حملة ضغوط إسرائيلية … إعلام عبري: انقسام في البيت الأبيض بشأن الاتفاق النووي مع إيران

ذكر تقرير إسرائيلي، مساء الأحد، أن التطورات بشأن جهود إحياء الاتفاق النووي الموقع مع إيران في العام 2015، تسبب في انقسام بين المسؤولين في البيت الأبيض، وذلك وسط تزايد التوقعات بقرب الإعلان عن اتفاق في هذا الشأن.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلي “كان 11″، بأن المناقشات مستمرة في البيت الأبيض حول الخطوات التي تعتزم واشنطن اتخاذها بشأن الملف النووي الإيراني، وأشارت إلى خلافات بين مسؤولي الإدارة الأميركية في هذا الخصوص.

وبحسب “كان 11” فإن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، عبروا عن تخوفاتهم من أن يؤثر التوقيع على اتفاق يتضمن تنازلات لصالح طهران، على نتائج الحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية الأميركية المقبلة المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

ونقلت القناة الرسمية الإسرائيلية عن دبلوماسيين غربيين، قولهم إنهم “لا يستبعدون” احتمال وضع السلطات في طهران العراقيل وطرح المزيد من المطالب، إذا ما وافقت واشنطن على النص الأوروبي المقترح لإحياء الاتفاق النووي والملاحظات التي أوردتها إيران على المسودة الأوروبية للاتفاق.

وفي ختام الجولة الجديدة لمفاوضات فيينا، مطلع الشهر الجاري، أكد الاتحاد الأوروبي بصفته منسق المفاوضات استنفاد المفاوضات، وقدم “نصًا نهائيًا” لكل من طهران وواشنطن، مع دعوتهما إلى الرد عليه بالموافقة أو الرفض.

وردت إيران على النص بإرسال جملة تحفظات وتعديلات لترمي الكرة إلى الملعب الأميركي، وواشنطن أيضًا بدورها تؤكد أنها ما زالت تدرس التحفظات الإيرانية ولم ترد بعد، وتتجه الأنظار اليوم إلى البيت الأبيض للاستماع لرده على التحفظات الإيرانية.

وشرعت إسرائيل بحملة ضغوط على الإدارة الأميركية في محاولة لمنعها من التوقيع على تفاهمات لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، وفي هذا السياق، يسافر رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، إلى ألمانيا والولايات المتحدة، للتأكيد على موقف إسرائيل بخصوص ضرورة إنهاء جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وبحسب “كان 11” فإن لبيد قد يصل إلى ألمانيا في زيارة مقررة بعد نحو أسبوعين، يلتقي خلالها بالمستشار الألماني، أولاف شولتس. وبعد ذلك بأسبوع، سيتوجه لبيد إلى الولايات المتحدة في زيارة من المتوقع أن يلقي خلالها كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكثف المسؤولون الإسرائيليون من المحادثات مع نظرائهم في واشنطن، خلال الأيام الأخيرة، في محاولة لمنع احتمال موافقة الولايات المتحدة على العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، بموجب تفاهمات يرى المسؤولون في تل أبيب أنها تتضمن تنازلات غربية إضافية عن تلك التي وردت في اتفاق العام 2015.

وأوضحت “كان 11” أن النشاط الدبلوماسي الإسرائيلي يبذل في هذه المرحلة في محاولة لإقناع الجانب الأميركي بعدم التوقيع على الاتفاق، وليس حول الترتيبات الأمنية والسياسية التي قد يتم تحديدها والإستراتيجية التي سيتم اتباعها إسرائيليا بالتنسيق مع حلفاء تل أبيب، إذا ما أثمرت جهود إحياء “خطة العمل الشاملة المشتركة” عن اتفاق.

وأشارت “كان 11” ، إلى أن “بعض المسؤولين الإسرائيليين يقدرون أن الإيرانيين ليسوا مهتمين حقًا بإحياء الاتفاق النووي”، غير أن “التغيير في اللهجة من جانب وسائل الإعلام الإيرانية ومن جانب بعض السياسيين الإيرانيين”، على حد تعبير القناة الإسرائيلية، “يثير القلق في إسرائيل من أن طهران تتطلع بالفعل نحو الاتفاق”.

يأتي ذلك في وقت وصلت فيه المفاوضات النووية إلى محطتها الأخيرة، وسط ترجيحات بقرب التوصل إلى اتفاق في فيينا بعد 16 شهرًا من المفاوضات الماراثونية، لكن ثمة “قضايا معقدة ما زالت عالقة”، حسب المندوب الروسي بالمفاوضات ميخائيل أوليانوف، أو ثمة “فجوات” متبقية حسب تصريحات مسؤول أميركي لوسائل إعلام إسرائيلية، أمس السبت.

وفي سياق متصل، قال البيت الأبيض، يوم الأحد، في بيان، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، أولاف سولتس، ناقشوا جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران في عام 2015.

وأضاف البيت الأبيض، في استعراض لما دار في الاتصال الهاتفي الذي ركز إلى حد بعيد على الحرب الروسية في أوكرانيا، “ناقشوا بالإضافة إلى ذلك، المفاوضات الجارية بخصوص البرنامج النووي الإيراني، والحاجة إلى تعزيز دعم الشركاء في منطقة الشرق الأوسط”.

كما ناقش الأطراف “الجهود المشتركة لردع وتقييد أنشطة إيران الإقليمية المزعزعة للاستقرار”. ولم يقدم البيت الأبيض مزيدا من التفاصيل عن الجزء الذي تناول الشرق الأوسط من المباحثات بين الرئيس الأميركي، بايدن ورئيس الوزراء البريطاني، جونسون، والرئيس الفرنسي، ماكرون، والمستشار الألماني، شولتس.

وقال الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأسبوع الماضي إنهما يدرسان رد إيران على ما وصفه الاتحاد باقتراحه “النهائي” لإحياء الاتفاق، الذي قلصت طهران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.

وانسحب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في عام 2018، من الاتفاق النووي، معتبرا أنه يتساهل كثيرا مع إيران، وأعاد فرض عقوبات أميركية قاسية على طهران، مما دفعها للبدء في انتهاك قيود الاتفاق على تخصيب اليورانيوم.

وأبلغت الإدارة الأميركية إسرائيل، في الأيام الماضية، أنها لن توافق على تنازلات أخرى في إطار المفاوضات غير المباشرة التي تجريها مع إيران حول الاتفاق النووي، وأنه لا يتوقع توقيع اتفاق نووي جديد في الوقت الراهن، حسبما نقل موقع “واللا” الإلكتروني عن مسؤولين إسرائيليين.

ووصف “واللا” هذه الاتصالات بأنها محاولة أميركية “لتهدئة” إسرائيل، لكن المسؤولين الإسرائيليين قالوا إن المستوى السياسي في إسرائيل “لم يهدأ”.

وازداد قلق إسرائيل بشكل كبير من عودة أميركية محتملة إلى الاتفاق النووي، في أعقاب رد إيران على مسودة اتفاق قدمها الاتحاد الأوروبي، قبل نحو أسبوعين، وأدى ذلك إلى “احتكاك غير مألوف” خلال محادثات مغلقة وعلنية بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، وفقا لـ”واللا”.

وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية أنه خلال الأيام العشرة الماضية أجرى البيت الأبيض محادثات مع مسؤولين في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، وجاء فيها إنه خلافا للتقارير الإعلامية، لم توافق إدارة بايدن على تنازلات جديدة في إطارة مسودة الاتفاق الأوروبية.

Comments are closed.