و الليكود يناقش سيناريو الفشل.. مارتن إنديك: “نتنياهو عرض نقل مناطق (ج) للفلسطينيين دون موافقة الحكومة
قال مارتن إنديك السفير الأمريكي الأسبق في تل أبيب ووسيط في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في 2013-2014، في مقابلة مع موقع “سيروغيم” العبري الإخباري، إن نتنياهو عرض نقل عشرات الآلاف من الدونمات من المنطقة ج إلى الفلسطينيين – دون موافقة مجلس الوزراء.
على خلفية الانتقادات التي وجهها نتنياهو ضد حكومة يائير لابيد والانتقادات للاتفاق البحري دون موافقة الكنيست، كشف إنديك، أن نتنياهو قدم عبر مبعوثه الخاص المحامي يتسحاق مولخو، اقتراحًا إلى الجانب الفلسطيني (صائب عريقات وماجد فرج) لنقل عشرات الآلاف من الدونمات من المنطقة (ج) إلى السيطرة الفلسطينية، بينما التزم بتخطي موافقة الحكومة أو الكنيست.
واضاف “كنا متورطين في مشكلة المستوطنات التي تضر بالمفاوضات والفلسطينيون أصروا على تجميد الاستيطان، ونتنياهو لم يكن مستعدا لذلك. لهذا السبب سمح بدلاً من ذلك لفريق التفاوض الخاص به برئاسة مولخو ، بعرض عشرات الآلاف من الدونمات في المناطق ج “.
من أجل تحويلها إلى مناطق أ أو ب؟
“صحيح. مناطق أ أو ب، على الأرجح ب، لكن الأمر يعتمد على ذلك. لأن الفكرة كانت إعطاء الفلسطينيين مجالاً للتنفس في مدنهم وبلداتهم التي كانت داخل مناطق ج وكانت تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل.”
الليكود يناقش سيناريو فشل نتنياهو
تتجه أنظار المراقبين الإسرائيليين إلى احتمال تحقق سيناريو فشل زعيمي الكتلتين المتنافستين في الانتخابات التشريعية، التي تنطلق يوم الثلاثاء، في تشكيل الحكومة المقبلة، ومن ثم الحديث عن انتخابات ستكون هي السادسة في غضون 5 أعوام وأزمة سياسية طاحنة.
ويجري الحديث عن كتلة اليمين، بقيادة بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود اليميني، وكتلة اليسار – المركز، والتي يتصدرها رئيس الوزراء المؤقت، وزعيم حزب “هناك مستقبل” الوسطي، يائير لابيد.
وبحسب تقرير موقع “سروغيم” الإخباري العبري يوم الإثنين، ثمة مخاوف من أن فشل نتنياهو أو لابيد على حد سواء، في تشكيل ائتلاف يضم 61 نائبا، سيعني سيناريو حل الكنيست الخامس والعشرين، والذهاب إلى انتخابات تشريعية جديدة، لا طائل منها.
وبينما أكد الموقع أن وزير الجيش وزعيم قائمة “المعسكر الرسمي” بيني غانتس، بصدد استغلال هذا السيناريو، أشار إلى احتمال أن يتسبب هذا “الفشل” في نهاية طريق نتنياهو، وأن تكون تلك الانتخابات هي الأخيرة في مشواره السياسي.
خطة غانتس
ولفت “سروغيم” إلى أن غانتس، الذي تظهر استطلاعات الرأي احتمال حصول قائمته، المتحالفة مع وزير القضاء جدعون ساعار، على 11 إلى 13 مقعدا بالكنيست الخامس والعشرين، لديه خطة منظمة للوصول إلى منصب رئيس الوزراء.
ونقل الموقع عن الصحفي أمير إيتنغر، المتخصص في تغطية أخبار الكنيست، أن المرحلة الأولى من خطة غانتس، تقضي بأن ينتظر حتى تُلقى على عاتق لابيد مهمة تشكيل الحكومة المقبلة، وبعدها سيعمل وحزبه على منح لابيد الفرصة الكاملة لتشكيل الحكومة، ولن يُبدي اعتراضا على ما يقوم به من اتصالات مع الأحزاب المختلفة.
