تل أبيب : السلطة الفلسطينية تتدحرج للهاوية و حكومة نتنياهو ستُشعِل الأوضاع الأمنيّة

أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ أنّ “الخوف الفوريّ في الجيش ليس من “العمليات الانتحاريّة”، بل الخطر أنّ ما حدث في السابق بمساعدة الحجارة أوْ موجة السكاكين في 2015 ينتقل الآن إلى استخدام كثيف للسلاح الناريّ”، طبقًا لما نقله المحلل العسكريّ عاموس هارئيل عن مصادر وصفها بالمطلعة جدًا بالمؤسسة الأمنيّة في تل أبيب.

في السياق، أكّد الإعلاميّ الإسرائيليّ المُخضرم، رفيف دروكر، مُحلِّل الشؤون السياسيّة في القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ، أكّد في حديثٍ أدلى به لصحيفة (هآرتس) العبريّة، أنّ حكومة بنيامين نتنياهو السادسة ستُشعِل الأوضاع الأمنيّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، وأيضًا داخل ما يُسّمى بالخّط الأخضر، أيْ بين الشرطة وبين المواطنين العرب الفلسطينيين في أراضي الـ 48.

 دروكر نقل عن محافل سياسيّةٍ وأمنيّةٍ مطلعةٍ جدًا في تل أبيب قولها إنّ السلطة الفلسطينيّة هي عبارة عن سيارةٍ تتدحرج إلى الهاوية، رغم أنّ السائق لم يُصَب بنوبة قلبيّةٍ، بلْ لأنّه أُصيب بالشلل ولم يعُدْ قادرًا لا عمليًا ولا سياسيًا عن وقف النزول إلى الحضيض.

 ونقل الإعلاميّ عن مصادره في تل أبيب قولها إنّ السلطة الفلسطينيّة فقدت كليًّا سيطرتها على مخيّم جنين، كما أنّها لا تُبادِر لإعادة سيادتها على المخيّم، وحذّرت المصادر عينها من أنّ ما يجري في مخيّم جنين هو مقدّمة ولمحة قصيرة جدًا لما ينتظر إسرائيل في الوقت القريب، مع استمرار ضعف السلطة الفلسطينيّة، كم قالت المصادر.

 وعودٌ على بدء: المحلل هارئيل أكّد أنّه “في ظلّ الاضطرابات السياسية التي أحاطت بتشكيل الائتلاف، اختار الجيش الإسرائيليّ أن يرسل رسالة للحكومة القادمة. تقدير الموقف يقول إنّ الوضع في الضفة الغربية يحتدم، فقد ضعفت سيطرة السلطة الفلسطينية على الأرض، ويتم الشعور بميل ثابت من التصاعد في حجم العمليات “الإرهابية”، منذ بدأت الموجة الحالية في آذار (مارس) الماضي”.

 وتابع: “القيادة العليا غير متفائلة، وهناك خوف من تصعيد آخر. وبناء على ذلك، فالرسالة هي: يجب الحذر، الوضع حساس. وما قيل بالإشارة في وسائل الإعلام، بالتأكيد سيقال بشكل واضح أكثر في غرف الاجتماعات بعد أداء الحكومة لليمين”.

ونقل المحلل عن مصادره قولها إنّ “هذه صورة معروفة جيدًا لدى رئيس الأركان افيف كوخافي، ولوريثه هرتسي هليفي، الذي سيتولى منصبه بعد شهر ونصف تقريبًا”، لافتًا إلى أنّ “حجم العمليات هو الأعلى منذ موجة عمليات الطعن والدهس في شتاء 2015 – 2016، وعدد القتلى في هذه السنة، لا سيما في الطرف الفلسطينيّ، يحطم رقمًا قياسيًا منذ نحو عقد”.

وشدّدّ المُحلّل على أنّ “السلطة الفلسطينية تجد صعوبة في السيطرة، لا سيما في شمال الضفة، وقيادتها تعد نفسها للمعركة على وراثة الزعيم محمود عباس، والتنسيق الأمني مع إسرائيل ما زال يعمل بشكل جيد، لا سيما في الأماكن التي فيها للسلطة مصلحة مس بنشاطات أعدائها من الداخل، حماس والجهاد الإسلاميّ”.

“في المقابل”، أوضح هارئيل، “يتم الشعور بزيادة أعمال الإرهاب والعنف لليهود في الضفة. لا يدور الحديث فقط عن عمليات (جباية الثمن)، التي تم فيها إحراق وتخريب ممتلكات فلسطينية بعد عملية دموية، بل أيضًا يخرج من داخل حدود الخط الأخضر سكان من مستوطنات قديمة من أجل رشق الحجارة على السيارات الفلسطينية في شوارع الضفة”.

المحلل أشار نقلاً عن مصادره إلى أنّ “الخوف الفوريّ في الجيش ليس من العمليات الانتحاريّة، بل الخطر أنّ ما حدث في السابق بمساعدة الحجارة أوْ موجة السكاكين في 2015 ينتقل الآن إلى استخدام كثيف للسلاح الناريّ”، مُضيفًا أنّ “السلطات الإسرائيلية، بما في ذلك الجيش، غفت طوال سنوات إزاء موجة تهريب السلاح الذي وصل جزء كبير منه من الأردن. وسهولة الحصول على البنادق والمسدسات تملي نتائج قاتلة في الضفة وحتى في القرى العربية في إسرائيل أيضًا”.

علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أكّد المحلل، نقلاً عن ذات المصادر إنّ “شبه الانتفاضة الحالية، التي لا أحد يسميها باسمها حتى الآن، تظهر وكأنّها موجودة هنا لتبقى. لا يجب أنْ تتطور إلى حجم موجة العمليات الانتحارية، بل يكفي أنّ الإرهاب سيستمّر بالوتيرة الحالية من أجل أنْ يبقي في الضفة وفي خط التماس جزءًا كبيرًا من القوات النظامية للجيش الإسرائيلي، والمس بالتدريبات واستعدادات الحرب بشكل شديد”.

ومضى المحلل قائلاً إنّه “يتوقع أنْ تنتقل معظم كتائب الاحتياط في التشكيلة القتالية في السنة القادمة إلى الضفة الغربية، خلافًا لنوايا معلنة لهيئة الأركان تخفيف العبء الأمني المستمر على رجال الاحتياط، وهذا واقع ستكون له آثار معنوية واجتماعية واقتصادية”.

 وشدّدّ المحلل على أنّ “المواجهة المستمرة تستنزف وتسلب الاهتمام والموارد من الجيش كما حدث في الانتفاضة الأولى، وستبرز الخلافات السياسية والأيديولوجية إلى السطح. كل هذه الأمور، إلى جانب خطر تفكك السلطة الفلسطينية وتطور الفوضى في الضفة، تحتاج إلى إدارة حساسة ودقيقة وحذرة في استخدام القوة، وهذا ما كان يريده الجيش. ثمة شك بأن هذا هو ما كان سيحصل عليه ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش من أصدقائهما”، على حدّ تعبيره.

Comments are closed.