انكلترا والولايات المتحدة تحسمان تأهلهما للدور الثاني

حسمت انكلترا التأهل والصدارة بفوزها على جارتها ويلز بثلاثية نظيفة الثلاثاء على ملعب احمد بن علي في الريان، ضمن الجولة الثالثة الأخيرة من المجموعة الثانية لمونديال قطر 2022 في كرة القدم.


وسجل ماركوس راشفورد (50 و68) وفيل فودن (52) الاهداف.

وتلتقي إنكلترا في الدور ثمن النهائي الأحد المقبل على استاد البيت مع السنغال وصيفة المجموعة الاولى.

وتسعى إنكلترا لإحراز لقبها الثاني بعد الأول على أرضها عام 1966، علما بأنها بلغت نصف نهائي النسخة الاخيرة عام 2018، ونهائي كأس أوروبا صيف عام 2021 لكنها سقطت على ارضها أمام إيطاليا بركلات الترجيح.

أما ويلز، ففشلت في بلوغ الدور الثمن النهائي للمرة الثانية في مشاركتها الثانية بعد عام 1958 عندما خرجت منه على يد البرازيل بهدف وحيد سجله بيليه ابن السابعة عشرة حينها.

أجرى مدرب إنكلترا غاريث ساوثغيت أربعة تبديلات على التشكيلة الأخيرة التي خاضت المباراة ضد الولايات المتحدة (صفر-صفر)، باشراك الجناحين فيل فودن وماركوس راشفورد اساسيين لمساندة المهاجم هاري كاين على حساب بوكايو ساكو ورحيم ستيرلينغ، كما زج بالظهير الايمن كايل ووكر الذي لم يخض اي مباراة منذ الثاني من تشرين الاول/اكتوبر الماضي بسبب الاصابة، وبلاعب الوسط المخضرم جوردان هندرسون.

وسنحت اول فرصة حقيقية لانكلترا عندما مرر كاين كرة بينية رائعة باتجاه راشفورد لكن حارس ويلز داني ورد تصدى لمحاولته (8).

انحصر اللعب بعدها في منتصف الملعب قبل ان يقوم لاعبو انكلترا بسلسلة تمريرات سريعة لتصل الكرة الى فودن داخل المنطقة فاستدار على نفسه وسدد كرة عالية (38).

واحكم المنتخب الإنكليزي سطوته على جاره الويلزي بعد ان حقق فوزه السابع تواليا عليه.

وفي مطلع الشوط الثاني، نجحت انكلترا في افتتاح التسجيل عندما اعيق فودن على مشارف المنطقة فاحتسب الحكم ركلة حرة مباشرة سددها راشفورد رائعة لتستقر في الزاوية العليا لمرمى ويلز (50).

والهدف هو الاول الذي يُسجل من ركلة حرة في النهائيات الحالية.

ولم يكن المنتخب الويلزي يفيق من الصدمة حتى اضاف الأسود الثلاثة الهدف الثاني بعد 55 ثانية اثر خطأ في خروج الدفاع الويلزي لينتزع كاين الكرة ويمررها باتجاه فودن المتربص امام المرمى ليتابعها داخل الشباك.

وعزز المنتخب الإنكليزي تقدمه بالهدف الثالث والثاني الشخصي لراشفورد بعد مجهود فردي رائع داخل المنطقة وتسديدة بيسراه مرت بين ساقي الحارس الويلزي (68).

ورفع راشفورد رصيده الى 3 اهداف ليتساوى في صدارة ترتيب الهدافين مع الهولندي كودي خابكو والفرنسي كيليان مبابي والاكوادوري اينير فالنسيا الذي خرج فريقه من البطولة الثلاثاء بخسارته امام السنغال.

وللمفارقة، فإن كاين هداف النسخة الاخيرة في روسيا 2018، برصيد 6 أهداف، لم يسجل اي من اهداف منتخب بلاده التسعة في النهائيات الحالية.

وبعد 24 عاماً من خسارتها 2-1 في الدور الأول من مونديال 1998 أمام إيران، ثأرت الولايات المتحدة من “تيم ملّي” بهدف نظيف عبرت به إلى الدور الثاني من مونديال قطر 2022 لكرة القدم الثلاثاء.


ويدين الأميركيون بهذا الفوز إلى لاعب تشلسي الإنكليزي كريستيان بوليسيك الذي أحرز هدف المباراة الوحيد (38)، وحرم الإيرانيين من تأهل أول في تاريخهم إلى دور الـ16، حيث تلاقي الولايات المتحدة هولندا.

