كنت في سحاب

بقلم: حمادة فراعنة

تحظى مدينة سحاب بمكانة تقديرية مميزة، بحصولها على أرفع الأوسمة والمساعدات والمنح البلدية: جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز الخاصة للبلديات عن السنوات 2018-2021، جائزة منظمة العمل الدولية، دعم وإسناد منظمات فنلندية، رئاسة اللجنة التوجيهية لمشاريع الطاقة للبلدات لدى تونس ولبنان وفلسطين المنبثقة عن عضوية شبكة عمداء البلديات، أكثر من عشرة ملايين دينار مقدمة من البنك الدولي والمنحة الخليجية، مما يعكس قدرة المجلس البلدي على تسويق نشاطه، وقدرته على مخاطبة المنظمات والمؤسسات الدولية الخاصة بالبلديات.


د. عباس محارمة رئيس وأعضاء المجلس ونائب الرئيس السيدة فاطمة حسونة، تلتقي معهم، تجد كل واحد منهم، يعرف وظيفته، يؤدي دوره، متحالفين متضامنين، بحيوية وهمة ووفاء لأهل مدينتهم، نظافتها، خدماتها، مباهاتهم بأنفسهم، شركاء في العمل بتفان، إلى الحد أنك تتمنى أن تكون كل البلديات بهذا المستوى من الفهم لطبيعة العمل البلدي وكيفية التعامل مع الجمهور، وهذا أحد أسباب نجاحهم وتكرار فوزهم.

شهدتُ لقاءً لمحاضر مختص في مكافحة المخدرات اللواء المتقاعد طايل المجالي، يشرح لهم بسلاسة، بدون فلسفة وتحديد مخاطر الآفة الكريهة المخدرات، كما شهدت لقاءً بين مجلس البلدية وإدارة الكلية الجامعية الوطنية للتكنولوجيا في أبو علندا، الذين شاركوا في الاستماع للمحاضرة، وجلسة عمل للتعاون بين إدارة الكلية ومجلس بلدي سحاب، من محاضرات وندوات ومنح طلابية، وتبادل الخدمات المتوفرة تعبيراً عن الاندماج في المجتمع المحلي وخدمته، بما فيها تقديم منح جامعية لأبناء سحاب وامتداداتها شرق عمان.

اهتمام آخر، ووعي مختلف، وحرص عميق بعيداً عن التزلف والادعاء، وإنحياز واضح لخدمة الجمهور.

ما شهدته لدى مجلس بلدية سحاب يشكل نموذجاً يُحتذى للبلديات الأردنية، إلى الحد أنني تمنيت تعميم التجربة والأولويات لدى مجالس البلديات الأخرى، وقد عبر عمدة سحاب عن رغبته ليكون لدينا مجلس تعاون من البلديات الأردنية أسوة بما هو متوفر في لبنان وتونس وغيرها من البلدان العربية، والتمني لأن يكون هناك اجتماع موحد لبلديات المملكة، للاستفادة وتبادل الخبرات.

انتخابات المجالس المحلية البلدية هي الأرضية والخطوة الأولى في مسار الانتخابات العامة التي ترتقي نحو انتخابات مجالس المحافظات وصولاً إلى مجلس النواب، وهي المحطات الانتخابية العامة الثلاثة المتاحة للأردنيين في إفراز قيادات محلية ترتقي تدريجياً، والوصول إلى مجلس النواب، ليكون بعدها النائب مؤهلاً حقاً عبر هذا التدرج واكتساب الخبرات التراكمية من المجلس البلدي مروراً بمجلس المحافظة وليس انتهاء بمجلس النواب.

المفاجأة أن لدى سحاب تراثاً تاريخياً من عصور مختلفة وفي طليعتها كما هو الملف التوضيحي الصادر عن البلدية ويتضمن: صورة ومخطط قطعي للبقايا العمرانية، ختم مصنوع من الحجر الصابوني الأسود، أقدم معلقة حجرية، مجموعة من أوزان النول، صورة ومخطط قطعي لبقايا عمرانية، تمثال خزفي وحامل ثلاثي لطحن البازلت، ختم فرعوني، وجميعها تشير إلى البعد التاريخي والأثري الذي تحمله مدينة سحاب، وضرورة استقطاب وجذب الدعم المادي والمعنوي لاستدامة العمل على المسوحات الأثرية.

سحاب عبر العصور، خلاصة الوعي والمعرفة والإدراك أن هذه المدينة لا تتفوق بمجلسها فقط وأنها مدينة صناعية بامتياز، بل لها تاريخ ضرورة العمل على كشفه وإثرائه، بأهلها الطموحين.

Comments are closed.