تصاعدت حدة التوتر بين حزب الله اللبناني والاحتلال الإسرائيلي على خلفية النزاع المتواصل على الحدود البحرية بين لبنان و”إسرائيل”.
وأكدت “يديعوت أحرنوت” في افتتاحيتها التي كتبها الخبير يوسي يهوشع، أن “الخطابات المتكررة لزعيم حزب الله حسن نصر الله، تقلق إسرائيل”، منوهة أنه من مصلحة تل أبيب استخراج الغاز من المتوسط وخاصة من حقل “كاريش”.
وذكرت أن وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، يرى أنه “من الأفضل التوصل إلى اتفاق بدون حرب”، منوهة أن الجيش الإسرائيلي في ذات الوقت، وإن “دخل في حالة صمت هذا الأسبوع، لكنهم في قيادة المنطقة الشمالية، سلاح الجو وسلاح البحرية، بدأوا يستعدون لإمكانية اشتعال الجبهة الشمالية، ويعدون الخطط بناء على ذلك”.
وأضافت: “حتى لو كان نصر الله يخطط ليوم فقط من المعارك، وإسرائيل غير معنية بالحرب، فإن المشكلة بين الطرفين؛ أن شدة النار التي ستستخدم مختلفة جوهريا عن تلك التي تعود عليها الجمهور الإسرائيلي في الحملات ضد غزة في العقد الأخير”.
ونوهت الصحيفة، أنه “سيكون من الصعب على إسرائيل أن تتحكم بمستوى اللهيب، وحتى لو بدأت النار بحدث موضعي، فمن شأن هذا أن يتدهور بسرعة شديدة لأيام قتالية، ومن هنا لحرب حقيقية لا ترد”.
ورأت أن “التحدي الكبير في هذه اللحظة؛ متى وكيف يوقف هذا التدهور؟ وعليه فأساس المداولات في جهاز الأمن تعنى في هذه اللحظة في إعداد ردود على كل حالة وسيناريو يمكن أن يقع، وبالطبع لا يمكن أن يستبعد أنه في حال وصلت معلومة عن عملية يخطط لها حزب الله، سيتقرر إحباطها قبل الأوان”.
واعتبرت “يديعوت”، أن العدوان الإسرائيلي على غزة ورد المقاومة ما هو إلا “نزهة” بالنسبة لما يمكن أن يقع في الجبهة الشمالية، لأن الوضع حيال حزب الله “مختلف تماما؛ فالتنظيم تسلح جدا منذ حرب لبنان الثانية قبل نحو 15 سنة، وخلق ميزانا يهدد إسرائيل، وعليه، في هذه الجولة إذا ما بدأت، فالجيش الإسرائيلي سيكون ملزما بأن يعمل بشدة تعزز الردع الذي تآكل حيال حزب الله، وهكذا يبعد المواجهة التالية”.
وأشارت إلى أن الأنظار تتجه الآن إلى بداية أيلول/سبتمبر المقبل، حيث من المنتظر أن يصل إلى المنطقة الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين، “ويتوقع أن يأتي في جعبته باقتراح نهائي تقبله تل أبيب وبيروت، هذا بالطبع إذا لم يفاجئ نصر الله إسرائيل”.
وتابعت: “كي نفهم بشكل أفضل كم تتوقع إسرائيل الحرب، يجدر بنا أن نتابع تبديل قائد المنطقة الشمالية أمير برعم المخطط له في 11 أيلول/سبتمبر المقبل، ومن تجربة الماضي، عندما يقدر الجيش بأنه سيكون اشتعال في الساحة الشمالية، يؤجلون موعد تبديل القيادة، وهكذا مثلا كان قبل الهجوم على المفاعل في سوريا لعام 2007، وهذه المرة أيضا إذا ما تأجل التبديل، سيكون ممكنا أن نفهم كم هو معقول في نظر الجيش أن تكون مواجهة”.
Comments are closed.