نتنياهو: أسعى لإبرام اتفاقية مع السعودية وعلى واشنطن تأكيد التزامها تجاه الرياض

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف، بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع قناة “العربية”، بثت مساء اليوم، الخميس، على نسختها الناطقة بالإنجليزية، إنه سيسعى إلى إبرام “اتفاقية سلام” مع السعودية، معتبرا أن ذلك قد يسهل التوصل إلى “سلام” فلسطيني – إسرائيلي؛ وتعهد بمتابعة العلاقات الإسرائيلية الرسمية مع الرياض من أجل تحقيق “قفزة كبيرة”، فيما حث واشنطن على إعادة تأكيد التزامها تجاه الرياض.

وقال نتنياهو للموقع الإلكتروني للقناة المملوكة للسعودية إن “التحالف التقليدي (الأميركي) مع السعودية ودول أخرى يحتاج لإعادة تأكيد. لا ينبغي أن تكون هناك تقلبات دورية، أو حتى تقلبات حادة في هذه العلاقة، لأنني أعتقد أن التحالف هو مرساة الاستقرار في منطقتنا”.

وأضاف نتنياهو بحسب نص المقابلة أنه “سأتحدث إلى الرئيس بايدن بهذا الشأن”، وذلك في ظل توترت الشراكة الإستراتيجية الأميركية – السعودية في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، بسبب سجل الرياض في مجال حقوق الإنسان والحرب في اليمن والسياسة المتعلقة بحجم إنتاج الطاقة التي تنتهجها الرياض في الآونة الأخيرة.

وقال نتنياهو إنه ملتزم بالبناء على اتفاقيات التطبيع الموقعة مع الإمارات والبحرين تحت قيادته في عام 2020، والمعروفة باسم “اتفاقيات أبراهام”، والتي أوجدت محورا جديدا في المنطقة تحت المظلة الأميركية، علما بأن السعودية كانت قد باركت هذه الاتفاقيات التي أجريت برعاية واشنطن، لكنها أكدت أنها لن تنضم إليها في غياب حل يحقق إقامة دولة فلسطينية.

وقال نتنياهو إن إبرام اتفاقية مع السعودية، سيكون بمثابة “قفزة كبيرة من أجل التوصل إلى سلام شامل بين إسرائيل والعالم العربي” ويسهل في نهاية المطاف التوصل إلى “سلام” فلسطيني – إسرائيلي، وقال “أعتزم الاستمرار” معربا عن أمله في أن “تشارك القيادة السعودية في هذا الجهد”.

ووجهت السعودية بعض الإيماءات تجاه إسرائيل، إذ أعلنت في تموز/ يوليو الماضي، خلال زيارة بايدن إلى المنطقة، أنها ستفتح المجال الجوي السعودي أمام جميع شركات الطيران. ويتوقف التقدم بهذا الشأن بالنسبة لشركات الطيران الإسرائيلية على موافقة سلطنة عُمان على استخدام مجالها الجوي لتفادي المجال الإيراني في الرحلات إلى الشرق الأقصى.

وجاء في تصريحات نتنياهو أنه “أعتقد أن السلام مع المملكة العربية السعودية سيخدم غرضين: سيكون خطوة كبيرة نحو سلام شامل بين إسرائيل والعالم العربي؛ وسيغير منطقتنا بطرق لا يمكن تصورها”.

وتابع “أعتقد كذلك أنه سيساعد في نهاية المطاف لتحقيق السلام الإسرائيلي الفلسطيني، أنا أؤمن بذلك، وهذا طموحي. بالطبع، يعتمد الأمر على القيادة السعودية إذا كانت مهتمة بالمشاركة في هذا الجهد. أتمنى بالتأكيد أن يكونوا كذلك”.

صلاحيات سموتريتش

وادعى نتنياهو أنه بمشاركة وزير الأمن المقبل، من سيحدد سياسة وزارة الأمن وبالتالي سياسة الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وزعم أنه لم يمنح صلاحيات استثنايئة لرئيس حزب “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش، دون أن يسميه، مشددا على أنه “سأحكم وأقود وأدير هذه الحكومة. وتنضم إلي الأطراف الأخرى، لا أنضم أنا إليهم”.

وقال نتنياهو “لم أعط (سموتريتش) صلاحيات واسعة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) على الإطلاق. في الواقع، كل القرارات سوف أتخذها أنا ووزير الأمن، وهذا في الواقع منصوص عليه في الاتفاق الائتلافي. هناك الكثير من المعلومات الخاطئة”.

وسرعان ما أصدر الليكود توضيحا بشأن هذه التصريحات التي أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنها لم تلق إعجاب المسؤولين في “الصهيونية الدينية”، وشدد الليكود على أن نتنياهو كان يعني “الصلاحيات الأمنية”، وأضاف أنه في ما يتعلق بـ”الإدارة المدنية” التي ستكون ضمن اختصاصات الصهيونية الدينية بموجب الاتفاق الائتلافي، “ستتخذ القرارات بشأنها بالتنسيق مع رئيس الحكومة كما هو منصوص عليه في الاتفاق”.

يذكر أن الاتفاق بين الليكود و”الصهيونية الدينية” ينص على أن سموتريتش، بصفته وزيرا في وزارة الأمن، لن يكون خاضعا للوزير في الوزارة، وسيحصل على صلاحيات واسعة؛ كما نص الاتفاق على أن سموتريتش سوف يعمل بالتنسيق مع رئيس الحكومة.

وقال نتنياهو في المقابلة: “دعني أذكرك أن الليكود هو نصف الائتلاف. الأحزاب الأخرى ربعنا أو خُمسنا وهم سينضمون إلينا وسيتبعون سياستي”. من جانبه، سخر رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته، يائير لبيد، من نتنياهو بعد صدور بيان الليكود، وغرد قائلا: “نتنياهو بالإنجليزية: أنا أقرر فقط؛ نتنياهو بالعبرية: آسف سموتريتش، لم أقصد ذلك؛ نتنياهو ضعيف، شريك صغير في الحكومة”.

وعن الحرب الروسية في أوكرانيا، تطرق نتنياهو إلى التقارير حول توريد إيران أسلحة وعتاد عسكري يشمل طائرات مسيرة إلى روسيا، وقال إن ذلك مقلق بسبب “الشراكة الإشكالية” التي يعبر عنها بين موسكو وطهران، كما شدد نتنياهو على أن حكومته ستواصل العمل على منع التموضع الإيراني في سورية.

وأضاف “لكن هذا يتطلب جهدا متواصلا. وهذا الجهد يشمل الطيارين الإسرائيليين الذين يطيرون في سماء لبنان – آسف، في سماء سورية – وعلى مسافة قريبة من الطيارين الروس. آخر شيء نريده هو مواجهة عسكرية بين روسيا وإسرائيل. لا نريد ذلك، وأنا متأكد من أن الروس لا يريدون ذلك أيضا”.

وسئل نتنياهو عن الإجراءات ضد إيران وعما إذا كان هناك تعاون مع واشنطن في هذا الشأن. أجاب: “كلا، لأن ذلك قد يتسرب. إذا تسربت هذه الامور في ‘واشنطن بوست‘، أو في ‘نيويورك تايمز‘، فسيكون لدى الإيرانيين إنذار مبكر، وسيتم إلغاء إجراءاتنا مسبقا”.

Comments are closed.