وللمرة الثانية في تاريخ المسابقة العريقة، بعد الأولى في 1998 عندما خرجت إيران فائزة 2-1 في دور المجموعات أيضاً، التقى “تيم ملّي” مع غريمته الولايات المتحدة في ظل توتر سياسي قائم منذ عقود بين طهران وواشنطن.

غير أن هذه المرّة كانت السياسة تحاصر الإيرانيين من غير خاصرة. فقد أدّى لاعبو المنتخب الإيراني النشيد الوطني للجمهورية الإسلامية من دون حماسة قبيل انطلاق المباراة.

وهذه هي المرة الثانية توالياً التي يؤدي فيها لاعبو “تيم ملّي” النشيد الوطني بعد مواجهة ويلز، إذ امتنعوا عن أدائه افتتاحاً أمام إنكلترا تضامناً مع الاحتجاجات التي تشهدها إيران.

وتشهد إيران منذ قرابة شهرين، احتجاجات أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.

وباتت تلك الاحتجاجات من بين التحديات الأكبر لنظام الجمهورية الإسلامية منذ ثورة العام 1979، مع مقتل نحو 378 شخصاً في حملة لقمعها وفقاً لمنظمة حقوقية. ذلك الضغط تزامن مع مشاركة “تيم ملّي” في كأس العالم، وبات محط أنظار ومطالبات من الجماهير الإيرانية لاتخاذ موقف حاسم من الاحتجاجات والسلطات التي استقبلت الفريق قبل التوجّه إلى الدوحة.

لكن الثمرة الرياضية المنتظرة بعبور أول تاريخي إلى الدور الثاني، لم تنضج.

دخل الأميركيون المباراة ولا خيار أمامهم سوى الفوز للتأهل، على عكس الإيرانيين الذين يملكون إمكانية التعادل.

وبدأ منتخب “العمّ سام” هجوماً ضاغطاً مع استحواذ كبير في غالية فترات الشوط الأول.

أول الاختراقات كان لبوليسيك في الدقيقة الثانية، فتوالت الفرص للأميركيين الذين كانوا قادرين على التهديد من دون لمسة أخيرة.

رأسية لبوليسيك في الدقيقة 11، ثم اختراق من تيموثي ويا (24)، ورأسية أخرى على المرمى (28).

ذلك الإصرار أثمر هدفاً. فافتتحت الولايات المتحدة التسجيل في الدقيقة 38 عندما مررّ ويستون ماكيني كرة إلى سيرجينيو ديست، فحوّلها عرضية داخل منطقة الجزاء، برز لها بوليسيك وأسكنها بيمناه في شباك الحارس الإيراني العائد من إصابة علي رضا بيرانوند.

وكان بيرانوند غاب عن مباراة ويلز، بعدما تعرّض لارتجاج في المخ في مباراة إنكلترا التي خسرها “تيم ملّي” افتتاح (2-6).
خلال الهدف، اصطدم بوليسيك بالحارس الإيراني وخرج من الملعب وهو يعاني من آلام. ورغم أنه عاد وأكمل الشوط الأول، فإنه لم يدخل في الشوط الثاني وحلّ بدلاً منه براندن آرونسون.

وقبل الدخول إلى غرف الملابس، كاد المنتخب الأميركي أن يخرج مرتاحاً بهدف سجّله وياه، غير أن الحكم ألغاه بداعي التسلل.

وعلى غرار بوليسيك، بقي سردار آزمون على مقاعد البدلاء في الشوط الثاني إذ أنه لم يقدّم شيئاً يذكر خلال النصف الأول من المباراة، فاستبدله المدرّب البرتغالي كارلوس كيروش بسامان قدوس.

في الشوط الثاني، حاول الإيرانيون كثيراً، وخصوصاً عن طريق قدوس الذي سجّل محاولتين خطيرتين إحداهما بالرأس 52، لكن بلا جدوى.

أخذٌ وردّ للكرة من دون نجاعة. حتى أن الإيرانيين طالبوا في الدقائق الأخيرة بركلة جزاء علّها تأتي بتعادل يقلب الطاولة، لكن كان لحكم الفيديو المساعد (في إيه آر) رأي آخر: الولايات المتحدة إلى الدور الثاني.

Comments are closed.