في خطوة جديدة لتعزيز قدرتها النووية والتضامن مع روسيا ضد الغرب، أعلنت بيلاروسيا، الجمعة، إدخال تعديلات على طائرات حربية من طراز “سو-24″ و”سو-30” لحمل أسلحة نووية.
وقال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، وفقا لموقع سكاي نيوز إنه اتفق في السابق على هذه الخطوة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
كيف تعزز بيلاروسيا قوتها العسكرية؟
لا تملك بيلاروسيا أسلحة نووية لكنها حليف لموسكو وسمحت باستخدام أراضيها في العملية العسكرية في أوكرانيا، كقاعدة خلفية بالحرب.
الطائرة “سو-24” التي تريد بيلاروسيا تطويرها لحمل قذائف نووية، هي قاذفة عملياتية تستخدم لتوجيه ضربات بالصواريخ والقنابل إلى أهداف برية معادية في كل الظروف الجوية، وهي تحلق على ارتفاع 200 متر بسرعة 1320 كليو مترا في الساعة، ودخلت الخدمة عام 1983.
المقاتلة الثانية والتي تريد تعديلها فهي “سو-30” فهي تصلح للعب دور مقاتلة الجيل “4” المتقدمة، وهي مزودة بمنظومة توجيه جو-أرض وبأسلحة مضادة للسفن تعتبر الأكثر دقة في العالم، وفقا لمجلة “ميليتري ووتش”.
قبل 3 أشهر، أعلن لوكاشينكو عن شراء بلاده صواريخ “إسكندر” ذات القدرة النووية وأنظمة “إس-400” المضادة للصواريخ من روسيا. كما طلب من بوتن، في يونيو الماضي، نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا ردا على طلب بولندي مماثل من واشنطن.
تاريخيا.. ما علاقة بيلاروسيا بروسيا؟
قال الخبير العسكري، اللواء أحمد إسماعيل، إن العلاقات بين روسيا وبيلاروسيا تاريخية ومتشابكة، ليس على المستوى العسكري فقط بل السياسي والاقتصادي، فدولة بيلاروسيا توصف بـ”حديقة خلفية” لروسيا، ومنذ بدء الحرب نقلت روسيا جنود ومعدات عسكرية إليها، وأجرت مناورات مشتركة على أراضيها، لذا اعتبرها الغرب إحدى جبهات الحرب وفرض عليها عقوبات اقتصادية.
ويضيف: “أنه إضافة للجانب الأمني، ترتبط موسكو ومينسك بمصالح مِن ناحية الجغرافيا والدين والإثنية، كما تعدّ نقطة مهمة لموسكو لاشتراكها بحدودها الشرقية مع روسيا، والجنوبية مع أوكرانيا، وهي الأقرب للعاصمة الأوكرانية مقارنةً بروسيا، وهو ما ساعد القوات الروسية في شنّ العملية على أوكرانيا من نهر دنيبر على الجانب الغربي لأوكرانيا.”
وتابع:” استفادت بيلاروسيا اقتصاديا من الأزمة حيث بلغت صادراتها إلى موسكو أعلى مستوى لها، لتسجل حجما تاريخيا بلغ 2 مليار دولار شهريًا، بعد اتساع سوق موسكو أمام مينسك عقب خروج الشركات الأجنبية من روسيا على خلفية العقوبات”.
العلاقة العسكرية بين البلدين
يقول الباحث في شؤون الطيران مينا عادل، إن روسيا وبيلاروسيا تجمعهما روابط وثيقة سياسيا وعسكريا، فالجيش البيلاروسي يعد امتدادا لنظيره الروسي.
ويضيف: “التعاون العسكري بين البلدين يظهر جليا في عدة نقاط بين البلدين بينها شراء الأسلحة الروسية وإجراء تدريبات عسكرية مثل “زاباد- الغرب” التي تنفذ منذ 2009، وفيها يجري الجيش الروسي إعادة تموضع لكتائب قتالية كاملة، ووصل عدد القوات المشاركة في تدريبات 2021 نحو 100 ألف مقاتل، كما تتضمن المناورات سيناريو دفاعيا في صد هجوم موجه من دول شرق أوروبا ليتوانيا وبولندا والنرويج، وتوجيه ضربات قاسمة لمراكز القيادة والسيطرة في أوروبا.”
ويردف عادل أن القرار البيلاروسي يأتي ضمن سلسلة أحداث تجعل جميع الخيارات مفتوحة بما في ذلك الردع النووي، لذا فإن إضافة قدرات الهجوم النووي للقاذفات التكتيكية من طراز “سو-24” و”سو-30″، ما هو إلا تأكيد على التكامل والربط التام بين البلدين الحليفين.
وفسر أن خطوة بيلاورسيا والإشارة إلى تسليح مقاتلاتها بالنووي جاءت ردا على إرسال حلف الناتو مؤخرا المزيد من الطائرات الحربية والقوات لتعزيز عملية “الدرع الجوي” بالجوار الروسي.
Comments are closed.