اتهمت صحيفة “تاز” الألمانية المغرب بمعاداة السامية بسبب رفع لاعبي منتخب أسود الأطلس للعلم الفلسطيني بعد تأهلهم إلى نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا بقطر.
وأشار المراسل الرياضي للصحيفة مارتين كراوس، في مقاله، إلى أنه يجب أن “نفرح لمنتخب المغرب للمستوى الذي يظهره في المونديال”، مستدركا بالقول؛ إن “إضافة لمسة معادية للسامية للفرح تجعل الأمور صعبة”.
وقال: “كيف لا نكون سعداء لأن المغرب لديه واحد من أفضل ثمانية فرق كرة قدم في العالم! أخيرا فريق ليس من أوروبا أو أمريكا الجنوبية!”.
وأضاف في مقاله الذي عنونه بـ”العداء المدبر لإسرائيل”، أنه “علاوة على ذلك، فريق شمال أفريقي طارد تدريجيا قوة استعمارية تلو الأخرى خارج ملعب كرة القدم: بلجيكا في الدور الأول، وإسبانيا في دور الـ16، تعد البرتغال الآن دولة أخرى تدين بالكثير من ثروتها لماضيها الاستعماري. ويمكن أن تكون فرنسا وهولندا هي الدولة التالية التي يتم إنهاء استعمارها فيما يتعلق بكرة القدم”.
واعتبر أنه “بدلا من الاحتفاء بذلك، فإن النجاح المغربي مضاف إلى قدر كبير من رمزية فلسطين، حيث رفع المنتخب المغربي علم فلسطين بعد فوزه على إسبانيا وثم على البرتغال. مشجعون تونسيون فعلوا شيئا مماثلا في الدور الأول. وبعض القطريين يرتدون الآن شارة مؤيدة لفلسطين؛ ردا على شارة الأوروبيين التي تحمل شعار حب واحد، التي يرون أنها وقاحة”.
وأشار إلى أن ذلك “في البداية، يبدو هذا تحديّا طفوليّا. ومع ذلك، من الناحية السياسية، يتم استخدام الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هنا لتأكيد الوحدة العربية المفترضة”، مضيفا: “وكأن المشجعين من البلدان المغاربية كانوا في نفس قارب الأسر الحاكمة القطرية!”.
وزعم أن “النظام القطري سعى إلى أن يكون مصدر قلق بشأن التضامن مع فلسطين من أجل منع الاحتجاجات، التي لا يمكن أن تأتي على الأقل من العمال المهاجرين الفلسطينيين في قطر، قائلا: “ليس من دون سبب أن قطر تدعم ماليا الإرهاب الذي تشنه حركة حماس الإسلامية ضد إسرائيل منذ سنوات”.
واستشهد الكاتب بما اعتبره “سابقة تاريخية للدعاية الشفافة المؤيدة لفلسطين التي تميز كأس العالم”، للحديث عن دورة ألعاب أولمبية مضادة لإسرائيل في جاكرتا عام 1963، زاعما أنه “ما كان من المفترض أن يبدو وكأنه تمرد متعاطف من دول ما يسمى آنذاك بالعالم الثالث. كان مشروع الرئيس الإندونيسي سوكارنو. إنه موجه صراحة ضد مشاركة إسرائيل في الألعاب الرياضية العالمية”.
وختم بالقول؛ إن “مناهضة العنصرية لا تزال ضرورية، ويمكن التعبير عنها، على سبيل المثال، بسعادة انتصارات كرة القدم المغربية. لكن تنقيط هذه الفرحة بمسحة معادية للسامية هو الالتواء الذي يريد النظام في قطر استخدامه لتأمين سلطتها”.
وقبل انطلاق المونديال، اتهم وزير الخارجية القطري ألمانيا “بازدواجية المعايير”، بسبب انتقاداتها لسجل حقوق الإنسان للبلد المضيف لنهائيات كأس العالم لكرة القدم.
وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر، استدعت وزارة الخارجية القطرية السفير الألماني بسبب تصريحات لوزيرة الداخلية نانسي فيزر قالت فيها؛ إن سجل حقوق الإنسان في أي بلد، يجب أن يؤخذ في الاعتبار لتقرير ما إذا كان سيتم اختيارها لاستضافة كأس العالم.
قال محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مقابلة مع صحيفة “فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ” الألمانية: “من ناحية، يتم تضليل الشعب الألماني من قبل السياسيين الحكوميين. ومن الناحية الأخرى، ليس لدى الحكومة (الألمانية) مشكلة معنا عندما يتعلق الأمر بشراكات أو استثمارات في مجال الطاقة”.
وأضاف:”نحن مستاؤون من ازدواجية المعايير”، مشيرا إلى أن قطر واجهت حملة ممنهجة ضدها على مدى 12 عاما منذ اختيارها لاستضافة كأس العالم، وهي حملة لم تواجهها أي دولة أخرى حظيت بحق استضافة هذه البطولة.
وقال للصحيفة: “من المفارقات أن يتم اللعب على هذا الوتر في دول أوروبية تسمي نفسها ديمقراطيات ليبرالية. وبصراحة، ينم هذا التصرف عن غطرسة وعنصرية”.
ووصف الوزير القطري النداءات المطالبة بضمانات أمنية للأقليات، التي طلبتها فيزر كشرط مسبق قبل موافقتها على حضور كأس العالم، بأنها غير ضرورية وقال؛ إن على السياسيين الألمان التركيز أكثر على جرائم الكراهية التي تحدث داخل حدود بلادهم.
Comments are closed.