كشفت صحيفة عبرية، يوم الثلاثاء، النقاب عن وثائق عبرية تعود لمكتب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، خلال حرب أكتوبر 1973، تكشف حالة اليأس والكآبة التي عانت منها القوات الإسرائيلية أثناء الحرب.
وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، مساء يوم الثلاثاء، أن قادة الجيش الإسرائيلي قد أطلقوا تعبيرات ومصطلحات في بداية حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، تعبر عن مدى اليأس والإحباط والذعر الذي انتابهم في الأيام الأولى من الحرب نفسها.
ومن بين المصطلحات والتعبيرات التي استخدمها قادة الجيش الإسرائيلي مطلع الحرب، عبارات مثل “كارثة” و”هزيمة” و”انهيار” و”كآبة” و”حرب من أجل أرض إسرائيل”، وهي التعبيرات التي استخدمها القادة لوصف وضع الجيش الإسرائيلي على الجبهتين المصرية والسورية.
ونقلت الصحيفة، مذكرات أفنير شاليف، مدير مكتب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، خلال حرب أكتوبر 1973، التي سمح أرشيف الجيش بنشرها، حيث نقل عن وزير الدفاع، آنذاك، موشيه دايان، ورئيس هيئة الأركان، الجنرال ديفيد أليعازر، ومسؤولون إسرائيليون آخرون، تعبيرات أخرى كـ”حلول” للخروج من الوضع المتأزم الذي كان فيه الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الأولى للحرب نفسها.
ومن بين تلك التعبيرات “احتلال دمشق” و”كسر سوريا” و”ذبح المصريين” و”تخلصوا من العرب”.
ولم يكتف أفنير شاليف بذلك، بل نقل عن ديفيد أليعازر، في اليوم التاسع للحرب، أن الوضع في شبه جزيرة سيناء سيئ جدا، ويوجد خسائر كثيرة ولا أحد يعرف عددها.
وأوضحت الصحيفة العبرية على موقعها الإلكتروني أن نشر مذكرات أفنير شاليف، مدير مكتب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، جاء بالتزامن مع حلول الذكرى الـ49 لحرب أكتوبر 1973.
وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن حرب السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 1973، المعروفة لدى الإسرائيليين بـ “حرب الغفران” كانت مباغتة وكبدت إسرائيل ثمنا باهظا.
جاء ذلك في بيان نشرته صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية” الرسمية التابعة للخارجية الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، على “فيسبوك” (أنشطة شركة “ميتا”، التي تضم شبكتي التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”إنستغرام”، محظورة في روسيا، باعتبارها متطرفة).
وقال البيان: “اندلعت الحرب قبل 49 عاما، في يوم الغفران، الذي يمثل أكثر أيام اليهود قدسية بالنسبة لهم، وكانت مباغتة لإسرائيل”، مشيرا إلى أن تل أبيب لم يكن لديها الوقت الكافي لتعبئة منتظمة لجنود الاحتياط.
ولفت إلى أن “الجيشين المصري والسوري حققا بعض الإنجازات المهمة في البداية، شملت اجتياز الجيش المصري قناة السويس والانتشار على امتداد ضفتها الشرقية”.
وتابع البيان الإسرائيلي: “لكن سرعان ما قلبت إسرائيل الأمور رأسًا على عقب، بوصول جيش الدفاع إلى الضفة الغربية من قناة السويس على بعد 100 كيلومتر من القاهرة، بينما كانت مدفعيته قادرة على إصابة المجال الجوي المحيط بالعاصمة السورية دمشق”، مضيفا: “وقعت مصر وسوريا بعدها على وقف إطلاق النار ليتم توقيع اتفاقيات فصل القوات”.
وذكر بيان الخارجية الإسرائيلية أن الحرب كبدت إسرائيل ثمنا باهظا بمقتل ألفين و688 جنديا إسرائيليا، بينما خسر سلاح الدبابات الإسرائيلي نحو 150 دبابة.
واعتبر البيان الإسرائيلي أن حرب الـ 6 من أكتوبر وضعت حدا للحروب بين إسرائيل ومصر وسوريا وفتحت باب السلام مع مصر عندما تم توقيع معاهدة السلام، التي حولت العداء إلى صداقة، على حد وصفه.
Comments are closed.