في الوقت الذي أجرت فيه الصين تدريبات عسكرية مكثفة قبالة تايوان الأسبوع الماضي، ركزت مجموعة من خبراء الدفاع الأمريكيين في واشنطن على محاكاتهم الخاصة لحرب – ولكن افتراضية تماما في الوقت الحالي – بين الولايات المتحدة والصين على الجزيرة.
فبحسب ما نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” (The Jerusalem Post) فإن هذه المحاكاة جرت في أحد المباني التي ليست بعيدة عن البيت الأبيض، مفترضة رد الفعل العسكري الأمريكي على هجوم صيني محتمل في عام 2026، وأشار التقرير على الرغم من أن الدراسة أو المحاكاة أجراها خبراء أمريكيون إلى أنهم توقعوا أن يكون الانتصار باهظ الثمن.
حيث يجلس فريق من الجنرالات الأمريكيين المتقاعدين وضباط البحرية ومسؤولو البنتاغون السابقون مثل لاعبي الشطرنج على أجهزة الكمبيوتر اللوحي جنبا إلى جنب مع محللين من مركز أبحاث CSIS. وينقلون القوات المصورة على أنها مربعات زرقاء وحمراء ومربعات خشبية صغيرة فوق خرائط غرب المحيط الهادئ وتايوان، دارسين احتماليات الحرب دون اللجوء للأسلحة النووية من كلا الأطراف.
“ثمن باهظ” سيكون ضحيته الاقتصاد التايواني والقوات الأمريكية في المحيط الهادئ
قال مارك كانسيان، كبير المستشارين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، حيث تقام هذه الدراسة: “تظهر النتائج أنه في ظل معظم السيناريوهات – وليس كلها – ، يمكن لتايوان أن تصد غزوا. ومع ذلك، فإن التكلفة ستكون باهظة للغاية بالنسبة للبنية التحتية والاقتصاد التايواني والقوات الأمريكية في المحيط الهادئ”.
ويضيف الخبير أن الجيش الأمريكي قوي ومن المفترض أن تمنح اليابان الموافقة للولايات المتحدة على استخدام قواعدها لديها على أن لا تتدخل بشكل مباشر.
“غرق 150 سفينة صينية وتدمير 900 مقاتلة أمريكية”
أكدت التدريبات الصينية التي أجريت كرد على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان القدرة الصينية التي تم افتراضها بالفعل في اللعبة.
وقال كانسيان: “في 18 جولة من أصل 22 جولة من اللعبة التي تم لعبها حتى هذه اللحظة، أغرقت الصواريخ الصينية جزءا كبيرا من الأسطول السطحي الأمريكي والياباني ودمرت مئات الطائرات على الأرض، ومع ذلك، فإن الهجمات المضادة الجوية والبحرية للحلفاء تضرب الأسطول البرمائي والسطحي الصيني المكشوف، مما أدى في النهاية إلى غرق حوالي 150 سفينة”.
مضيفا أن سبب الخسائر الأمريكية هو أن الولايات المتحدة لا تستطيع شن حملة منهجية لإسقاط الدفاعات الصينية قبل الاقتراب منها، ويجب على الولايات المتحدة إرسال قوات لمهاجمة الأسطول الصيني، وخاصة السفن البرمائية، قبل تحقيق التفوق الجوي أو البحري. “للتعرف على حجم الخسائر، في آخر تكرار لعبتنا، خسرت الولايات المتحدة أكثر من 900 طائرة مقاتلة / هجومية في صراع استمر أربعة أسابيع. وهذا حوالي نصف مخزون القوات البحرية والجوية”.
أما تايوان (الصينية) فإنها ستكون قادرة جزئيا على التصدي لعمليات الإنزال الصيني إلى أنه سيتم تدمير قواتها البحرية ونصف سلاحها الجوي في أول أيام الحرب.
قال كانسيان: “لم ننفذ أكثر السيناريوهات تشاؤما، حيث قد تغزو الصين الجزيرة بأكملها”.
قائلا إن الجولات الأربع المتبقية من المناورات “ستحقق في بعض السيناريوهات البديلة – مثل تأخير الولايات المتحدة دعمها لتايوان، والحياد الياباني الصارم والسيناريو المتشائم الذي يمنح الصين مجموعة متنوعة من المزايا.”
Comments are closed.