يتميز أكبر أقمار زحل برمال مشحونة كهربائيا وبحيرات ممتلئة بالميثان وغلاف جوي ضبابي، لكن تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST)، اكتشف أن تيتان له أيضا أنماط طقس موسمية.
ويذكرنا تيتان بالأرض بسبب تدرجات اللون الأزرق التي تغلفه، وهي المكان الآخر الوحيد في الجزء الخاص بنا من الكون، الذي نعرف أن به بحارا عاصفة وغيوما رائعة. لكن تيتان غريب نوعا ما، حيث أن غيومه وبحاره وأنهاره وبحيراته لا تتكون من الماء، إنها مصنوعة من الميثان والإيثان.
وفي 5 نوفمبر، تلقى العلماء بعض الصور الأولى لتيتان، التقطتها تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) الثوري الجديد، التابع لوكالة ناسا.
وبفضل Webb’s NIRCam، جهاز التصوير الأساسي الخاص بجيمس ويب، والذي يكتشف ضوء الأشعة تحت الحمراء، رصد التلسكوب غيمتين في نصف الكرة الشمالي لتيتان.
وأعلن علماء الفلك، يوم الخميس، أن التلسكوب رصد بقعا ساطعة في نصف الكرة الشمالي لتيتان، وهي عبارة عن غيوم كبيرة، ما يؤكد تنبؤات نموذج الكمبيوتر بأن الغيوم تظهر في أواخر الصيف عندما ترتفع درجة حرارة السطح بفعل الشمس.
وتقع إحدى الغيوم في المنطقة القطبية الشمالية بالقرب من Kraken Mare، وهي أكبر كتلة سائلة معروفة على سطح تيتان.
ولم تُشاهد الغيوم من قبل بسبب الضباب الكثيف في الغلاف الجوي، الذي يحجب الضوء المرئي المنعكس عن السطح، لكن جيمس ويب يتميز بضوء الأشعة تحت الحمراء القادر على اختراق الضباب الدخاني المحيط.
وهذا الاكتشاف يعني أن تيتان هو القمر الوحيد في النظام الشمسي ذي الأنماط المناخية الموسمية، وهو أمر ممكن لأنه يحتوي على الغلاف الجوي اللازم لحدوث ذلك.
ووجدت الأبحاث السابقة التي تمت مشاركتها في أبريل الماضي، أن تيتان يشبه الأرض بشكل مدهش في ما يتعلق بتكوينات المناظر الطبيعية، مع أرضها وكثبانها الرملية ذات الألوان الداكنة.
ويتميز القمر أيضا بالأنهار والبحيرات والبحار المليئة بالأمطار المتساقطة، على الرغم من أن المطر عبارة عن غاز الميثان السائل، يتساقط من خلال رياح النيتروجين.
ويعتقد العلماء منذ فترة طويلة أن تيتان كان فريدا مقارنة بالأقمار الأخرى في النظام الشمسي، وأثبتت الأبحاث الأخيرة أن نظرياتهم يمكن أن تكون صحيحة.
وساعد تحليل المتابعة باستخدام تلسكوب كيك، وهو مرصد أرضي مقره في هاواي، في دراسة كيفية تحرك الغيوم أو تغيير شكلها. وساعد هذا التلسكوب في رؤية الغيوم بعد يومين من رصد الصور الأولى لجيمس ويب،، في 6 نوفمبر.
وأشار الفريق إلى أن الغيوم كانت في نفس الوضع ولكن بدت وكأنها تغير شكلها. وتم إرسال هذه البيانات إلى خبراء النمذجة الجوية على أمل تفسير البيانات المتاحة.
وقال خوان لورا، من جامعة ييل، أحد الخبراء المشاركين في دراسة البيانات: “يسعدني أننا نشهد هذا، نظرا لأننا كنا نتوقع قدرا جيدا من النشاط السحابي لهذا الموسم. لا يمكننا التأكد من أن الغيوم في 4 و6 نوفمبر هي نفس الغيوم، لكنها تأكيد لأنماط الطقس الموسمية”.
ولن يكون هذا هو آخر عرض يقدمه تلسكوب جيمس ويب، حيث يتوقع أن يرسل المزيد من البيانات، وستقدم أداة MIRI الخاصة به البيانات الأولى في منتصف عام 2023. وهذا مثير بشكل خاص لأن تيتان لم يتم رؤيته في الأطوال الموجية للأشعة تحت الحمراء التي يستخدمها MIRI ويجب أن يوفر هذا معلومات إضافية حول غلافه الجوي.
Comments are closed.