أكد تقرير عبري أن رئيس “الليكود” بنيامين نتنياهو، سيواجه 7 تحديات رئيسة بعد عودته المتوقعة لرئاسة وزراء إسرائيل، عقب فوز “التكتل اليميني المتطرف” في انتخابات الكنيست التي جرت يوم الثلاثاء، وحصولها على 65 مقعدًا.
وقال التقرير، الذي أعدته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية مساء يوم الأربعاء، إنه “يتعين على نتنياهو بعد تشكيله للحكومة إدارة العلاقات الدولية لإسرائيل واختيار أسلوب للتعامل مع التهديد الإيراني وصياغة سياسة جديدة تجاه الدول العربية”.
وأوضح أن “نتنياهو سيواجه تحديات كبيرة جدًّا على الساحة السياسية والدولية إذا كان سيشكل بالفعل الحكومة مع شركائه في اليمين المتطرف، ويسمح لهم بتحقيق وعودهم الانتخابية، خاصة ما يتعلق بالاستيطان وضم أجزاء من الضفة الغربية”.
الاتفاق مع لبنان
ويرى التقرير، أن أول “التحديات التي يواجهها نتنياهو، يتمثل فيما إذا كان سيحترم اتفاق ترسيم الحدود البحرية الموقع مع لبنان، خاصة أنه أدلى بتصريحات سابقة هاجم خلالها الاتفاق ووصفه بأنه اتفاقية استسلام”.
ولفت التقرير العبري، إلى أن “نتنياهو خفف لاحقًا من تصريحاته المعادية للاتفاق، وأشار إلى أن مصيره سيكون مثل مصير اتفاق أوسلو الموقع مع الفلسطينيين”، في إشارة منه إلى تحييد الاتفاق وعدم تنفيذ حكومته لبنوده.
وأضاف التقرير العبري “خطابات الضمانات الأمريكية التي من المفترض أن يوقعها الرئيس جو بايدن لإسرائيل ولبنان، يورط نتنياهو ويجعله غير قادر على الانسحاب من الاتفاقية”.
شرعية بن غفير
التحدي الثاني لنتنياهو، يتمثل في “حاجته إلى طمأنة المجتمع الدولي بأن حكومته ليست حكومة يمينية متطرفة، وأنه لن يتجاوز الحدود الديمقراطية المقبولة، كما سيتعين عليه التأكيد أن إسرائيل لا تزال دولة غربية ديمقراطية وليبرالية”، وفق التقرير العبري.
وأوضح أن “ذلك يعتمد على المناصب التي سيحتفظ بها نتنياهو لأعضاء حزبه بالحكومة المقبلة”.
وتابع التقرير “يمكن اعتبار تعيين اثنين من قادة الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش وزيرًا للدفاع وإيتمار بن غفير وزيرًا للأمن الداخلي بمثابة رسالة لمنح سلطات بقضايا حساسة ومتفجرة لأشخاص يعتبرون متطرفين جدًّا”.
وحسب التقرير، فإن “أحد الخيارات المطروحة أمام نتنياهو تعيين عضو الكنيست أمير أوحانا وزيرًا للخارجية، إذ إن تعيين سياسي من مجتمع المثليين سيمكّن نتنياهو من إرسال رسالة للعالم مفادها أن حكومته ديمقراطية وليبرالية، كما إن لأوحانا علاقات مكثفة مع السفراء الأجانب في إسرائيل وهو بالتأكيد مناسب لهذا المنصب”.
العلاقة مع الأمريكان
ويرى التقرير، أن “علاقة نتنياهو بإدارة الرئيس الأمريكي جو بادين تمثل تحديًا رئيسًا أمامه، وستكون إحدى القضايا الأساسية في الساحة السياسية”، قائلًا “بشكل عام يرتبط نتنياهو بعلاقة جيدة مع بايدن منذ سنوات عديدة”.
وأكد أن “نتنياهو يواجه ما لا يقل عن عامين آخرين من الإدارة الديمقراطية التي تتعامل معه بريبة، وسترد بعدم التسامح إذا استغل تعزيز الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي لمهاجمة الإدارة الحالية، كما فعل خلال عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما”.
وأضاف التقرير “سيتعين على نتنياهو اتخاذ قرار إذا واصل خط الحكومة السابق المتمثل في إعادة العلاقات مع الحزب الديمقراطي والحفاظ على العلاقات بين الحزبين”، مستدركًا “لكن ليس من المؤكد أن هذا سيكون ممكنًا بسبب الاستياء الذي يشعر به الديمقراطيون تجاهه وأيضًا تجاه شركائه”.
