كتب: سناء زكارنة
المثقف والقارىء والشخص المتفحص فهو القادر على قراءة الامور بطريقة صحيحة ومنطقية ووضعها في نصابها الصحيح.
في الكتاب الموجود في مكتبة بيروت الوطنية عام ١٩٩٠ بطبعتة ١٢٩ وكان تحت عنوان( الضفة الغربية وغزة وخيارات السلام الإسرائيلية ) فحينما تقرا هذا الكتاب وباب الانسحاب من غزة من جانب واحد فإنك تقرأ واقع اليوم لتجد أن الانقسام الفلسطيني وحالة التشتت والضعف الذي يسود المجتمع الفلسطيني ما كانت الا بتخطيط مخابراتي من أعلى المستويات فكيف تم ذلك.
كانت اولى الخطوات الإسرائيلية هي القضاء على الشخصيات المؤثرة في الفصيلين بشكل رئيسي كياسر عرفات الرنتيسي والشيخ أحمد ياسين وثلة من الشخصيات الوطنية والجامعة والمؤثرة في معظم التنظيمات الفلسطينية ، فاقصتهم أما بالاغتيال أو الاعتقال لسنوات طويلة وأن حادثة الانقسام اتت بعد استبعادهم.
زرع الخونة والعملاء في التنظيمين ، وصنع قيادات لها امتداد مخابراتي صهيوني ، وكانت هي المسؤولة عن عمليات القتل (الاستشهاد ) في قطاع غزة ، وما تؤكده هذه النظرية أن المسؤول عن اغتيال مازن الفقهاء هي إحدى الشخصيات المعدودة على تنظيم حماs وكان قد سجل على يديه محاولات القتل عام ٢٠٠٧ وهذا يؤكد منهج إراقة الدماء كان بفعل أذرع المخابرات الصهيونية لزيادة الشرخ والانقسام ، وللاسف تمت في ظل فوضى منظمة وعمليات التحريض المستمرة في وسائل الإعلام والمؤلم أكثر من ذلك بتواطىء ودعم عربي مدعوم أمريكيا ، وهذا ما أكده إحدى ضباط المخابرات المصرية في مذكراته والتي عرضت قبل أيام.
بعد حادثة الانقسام أصبحت فلسطين عبارة عن دويلتين إمارة غزة ودولة الضفة وكل طرف مدعوم من أطراف عربية وأوروبية وأمريكية وكل يدفع مقابل تعزيز هذا الانقسام، بل وكانت إحدى الشروط لاستمرار الدعم هو البقاء على الوضع الراهن وهو الانقسام ، وكلما اقتربنا من مصالحة تجد أن هناك من يعطلها ويحرض ضدها ،وتجد الكم الهائل من تزييف المستندات لضرب أما قيادات الضفة أو غزة.
حالات التحريض المستمرة من عناصر معروفين في كلا الجانبين والتصريحات المقززة التي لا تدعم الا الانقسام ، ولو تابعت تاريخ أحدهم تجده أما خائن وتم التحقيق معه من الانتفاضة الأولى، أو متاجر في الانقسام ويمتلك امتيازات والمصالحة لا تصب إلا بنقصان رصيده المالي.
اصبحت الضفة وغزة تتبع لاجندات دولية في ظل قيادات محكومة ، واصبحوا في صناديق مقفولة مرهونين بالدعم تارة والاتفاقيات تارة أخرى ، والاثنين سيحافظون على البقاء على الوضع الحالي ، عوضا عن ذلك الاثنين لا يمتلكون شرعية لوجودهم شعبيا وبقاىهم بالسلطة طيلة هذا الوقت فأصبحوا يعتقدون أن فلسطين مزرعة لهم بتصرفون بها وفق أولوياتهم وحاجتهم وامتدادهم الاقليمي بعيد عن المصلحة الوطنية الفلسطينية.
تحولت الدولة الفلسطينية من مجرد دولة إلى إدارة مدنية متحكمة بالوضع الاقتصادية ولا تعرف إدارة سوى الجباية والحفاظ على الامتياز.
ما المطلوب فلسطينيا في ظل حالة الترهل والضعف والخذلان والاعتداءات الصهيونية المتكررة.
#ان يتولى الاحرار من شعبنا قيادة هذه المرحلة والقفز عن المصالح التنظيمية بكلا التنظيمين والدعوة إلى انتخابات رئاسية وتشريعية ونقابية سريعة وعاجلة لاحتواء الشارع الفلسطيني الذي ينذر بساحة حرب أهلية واستباحة دمائه من الاحتلال الصهيوني، واختيار قيادة وطنية حرة تقود هذا الشعب إلى التحرر والاستقلال.
Comments are closed.