33 قتيلا في مواجهات بين قوات الحكومة اليمنية والحوثيين في تعز

سقط 33 قتيلا على الأقل في محافظة تعز اليمنية إثر مواجهات بين قوات الحكومة اليمنية ومسلحي جماعة الحوثي وصفت بأنها بـ”الأعنف” منذ بدء سريان الهدنة في البلاد في ابريل الماضي.


وقال مصدر في السلطة المحلية بمحافظة تعز أمس (الاثنين) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مواجهات اندلعت في محافظة تعز خلال الساعات الماضية بين قوات الجيش الوطني (حكومية) ومسلحي جماعة الحوثي.

وأضاف المصدر أن الحوثيين شنوا هجوما كبيرا على قوات الجيش المتمركزة في موقع “التبة السوداء” في منطقة “الضباب” والتي تضم طريقا رئيسيا يمثل المدخل الجنوبي الرئيسي لمدينة تعز.

وأوضح المصدر أن عشرات المسلحين الحوثيين تسللوا عبر نفق أرضي إلى منطقة خلفية للتبة السوداء، وشنوا هجوما مباغتا على القوات المتمركزة في الموقع.

وتابع: “تزامن تسلل الحوثيين مع هجوم بري لمسلحي الجماعة تحت غطاء ناري وقصف مدفعي كثيف”.

ولفت المصدر إلى أن حالة ارتباك سادت صفوف القوات المتمركزة في الموقع العسكري ومحيطه، إلا أن تعزيزات عسكرية كبيرة قدمت للمنطقة وتمكنت من السيطرة على الوضع.

ووفقا للمصدر، فقد خلفت المواجهات 10 قتلى من الجيش فيما لا يزال عسكريان في عداد المفقودين، وهناك نحو 8 جرحى بعضهم حالتهم حرجة.

ووصف المصدر الحكومي المواجهات بأنها “الأعنف” منذ بدء سريان الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة في البلاد منذ ابريل الماضي.

وقبل ذلك، قال مصدر محلي مسؤول لـ (شينخوا) إن مواجهات عنيفة اندلعت الليلة الماضية واستمرت حتى صباح اليوم بين القوات الحكومية والحوثيين في منطقة “الضباب”.

وذكر المصدر أن المواجهات خلفت سبعة قتلى على الأقل من القوات الحكومية، أحدهم ضابط في قوات اللواء 117 مشاة، وجرح نحو 8 آخرين، فيما سقط عدد من القتلى والجرحى من الحوثيين، دون أن يحدد عددهم.

وحاول الحوثيون خلال المواجهات التقدم والوصول إلى الطريق الرئيسي في منطقة الضباب والذي يعد الشريان الوحيد الخاضع لسيطرة القوات الحكومية إلى مدينة تعز، وفقا للمصدر.

إلى ذلك، قال محور تعز العسكري (قوات حكومية) في بيان إن “23 عنصرا من مليشيا الحوثي الإيرانية، لقوا مصرعهم وجرح نحو 30 آخرين بينهم قيادات ميدانية، خلال تصدي الجيش الوطني لهجوم واسع غرب مدينة تعز”.

ونقل البيان عن مصدر عسكري، لم يسمه، قوله إن “مليشيا الحوثي الإيرانية شنت هجوما واسعا، على مواقع الجيش استمر نحو 10 ساعات، وصاحبه قصف عنيف بمختلف الأسلحة شنته مليشيا الحوثي على القرى المأهولة في الضباب”.

وأدانت الحكومة اليمنية هجوم الحوثيين وقالت إنه كان يهدف لقطع الشريان الوحيد إلى مدينة تعز، معتبرة أنه يمثل “تحديا صارخا” لجهود إنهاء الحرب وتحقيق السلام.

وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان إن “مليشيات الحوثي أقدمت مساء أمس على شن هجوم عنيف على منطقة الضباب غرب مدينة تعز استمر حتى فجر اليوم في محاولة للسيطرة على المنطقة لقطع الشريان الوحيد الذي يربط مدينة تعز بمحافظة عدن”، العاصمة المؤقتة جنوبي البلاد.

وأكد البيان أن الهجوم أسفر عن مقتل 10 جنود وجرح 7 آخرين، مشيرا الى أن ذلك “يأتي في الوقت الذي تنصب فيه جهود المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتثبيت وتوسيع الهدنة الإنسانية والبناء عليها لاستئناف الجهود السياسية وتحقيق السلام في اليمن”.

وجاء في البيان أن “الحكومة تنظر إلى الهجوم كتحد صارخ لكل المبادرات والمساعي الرامية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام ومحاولة لتقويض جهود تمديد وتوسيع الهدنة الإنسانية ولإطباق الحصار على مدينة تعز المحاصرة فعلا منذ سبع سنوات حيث ترفض مليشيات الحوثي الوفاء بالتزامها بفتح الطرق الرئيسية منها وإليها”.

وبحسب البيان، فإن الحكومة “لن تسمح لمليشيات الحوثي باستمرار خروقاتها وعبثها واستغلالها للهدنة والاستفادة من التزام الجانب الحكومي بتنفيذ بنود الهدنة لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية على حساب خيارات اليمنيين وتطلعاتهم إلى السلام والاستقرار وتحمل المليشيات الحوثية عواقب ذلك”.

ووصف البيان هجوم الحوثيين بــ”التصعيد الخطير”، داعيا المبعوث الدولي إلى “تحمل مسؤولياته وإدانة هذه الأعمال الإجرامية التصعيدية لجماعة الحوثي في تعز خاصة وأنها تأتي في ظل تواجد الفريق العسكري في العاصمة الأردنية تحت رعايته لمناقشة ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار ومنع الخروقات العسكرية للهدنة”.

في المقابل، اتهمت جماعة الحوثي، القوات الحكومية باستهداف منزل أحد المواطنين في تعز، دون أن تعلق على المواجهات في منطقة الضباب بالمحافظة.

وأوردت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن “مرتزقة العدوان” (في إشارة للقوات الحكومية) استهدفوا بقذيفة مدفعية منزل أحد المواطنين ما أدى إلى وقوع أضرار بليغة في المنزل، وإثارة الرعب في نفوس ساكنيه وأهالي الحي بمديرية “صالة” في محافظة تعز ضمن الخروقات المستمرة للهدنة المعلنة.

ويتمركز الحوثيون منذ العام 2015، في المداخل الرئيسية الشرقية والشمالية والغربية لمدينة تعز، ويمنعون حركة التنقل في تلك المنافذ الرئيسية بحسب الحكومة اليمنية التي تسيطر قواتها على المنفذ الجنوبي الرئيسي لمدينة تعز.

وترعى الأمم المتحدة هدنة بين القوات الحكومية والحوثيين منذ الثاني من ابريل الماضي وتم تجديدها مرتين حيث تستمر حتى الثاني من أكتوبر المقبل، وتضمن اتفاق الهدنة فتح الطرق إلى مدينة تعز، إلا أن ذلك تعثر حتى اليوم.

وتوقفت المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين خلال فترة الهدنة فيما يتبادل الجانبان اتهامات بارتكاب خروقات بين الحين والآخر في عدد من المحافظات.

Comments are closed.