“أوصرين”.. لا هدوء حتى استعادة جثمان الشهيد عمار عديلي

منذ أن أعدم أحد عناصر ما يسمى حرس الحدود الإسرائيلي الشاب عمار حمدي مفلح عديلي (22 عامًا) في الثاني من الشهر الجاري، والتصعيد سيد الموقف في مسقط رأسه قرية أوصرين جنوب نابلس، للمطالبة بتسليم جثمان الشهيد المحتجز منذ لحظة إعدامه، والأهالي يؤكدون أنه “لا هدوء حتى يتم تسليم الجثمان”.

وقتل عنصر من جيش الاحتلال ضمن وحدة “حرس الحدود” الشاب عمار عديلي حينما كان في بلدة حوارة جنوب نابلس، إثر مشادة كلامية بينه وبين ذلك الجندي، حيث أطلق الجندي الرصاص من مسدسه على الشاب عديلي بشكل مباشر ومن مسافة قريبة جدًا، ما أدى لاستشهاده، ثم تم احتجاز جثمانه، فيما لاقت عملية إعدامه التي وثقتها الكاميرات تنديدًا واسعًا فلسطينيًا ودوليًا وسط مطالبات بفتح تحقيق بذلك، كما تشهد القرية مواجهات بين الأهالي وقوات الاحتلال أوقعت العديد من الإصابات.

ويقول الرئيس السابق لقرية أوصرين مبارك عبد الهادي: “إن قوات الاحتلال لم تكتف بإعدام عمار، لتحتجز جثمانه، ومنذ ذلك الحين، والأهالي يطالبون بتسليم الجثمان، حيث بذلت جهود رسمية من قبل هيئة الشؤون المدنية والارتباط الفسطنيني لكن كل ذلك لم يأت بنتيجة حتى الآن، وما يجري هو وعود”.

ويؤكد مبارك أن الأهالي بدورهم ماضون في فعاليات الاحتجاجية اليومية، التي يشهدها الشارع الرئيس المحاذي للقرية حتى يتم تسليم جثمان عمار، فالمواجهات أصبحت شبه يومية في ذلك الشارع الذي يمر منه المستوطنون، وكذلك على مدخل القرية، حيث إن الأهالي يصرون على استمرار الاحتجاجات فلا هدوء حتى تسليم جثمان الشهيد عمار.

وتغلق قوات الاحتلال بشكل كامل ومنذ نحو عامين، المدخل الرئيس لقرية أوصرين من جهة الشارع الرئيس الذي يمر منه المستوطنون من الحاجز المقام على أراضي قرية زعترة جنوب نابس باتجاه أريحا والأغوار، وسبقها عمليات إغلاق جزئية متكررة لسنوات طويلة، بزعم إلقاء الحجارة على سيارات الاحتلال والمستوطنين، لكن الهدف من ذلك هو تسهيل حركة المستوطنين، وفق ما يؤكده مبارك عبد الهادي.

من جانبه، يقول مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية: “إن أهالي أصرين صعدوا منذ استشهاد الشاب عمار عديلي للضغط من أجل تسليم جثانه، لكن قوات الاحتلال تصر على احتجاز الجثمان، وربما أن تسليم جثمانه قد يحرجها ويعري روايتها بتزوير الحقائق بعد إعدام عمار”.

في هذه الأثناء، يؤكد دغلس أن قوات الاحتلال تواصل منذ سنوات إغلاق مدخل أوصرين الرئيس كونه يقع على شارع يمر منه المستوطنون وهو خط حيوي يصل منطقة زعترة بأريحا والأغوار، ويأتي إغلاق مدخل القرية في سياق العقاب الجماعي بحق أهالي أوصرين، من أجل تسهيل حركة المستوطنين، وتصر قوات الاحتلال على إغلاق المدخل بشكل متكرر، وحاولت جهات عديدة التدخل لفتحه لكن دون جدوى.

قرية أوصرين لم تسلم كذلك، من اقتحامات الاحتلال والمستوطنين واستهداف شبانها، فقدمت القرية منذ الانتفاضة الأولى حتى الآن 5 شهداء كان آخرهم الشهيد عمار عديلي، بينما أصيب واعتقل عدد آخر، وتواصل قوات الاحتلال حاليًا اعتقال 4 من شبانها.

وتقع قرية أوصرين جنوب شرق نابلس شمال الضفة الغربية، ويبلغ عدد سكانها 2100 نسمة، ومساحة أراضيها نحو 22 ألف دونم، منها نحو 5 آلاف دونم مصنفة كمناطق “ج “، وتشتهر القرية بأشجار الزيتون، وبالزراعة، ويعمل كثير من أهلها في الداخل، كما أن بها خربة قديمة تعود للعهد التركي، والقرية تسكنها حمولة عديلي التي تتفرع منها سبع عائلات هي: عسكر، الحج، عبد الهادي، سعيد، رشيد، الهندي، الأمين.

Comments are closed.