أصبح عيسى عدنان المعطي اليوم يبلغ من العمر 23 عامًا، وذلك بعد عشر سنوات من اصابته برصاصة من نوع دمدم أطلقه جنود الاحتلال الاسرائيلي باتجاهه، ما أدى لإصابته بجروح بليغة في ساقه اليمنى عندما كان يبلغ من العمر 13 عامًا.
ووقعت الحادثة في 19 / 9 /2015، أثناء اندلاع مواجهات في دوار القبة إلى الشمال من مدينة بيت لحم، وعلى الفور قامت هذه القوات باعتقاله ونقلته مباشرة إلى مستشفى هداسا الإسرائيلي نظرًا لاصابته البالغة، حيث قرر الأطباء بتر ساقه على مرحلتين خلال أسبوع واحد، وبعد مضي هذا الأسبوع قررت محكمة عوفر العسكرية الإفراج عنه مقابل غرامة مالية مقدارها سبعة آلاف شيقل ليعود إلى منزله بدون ساقه.
وتمكنت في ذاك الوقت، هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من الحصول على الساق، وقررت في حينه إجراء مراسم دفن الساق في مقبرة الشهداء الكائنة بقرية أرطاس المجاورة للمخيم بحضور حشد كبير من ممثلي الفعاليات والمؤسسات والقوى المختلفة في مشهد استثنائي، إذ أن المعتاد أن يتم دفن الشهداء، ولكن هذه المرة قامت قوات الاحتلال باغتيال ساق هذا الفتى الصغير برصاصة دمدم، كما يقول حسن عبد ربه الناطق بلسان هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
تمضي الأيام والأشهر والسنين، حتى تمكن الطفل عيسى من تركيب ساق اصطناعي له، ويمضي به العمر ليصل إلى 23 عامًا، وكبر وهو يواجه متاعب الحياة بإصرار وعزيمة لا تلين.
وفي السادس والعشرين من الشهر الجاري (الخميس)، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلته المتواضيع في مخيم الدهيشة، وقامت باعتقاله.
ويقول عبد ربه: إن “اعتقال المعطي هو دليل على أن قوات الاحتلال نواصل حرب اعتقالاتها على المواطنين الفلسطينيين ومن بينهم كبار السن ومرضى وممن يعانون من إصابات بليغة كحالته”، مشيرًا إلى أنه بحاجة إلى علاج مستمر وإلى عناية داخل السجن وإلى من يساعده في فك قدمه الاصطناعي سواءا عند الذهاب إلى النوم أو عند الذهاب للاستحمام.
وأضاف: إن اقتياده إلى السجن بهذه الطريقة يؤكد على مدى عنصرية هذا الاحتلال وفاشيته وأن المعتقلين في خطر شديد وهم بحاجة إلى من يدافع عنهم وإلى الحماية الدولية الغائبة.
Comments are closed.