بلاد الرافدين والحضارات القديمة، توالت فيها الأزمات بعد الغزو الأمريكي لها، لتصل اليوم لإعلان حظر التجوال في الأراضي العراقية.
عجلة التغيرات أسرعت عقب إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يوم الاثنين اعتزاله العمل السياسي، فقد أخرجت القوات الأمنية بالقوة أنصاره من داخل القصر الحكومي والساحات المحيطة به، مما نتج عن سقوط 8 قتلى وعشرات الإصابات.
السيطرة على القصر
كما واطلقت قوات الأمن النار بشكل كثيف داخل المنطقة الخضراء في بغداد، واستطاعت السيطرة على القصر بعد طرد المتظاهرين منه.
وفرقت القوات العراقية بقنابل الغاز المدمع وخراطيم المياه أنصار التيار الصدري الذين حاولوا اقتحام مقر الإقامة الرئاسي.
وأغلقت القوات الأمنية العراقية جسري الجمهورية والسنك وسط بغداد والطريق المؤدي إلى مبنى التلفزيون الحكومي.
ودعت قيادة العمليات المشتركة العراقية المواطنين للتعاون التام مع الأجهزة الأمنية كافة والالتزام بحظر التجول والابتعاد عن الشائعات المغرضة.
وأضافت في بيان أن القوات الأمنية تؤكد مسؤوليتها عن حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية، وأنها تقوم بواجبها في حماية الأمن والاستقرار.
وأشارت إلى أن القوات الأمنية التزمت أعلى درجات ضبط النفس لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقي.
حماية الدوائر الحكومية
وأفادت وكالة الأنباء العراقية بأن قائد عمليات بغداد أصدر توجيها بتعزيز الحماية للدوائر الحكومية والمصارف.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش العراقي حظر التجول الشامل في بغداد اعتبارا من الساعة 2:30 ظهر اليوم الاثنين (بالتوقيت المحلي) بعد اقتحام أنصار الصدر القصر الجمهوري، وهو مبنى رسمي مخصص للمناسبات ويختلف عن القصر الرئاسي الذي يعد المقر الرسمي لرئيس الجمهورية.
وقامت قوات الأمن بإجلاء موظفي مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية على إثر اقتحام المبنيين من أنصار الصدر.
حالة الإنذار قصوى
كما قرر رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي تعليق جلسات مجلس الوزراء إلى إشعار آخر بسبب دخول متظاهرين مقر المجلس، وأعلن حالة الإنذار القصوى في بغداد لكل القوات الأمنية.
ودعا الكاظمي في بيان المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء والالتزام بتعليمات القوات الأمنية، كما طالب مقتدى الصدر بالمساعدة في دعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية.
وقال رئيس الوزراء العراقي إن تجاوز المتظاهرين على مؤسسات الدولة يعد عملا مدانا وخارجا عن السياقات القانونية، منتقدا ما سماه تمادي الخلاف السياسي ليصل إلى لحظة الإضرار بكل مؤسسات الدولة.
من جانبه، دعا حيدر العبادي رئيس الوزراء السابق ورئيس ائتلاف النصر العراقي إلى التهدئة وضبط النفس وعدم الانجرار خلف الفتن.
ودعا العبادي العراقيين إلى التكاتف ومنع التجاوزات على الحقوق الخاصة والعامة.
خارج بغداد
وفي سياق متصل، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية حظر التجول الشامل في جميع المحافظات اعتبارا من الساعة السابعة مساء اليوم الاثنين.
كما دعا الرئيس العراقي برهم صالح المتظاهرين إلى الانسحاب من المؤسسات الرسمية، وفسح المجال أمام القوات الأمنية للقيام بواجبها.
وأظهرت صور محاصرة أنصار التيار الصدري محكمة الاستئناف في محافظة ميسان الاتحادية جنوب شرقي العراق.
بدورها، قررت وزارة التربية تأجيل الامتحانات الوزارية للمدارس الابتدائية والمتوسطة.
مقتدى الصدر يعتزل
وتفجرت الأزمة عندما أعلن مقتدى الصدر اعتزاله الحياة السياسية نهائيا وإغلاق المؤسسات التابعة له، إذ قال الصدر -في بيان نشره عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر- إنه سيغلق “كافة المؤسسات إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر الكرام”.
وتابع “الكل في حل مني، وإن مت أو قُتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء”.
كما جاء في البيان على لسان مقتدى الصدر “لم أدّعِ يوما العصمة أو الاجتهاد ولا حتى القيادة، إنما أنا آمر بالمعروف وناه عن المنكر، ولله عاقبة الأمور، وما أردت إلا أن أقوّم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية بوصفها الأغلبية، وما أردت إلا أن أقرّبهم إلى شعبهم وأن يشعروا بمعاناته”.
يأتي ذلك في حين يرابط أتباع الصدر للأسبوع الخامس على التوالي أمام مقر البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء الحكومية وخارجها للمطالبة بحل البرلمان العراقي.
اقتحام القصر الجمهوري
واقتحم بعض أتباع مقتدى الصدر المنطقة الخضراء الحكومية (وسط بغداد)، وحاصروا مبنى الحكومة العراقية، في ظل إجراءات أمنية مشددة.
وأفاد مصدر في الرئاسة العراقية بأن عشرات المتظاهرين اقتحموا القصر الجمهوري داخل المنطقة الخضراء، وهو ما أظهرته بعض مقاطع الفيديو المتداولة على مواقع التواصل.
جاء ذلك بعدما أسقط بعض أنصار التيار الصدري كتلا خرسانية من جدار حماية البرلمان العراقي عقب تمكنهم من اختراقه.
وأكدت قيادة العمليات المشتركة أن القوات الأمنية تؤكد مسؤوليتها عن حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية.
من هو مقتدى الصدر؟
مقتدى الصدر من مواليد، هو رجل دين شيعي وزعيم التيار الصدري الذي يعتبر أكبر تيار شعبي شيعي في العراق، وقائد لاجنحة عسكرية تابعة لتياره متمثلة بكل من جيش المهدي ولواء اليوم الموعود وسرايا السلام، ومع أنّه قائد وزعيم لشريحة كبيرة من المجتمع الشيعي في وسط وجنوب العراق.
Comments are closed.