وأكمل “يبدو أن إدارة بايدن ستظهر خطًّا قويًّا في كل ما يتعلق ببناء المستوطنات وإيذاء الأبرياء، وسيتعين على نتنياهو أن يقرر ما إذا كان سيستمر في سياسة الحكومة الحالية التي دعت لتعزيز الاقتصاد الفلسطيني وتخفيف حدة التعامل مع السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة”.
ووفق التقرير، فإن “الأمر الذي لا يزال غير واضح هو ماذا سيكون موقف إدارة بايدن من ايتمار بن غفير، كما إنه من المتوقع أن يعاني نتنياهو من صداع كبير في علاقاته مع الجالية اليهودية بالولايات المتحدة والتي يُعرف بأنها ليبرالية للغاية”.
وشدد التقرير العبري، على أن “نتنياهو سيواجه قرارًا مهمًّا آخر بعد تشكيل الحكومة يتعلق بدعمه للقوانين التي تسمح لإسرائيل بالانضمام إلى برنامج الإعفاء من التأشيرات، خاصة في ظل الاتهامات السابقة لوزيرة الداخلية أييليت شاكيد بأن حزب الليكود تلاعب بالقوانين لمنع ذلك”.
التهديد الإيراني
والتحدي الرابع الذي سيواجه نتنياهو، وفق التقرير العبري، هو التهديد الإيراني، إذ إن زعيم الليكود سيدخل مرة أخرى في حلقة المعلومات المتعلقة بهذا الملف، خاصة أن وصوله لرئاسة الوزراء يأتي في الوقت الذي سئمت فيه الحكومة الأمريكية من المفاوضات مع إيران.
وقال التقرير “سيُطلب من نتنياهو بسرعة محاولة حشد المجتمع الدولي للتأكد من أن إيران لن تعود إلى الاتفاق النووي، وكذلك العمل حتى لا تمتلك طهران أسلحة نووية”، مشددًا على أنه لا يوجد فرق كبير في سياسات نتنياهو ورئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لابيد تجاه إيران.
وبيّن أن “الاختلاف بين الزعيمين في الأسلوب وكيفية إجراء الحوار مع الأمريكيين فيما يتعلق بالملف الإيراني”، مبينًا أن الأمر كان يجري في الغرف المغلقة في عهد يائير لابيد، أما نتنياهو فطريقته مختلفة عن ذلك”.
الحرب الروسية
والتحدي الخامس لنتنياهو هو الحرب الروسية في أوكرانيا، خاصة أنه حافظ قبل رحيله عن مكتب رئيس الوزراء العام الماضي على علاقات جيدة جدًّا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يعتبر هدفًا للمجتمع الدولي.
وقال التقرير، إنه “سيتعين على نتنياهو أن يقرر ما إذا كان سيُجدد العلاقات الشخصية مع بوتين بعد أن تم تجميدها في عهد لابيد، كما إنه سيُطلب منه فحص توريد الأسلحة الإسرائيلية إلى أوكرانيا مثلما وعد خلال حملته الانتخابية”.
وحسب التقرير، فإن “نتنياهو يدرك جيدًا أن تزويد أوكرانيا بالسلاح الروسي سيتسبب في مواجهة حادة مع روسيا، كما إنه يتوقع أن يُطلب منه القيام بدور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا، علاوة على أهمية تعامله مع المطلب الروسي بإغلاق مكاتب الوكالة اليهودية في موسكو”.
أوروبا
ووفق التقرير العبري، فإن “التحدي السادس لنتنياهو يتعلق بالعلاقات مع أوروبا، خاصة أنه يواجه انتقادات لاذعة من الاتحاد الأوروبي”.
وقال: “نتنياهو يواجه بضع مهام في أوروبا بما في ذلك استعادة علاقته الغامضة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”.
وأضاف “يحتاج نتنياهو للحافظ على الحوار الجيد مع المستشار الألماني أولاف شولتز، والحكومة المحافظة في بريطانيا”، متابعًا “من المتوقع أن يقيم نتنياهو علاقات جيدة مع رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا مالوني، التي تولت منصبها في الأسابيع الأخيرة”.
الدول العربية
والتحدي السابع لنتنياهو، بحسب التقرير، “يتمثل في علاقاته مع الدول العربية، فإنه وعلى الرغم من توصله للاتفاقيات الإبراهيمية قبل مغادرته لمنصب رئيس الوزراء؛ إلا أنه بحاجة للتأكيد أنه ليس قوميًّا فاشيًّا، الأمر الذي سيصعبه عليه بن غفير”.
وأضاف التقرير “سيُطلب من نتنياهو اتخاذ قرار بشأن سياسته تجاه الأردن ومصر إذ نجح لابيد وبينيت في استعادة العلاقات معهما”، مشيرًا إلى أن الدول العربية ستكون مستاءة من تعيين بن غفير وزيرًا في الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
Comments are closed.