مشاهد عام “2000” تتكرر في فلسطين

انتظر سائق المركبة صافي حنني 13 ساعة متواصلة ليتمكن من قطع حاجز بيت فوريك العسكري شرق نابلس، والوصول إلى منزله الذي يبعد 5 دقائق عن الحاجز الذي أغلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس، ومنع المواطنين من المرور عبره لساعات طويلة.

فمنذ الساعة الثانية بعد ظهر أمس الأربعاء وحتى الثالثة فجر اليوم الخميس، توقف حنني بمركبته “التاكسي” هو ومئات المواطنين في انتظار فتح الحاجز للعودة إلى منازلهم.

يقول حنني، في حال فتح جنود الاحتلال الحاجز، فإنهم يسمحون لسكان البلدة فقط بالدخول أو الخروج عبره، بعد إجبارهم على الانتظار لساعات، “كل نصف ساعة يسمحون لمركبة واحدة بالمرور بعد تفتيشها والتدقيق بهويات ركابها، شريطة أن يكونوا من سكان بيت فوريك”.

 

ويضيف: يمكن تخيل الأزمة الخانقة للمركبات نتيجة هذا الإجراءات التي تعيدنا بالذاكرة لمشاهد عشناها خلال سنوات انتفاضة الأقصى عام 2000.

وتتشابه الأحداث التي يعيشها المواطنون في هذه الأيام على الحواجز العسكرية، مع تلك التي عاشوها في سنوات الانتفاضة قبل 20 عاما، من خلال ملاحظة اضطرارهم للترجل من مركباتهم وركنها بعيدا على طريق دير شرف شمال غرب نابلس، والسير على الأقدام لقطع السواتر الترابية التي أغلقها الاحتلال قبل أيام، ومن ثم الوصول إلى مركبات أخرى لإكمال طريقهم.

يغلق الاحتلال حاجز بيت فوريك لساعات طويلة منذ أيام، كما يغلق طريق دير شرف التي تربط مدن جنين وطولكرم ونابلس مع بعضها بالسواتر الترابية، إضافة إلى مدخل قرية صرة جنوب غرب نابلس أيضا، إلى جانب حاجز “حوارة”، هذه البلدة التي تربط شمال الضفة بجنوبها، مغلق في أغلب ساعات اليوم، وتنتشر الحواجز الطيارة على طول طريق البلدة الرئيسي، مع تواجد للمستوطنين في معظم الأحيان ومحاولتهم قطع الطرق على المواطنين، وممارسة أعمال عربدة واعتداءات، تعرض حياتهم للخطر.

ففي ساعات الصباح الأولى، يتوجه المواطنون إلى أماكن عملهم ودراستهم، حيث يستغل جنود الاحتلال على الحواجز هذا الأمر لتنغيص حياتهم عبر التشديد من إجراءاتهم ومنع المركبات والمواطنين من الدخول والخروج إلى المدينة، وفي بعض الأحيان يقومون بفتح الحاجز لدقائق ويعيدون إغلاقه حسب مزاجهم.

“الطريق اليومي للمواطن الفلسطيني بات صعبا جدا، ففي حال وصل مكان عمله لا يعلم كيف سيعود، فالحاجز المفتوح الآن ربما يغلق بعد دقائق”. هكذا يقول أمين نوباني والذي يعمل أستاذا في إحدى المدارس الخاصة بنابلس.

نوباني الذي يقطن بلدة اللبن الشرقية جنوب نابلس يمر يوميا عبر شارع حوارة وصولا إلى نابلس، يضيف: “بالأيام الطبيعية تأخذ طريقي 25 دقيقة، لكن بالأيام الأخيرة ومع تشديد الإجراءات على الحواجز، أصبحت تستغرق 4 ساعات، بسبب الحواجز وسلك الطرق الالتفافية، والبحث عن طرق بديلة”.

ويتابع “إذا حصل ومررت عن حاجز زعترة العسكري فهناك أكثر من حاجز طيار على شارع حوارة الرئيسي، إلى أن تصل حاجز حوارة الذي ربما لن يسمح لك بالمرور وتظل تبحث عن طريق أخرى”.

ويشير: “ستصل إلى مكان عملك يوميا وسيبقى يشغلك طيلة اليوم التفكير بالعودة إلى المنزل، فهل سيسمح لك الحاجز بالمرور؟ لتعود إلى ذات السيناريو، والمعاناة التي عشتها قبل ساعات”.

Comments are closed.