وفي مرحلة محددة من الاتصالات، سيعلن غانتس اعتراضه على تشكيل حكومة برئاسة لابيد، تضم الأحزاب العربية، إذ من المتوقع أن يباشر لابيد اتصالات مع الأحزاب العربية التي تعارض عودة نتنياهو للسلطة، حال نجحت بدورها في تخطي نسبة الحسم.
وبحسب الموقع، على الرغم من صعوبة تحقق خطة غانتس، إلا أن الأمر يعني تعقيد مهمة لابيد، حال تم تكليفه بتشكيل الحكومة، عقب ظهور نتائج الانتخابات؛ إذ سيعمل غانتس على إفشال مهمته في مرحلة محددة، على أمل أن ينتقل إليه التكليف، وأن يشكل هو الحكومة مع الأحزاب الحريدية.
تغيير جذري
وفي المعسكر الآخر، تتجه أنظار أعضاء حزب الليكود وأحزاب اليمين الداعمة، إلى احتمال تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة، وسط “مخاوف عميقة” من عدم حصوله على تأييد 61 نائبا، الأمر الذي يعني أن تغييرا جذريا ينبغي أن يحدث في هذه الحالة.
وبحسب تقرير “سروغيم”، في حال وصلت الأمور إلى فشل نتنياهو في تشكيل حكومة، يتعين إجراء انتخابات تمهيدية خاطفة على رئاسة الحزب، ومن ثم الدفع بشخصية أخرى قادرة على تشكيل حكومة يمينية.
ونقل الموقع عن مصادر بحزب الليكود الذي يقود جناح المعارضة في الكنيست الرابع والعشرين، ويأمل أن يقود الحكومة المقبلة، أن فشل نتنياهو هذه المرة يعني أنه يتعين عليه الاعتزال.
اجتماعات مغلقة
وأشار الموقع إلى مخاوف سائدة بين شخصيات رفيعة داخل الحزب اليميني، من سيناريو فشل كتلة اليمين في الوصول إلى 61 مقعدا، هي الحد الأدنى اللازم لتشكيل حكومة، لافتا إلى أن الأيام الأخيرة شهدت عقد اجتماعات مغلقة، طُرح خلالها سيناريو فشل نتنياهو في بناء الائتلاف.
وأوضح الموقع أن نواب الليكود الكبار على قناعة بأن بقاء نتنياهو في هذه الحالة “سيحول دون قدرة كتلة اليمين على العودة إلى الحكومة، وأنه ينبغي عليه إخلاء موقعه لشخصية أخرى قادرة على تشكيل حكومة يمين”.
وتوقع النواب، وفق الموقع، أن يرفض نتنياهو إخلاء موقعه طواعية، وقدروا أنه في هذه الحالة يجب إعلان الذهاب إلى الانتخابات التمهيدية، التي سيصوت فيها الأعضاء لصالح شخصية أخرى يمكنها إنهاء أزمة الانتخابات المتكررة.
الأحزاب الحريدية
وتعتقد مصادر تحدثت للموقع أن يلعب الحزبان الحريديان “شاس” و”يهدوت هاتوراه” دورا مهما حال فشل نتنياهو في تشكيل حكومة، إذ سيمارس الحزبان ضغوطا كبيرة على زعيم الليكود، من أجل إخلاء موقعه وإفساح المجال لشخصية أخرى من كتلة اليمين.
وقدرت المصادر أنه حين تبدأ مثل هذه الضغوط، سيحتشد العديد من النواب من الليكود، ويطلقون دعوات لضرورة تغيير نتنياهو بمرشح آخر، وإنهاء الأزمة السياسية الخانقة، المستمرة منذ انتخابات 2015.
تجدر الإشارة إلى أن سيناريو مماثلا حدث إبان انتخابات الكنيست الرابع والعشرين، إذ توجه عدد من أعضاء الليكود الكبار، وكذلك أعضاء من حزب “يهدوت هاتوراه” المتشدد دينيا وحليف الليكود، إلى نتنياهو بخطاب، ودعوه لإخلاء موقعه لشخصية يمينية أخرى يمكنها تشكيل حكومة، إلا أن الأمر لم يحدث.
Comments are closed.