انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لوزير البترول السعودي الراحل، أحمد زكي يماني، تحدث فيه عن رد الفعل السعودي في حال احتلت أمريكا حقول النفط في المملكة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للوزير أحمد زكي يماني من مقابلة تعود لعام 1973 علق فيها على رد فعل السعودية في حال احتلت الولايات المتحدة حقول النفط في المملكة، مؤكدا أن السعودية ستفجرها على الفور.
ويأتي ذلك وسط خلاف بين الرياض وواشنطن إثر قرار “أوبك +” بخفض الإنتاج النفطي بمقدار مليوني برميل يوميًا ابتداء من نوفمبر المقبل، حيث تلوح الولايات المتحدة بإعادة تقييم علاقاتها مع السعودية نتيجة هذا القرار الذي وصفه البيت الأبيض بـ”الاصطفاف” مع روسيا.
وفي التفاصيل التاريخية، كان يماني (توفي عام 2021)، وفق تقارير إخبارية) العقل المدبر لحظر النفط الذي فرضته “أوبك” عام 1973 والذي أغرق الاقتصادات الغربية في حالة ركود آنذاك، كرد فعل على الحرب بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.
وفي عام 1973، أجرى أحمد زكي يماني مقابلة في العاصمة الدنماركية، كوبنهاغن، حيث رد من خلالها على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، هنري كيسنجر، حول إمكانية اتخاذ إجراءات ضد بعض الدول العربية إذا استمر قرار الحظر لفترة أطول.
وأوضح يماني في المقابلة قائلا: “أعتقد أنه بإمكاننا خفض الإنتاج إلى 20% مثلا، فبدلا من أن تكون النسبة 25%، قد تكون 80% هل تعتقد أن أوروبا أو اليابان أو أمريكا يمكن أن تحتمل ذلك؟”
وأضاف: “ربما لدى الولايات المتحدة خطوط الإمداد المحلية الخاصة بها، وهي في وضع أفضل بكثير من أوروبا واليابان، لكنني لست متأكدًا ما إذا كانت أوروبا واليابان ستنضمان إلى أمريكا في أي إجراءات (ضد السعودية)، لأن اقتصادكم ككل سينهار فجأة، وإذا فكر الأمريكيون باتخاذ خطوة عسكرية، فهذا احتمال آخر لكن هذا سيكون انتحارا”.
وفي مطلع رده على سؤاله عما ستفعله السعودية في حال احتلت واشنطن حقول النفط على أراضيها، قال يماني: “هناك مناطق حساسة في حقول النفط في السعودية سيتم تفجيرها على الفور”.
وعما إذا كان السعوديون هم من سيفجرونها، أجاب وزير البترول آنذاك بالقول: “طبعا.. طبعا.. وبعد ذلك ما سيحدث هو أنه سيتعين على أوروبا واليابان أن تعيشا بدون نفط من السعودية لسنوات كثيرة جدًا، لأن الأمر يستغرق سنوات لإصلاح ذلك، وهذا العمل لا يُنجز بليلة أو بشهر أو اثنين”.
وأكمل: “الآن يمكنك تخيل أي نوع من المقامرة سيكون هذا”، وعند سؤاله عما إذا كانت السعودية قادرة على الصمود اقتصاديًا إذا حفضت إنتاجها بنسبة 80%، قال الوزير السعودي السابق: “نعم سيدي، هل تعلم ما سيحدث حينها؟ بدلا من بيع برميل النفط الخام بـ3.5 أو 4 دولارات من حقل رأس تنورة في السعودية، سيباع بـ15 أو 20 دولارا في الواقع فإننا سنجني أرباحًا أكبر عبر تخفيض الإنتاج إلى 20%، قانون العرض والطلب”.
وتوفي وزير البترول السعودي السابق، أحمد زكي يماني، في 23 فبراير 2021 عن عمر ناهز الـ91 عاما.
تجدر الإشارة إلى أن أحمد زكي يماني ولد في عام 1930، وتولى وزارة البترول في 1962، وتم اختطافه في العام 1975، من قبل مجموعة الشهير كارلوس، الملقب بـ”الثعلب”، خلال اجتماع لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، في العاصمة النمساوية فيينا.
ودرس أحمد زكي يماني الحقوق في جامعة القاهرة، وتخرج من جامعة هارفارد، وقبل أن يتولى منصبه كوزير نفط، عمل مستشارا قانونيا لمجلس الوزراء، ووزير دولة، وعضو مجلس وزراء في عام 1960، حيث أنه كان أول أمين عام لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، ومؤسس ورئيس مركز دراسات الطاقة العالمي.
Comments are closed.