ما هي استراتيجية بوتين الجديدة لكسب “الحرب الدعائية” ضد أوكرانيا؟

لجأ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ودائرته المقربة في الكرملين إلى استخدام استراتيجية دعائية جديدة لحشد التعاطف والتضامن الشعبي داخل روسيا بعد غزو أوكرانيا.

 

وفي أواخر آب الماضي، بينما كان الجيش الروسي يواصل غزوه لأوكرانيا، كان أحد كبار مستشاري بوتين يحشد مسؤولي العلاقات العامة من الهيئات الحكومية والوزارات للقتال على الجبهة الداخلية، وفقا لتقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

وقال سيرغي كيرينكو، المساعد القديم لبوتين والمكلف بالسياسات المحلية وأوكرانيا، في كلمة ألقاها في اجتماع مغلق: “الحرب الرئيسية التي تدور الآن هي الحرب على عقول الناس”، مضيفاً: “كل واحد منا في هذه الغرفة هو القوات الخاصة التي تخوض هذه الحرب”.

 

واعتبر كيرينكو أن الجمهور الرئيسي للرسائل يجب أن يكون المدارس ورياض الأطفال، قائلاً: “إذا فكرت في الأمر، فإن أطفال المدارس وحدهم يشكلون 18 مليون شخص في بلدنا”، مضيفاً: “تخيل إضافة والديهم إلى هذا المزيج”.

مع هذا، فقد أشار كيرينكو إلى أن “حرب المعلومات هذه يجب أن تشمل “جيل كبار السن أيضا”.

 

وأخبر كيرينكو المسؤولين الروس أن الحملة الدعائية تجاوزت الصراع في أوكرانيا، وقال: “نأمل بشدة أن تنتهي (العملية العسكرية الخاصة) على الأرض بسرعة نسبية”، مضيفاً: “لكن عندما تنتهي ستستمر حرب المعلومات، هذه هي الحرب الشاملة هنا”.

 

وتحدث كيرينكو في ندوة خاصة نظمتها “ANO Dialogue” وهي هيئة يمولها الكرملين ومكلفة بربط البيروقراطية الروسية مع الروس العاديين عبر الإنترنت.

وفي أيلول، بدأت المدارس الروسية في رفع العلم الروسي وغناء النشيد الوطني في بداية اليوم، وعقدت دروسا دعائية كل يوم اثنين بعنوان “محادثات حول ما هو مهم”.

 

ومنذ شباط، تم فصل بعض المعلمين لرفضهم تأييد الدعاية المؤيدة للحرب، وفقا لما نقلته “وول ستريت جورنال” عن تحالف المعلمين الروسي، وهو نقابة عمالية مستقلة.

وجاءت تصريحات كيرينكو عن “الحرب الشعبية” لتعيد للأذهان الدعاية الثقافية على النمط السوفيتي، فيجب أن تعرض الأفلام التي تسعى للحصول على إعانات حكومية الآن موضوعات تمت الموافقة عليها بما في ذلك “بطولة الجنود الروس ونكران الذات” و “تدهور أوروبا”، وفقا لتقرير لصحيفة “التايمز” البريطانية.

 

وفرض بوتين قبضته المشددة على تدفق المعلومات والرسائل التي تشكل الرأي العام خلال السنوات الـ 23 التي قضاها في السلطة، ومنذ اندلاع الحرب، تم تجريد أي طمس مظاهر التعددية، بحسب الصحيفة.

وبحسب “وول ستريت جورنال”، فإن الكرملين الذي يستعد لحرب طويلة يسعى إلى العودة إلى مستوى السيطرة على تشكيل عقول مواطنيه الذي لم تشهده البلاد منذ سقوط الاتحاد السوفيتي في عام 1991، كما يقول المسؤولون الروس السابقون والمسؤولون الغربيون الحاليون.

 

محاربة الغرب

ومنذ خطابه في موكب يوم النصر في أيار، كان بوتين يستعد لإعلان مفتوح بأن ما يسمى بـ”العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا هي جزء من صراع أوسع ضد الغرب المعادي الملتزم بإذلال روسيا، حسب “التايمز”.

وفي الوقت ذاته، يتحول الاقتصاد الروسي إلى “اقتصاد حرب”، حيث يتم تحويل موارد البلاد الشحيحة إلى قطاع الدفاع.

 

لكن تكمن مشكلة الكرملين في أن معظم الروس ليسوا متحمسين لحرب بوتين، ووجدت استطلاعات الرأي الحكومية الداخلية المسربة أن 55 في المئة من الشعب الروسي يؤيدون محادثات السلام، بينما يؤيد 25 في المئة فقط استمرار الحرب، حسب “التايمز”.

Comments are closed.