يسلط الضوء على النكبة الفلسطينية من خلال فيلم “الطنطورة” مهرجان للأفلام في أمريكا.. “انتقاد إسرائيل ليس معاداة للسامية”

تصدرت النكبة التي تعرض لها الفلسطينيون عام 1948 مهرجان أفلام في نيويورك، في خطوة يقول منظموه إنها ستوضح أكثر أنَّ انتقاد إسرائيل ليس معاداة للسامية، بحسب ما قال موقع“ميدل إيست آي” Middle East Eye البريطاني، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وينطلق مهرجان “إسرائيل الأخرى” السينمائي يوم الخميس 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بفيلم “Tantura- الطنطورة”، وهو فيلم وثائقي إسرائيلي يقدم عرضاً واضحاً للتطهير العرقي الذي مورس في قرية الطنطورة الفلسطينية، في يونيو/حزيران 1948، وهي حادثة تنفيها الحكومة الإسرائيلية والكثير من الأوساط الأكاديمية منذ عقود.

أثار فيلم الطنطورة، من إخراج ألون شوارتز، ضجة في إسرائيل عندما أُطلِق في وقت سابق من هذا العام؛ إذ يغوص في الشهادات الشخصية للقوات الإسرائيلية من لواء الإسكندروني، واليهود الذين انتقلوا لاحقاً إلى المنطقة، والقرويين الفلسطينيين الذين نجوا من المذبحة، فاضحاً المحو التاريخي وفقدان الذاكرة الجماعي.

في فيلمه، يدقق شوارتز أيضاً عمل تيدي كاتز، الباحث الإسرائيلي الذي درس وجمع ما مدته 60 ساعة من الشهادات الشخصية، التي أكدت أنَّ الميليشيات الإسرائيلية اعتقلت ما بين 200-300 قروي فلسطيني وقتلتهم خلال غارة على القرية. وخارج الفيلم، يختلف عدد الضحايا بحسب المصادر في حدود 40-300 فلسطيني.

استخدم شوارتز أيضاً صور الأقمار الصناعية لإثبات وجود مقبرة جماعية في المنطقة المجاورة، كما وصفها الفلسطينيون منذ الخمسينيات.

مهرجان وثائقي

فيما وصف إسحاق زابلوكي، المدير التنفيذي للمهرجان، الفيلم بأنه “أحد أكبر الأفلام الوثائقية التي خرجت من إسرائيل هذا العام”.

وقال زابلوكي: “الاستماع إلى روايات أخرى تعترف بمنظور النكبة أمر حاسم للجالية اليهودية والمجتمع الإسرائيلي”. وإسحاق زابلوكي هو أيضاً مدير أول لبرامج الأفلام في مؤسسة Marlene Meyerson JCC Manhattan التي نظمت المهرجان، والتي تصف نفسها بأنها “مرتبطة بشدة بإسرائيل”

وأضاف أنَّ أحد أهداف المهرجان هو توضيح أنَّ النقد الموجه لإسرائيل لا يجب الخلط بينه وبين معاداة السامية.

صرح زابلوكي لموقع Middle East Eye: “إنَّ انتقاد إسرائيل لا يعني أنك معادٍ للسامية، من خلال المهرجان والأفلام هذا العام، نتناول أهمية إلقاء نظرة أعمق على معاداة السامية، وأين تحدث وأين لا تحدث”.

في حين يعرض فيلم الطنطورة كيف حاول المجتمع الإسرائيلي دفن المذبحة في القرية التي تحمل اسم الفيلم، سيعرض المهرجان أيضاً العديد من الأفلام الشهيرة الأخرى، بما في ذلك فيلم “Boycott– المقاطعة”، الذي يركز على محاولة خنق حملة المقاطعة، وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، وكذلك فيلم “H2: The Occupation Lab– الخليل الثانية: معمل الاحتلال”، الذي يوثق كيف أثر المستوطنون اليهود في مدينة الخليل الفلسطينية، و”The Soldier’s Opinion- رأي الجندي”، الذي ينظر في كيف يراقب الجيش الإسرائيلي رسائل جنوده في وسيلة لفرض مزيد من السيطرة عليهم.

وأوضح زابلوكي: “نرى في جميع أفلامنا أنَّ هناك توتراً بين كلتا الروايتين في إسرائيل. ويصبح من الصعب تجاهل رواية النكبة، سواء في إسرائيل أو خارجها”.

تغيير المواقف

يقول الباحثون أنه منذ عام 2019، على الرغم من أن الأمريكيين كانوا أكثر عرضة لدعم إسرائيل، أظهرت البيانات أن الأمريكيين بدأوا في الاستعداد لفلسطين. حتى مع تغير الآراء تجاه إسرائيل بين الشباب اليهود الأمريكيين، لا تزال إسرائيل جزءًا مهمًا من هوية المجتمع.

في دراسة نشرها مركز بيو للأبحاث في مايو 2021، وصف 45 في المائة من اليهود الأمريكيين إسرائيل بأنها “أساسية” لما يعنيه أن تكون يهوديًا، بينما قال 37 في المائة إنها “مهمة، ولكنها ليست ضرورية”.

يتم تنظيم مهرجان “إسرائيل الأخرى” من قبل مارلين ميرسون JCC مانهاتن، وهي منظمة تصف نفسها بأنها “مرتبطة بشدة بإسرائيل”، للمجموعة علاقات مع بيرثرايت إسرائيل أيضًا.

في العام الماضي، قال شوارتز لصحيفة “هآرتس” العبرية، إنه لم يكن من مؤيدي حركة المقاطعة، لكن المهرجان نفسه لم يقبل أي رعاية من أي وكالة حكومية إسرائيلية.

 

Comments are closed.