية لا يمكن تجاوزرها, فهي قضيتنا الأولى ومفتاح السلام والاستقرار الشامل والدائم”، وأكد مجددا: “لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حل يرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني, ويلبي حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني, على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية, يستعيد فيها كامل حقوقه المشروعة.

كما أكد في الحوار: أن الأردن مستمر, انطلاقا من الوصاية الهاشمية, في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني في المدينة المقدسة”. وهكذا يؤكد العاهل الأردني, باستمرار على أن القضية الفلسطينيه قضية الاردن الأولى. والله الموفق.

Comments are closed.