اسرائيل: حماس رفضت صفقة تبادل بوساطة مصريّة تشمل تعهدًا بتحسين الأوضاع بغزّة لفترةٍ طويلة

أصدر مراقب الدولة العبريّة تقريرًا انتقد فيه بشدّةٍ عمل منشق شؤون الأسرى والمفقودين بالكيان، يارون بلوم، والذي ترك منصبه بشكلٍ مخزٍ مؤخرًا دون أنْ يحقق أيّ شيءٍ يُذكر، ومن ناحيتها، كشفت صحيفة “معاريف” العبرية، النقاب عن أنّ “استقالة بلوم، تأتي على خلفية الفشل بإعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس في قطاع غزة “.
من ناحيته، ونقلاً عن محافل وازنةٍ في تل أبيب، ذكر مراسل صحيفة (يديعوت أحرنوت) العبريّة للشؤون السياسيّة، ايتمار أيخنر بأنّ التقديرات في إسرائيل تقول إنّ بلوم (63 عامًا) اعتزل وظيفته، بسبب المراوحة في المكان في عملية الاتصالات مع حماس، إضافةً إلى التوتر الكبير بينه وبين عائلة الجنديّ الإسرائيليّ “المفقود” هدار جولدن، والتي قامت بتقديم شكوى خاصة ضدّه لمراقب الدولة تحت مبرر: “ليس له مصلحة لإعادة الأبناء”، على حدّ قولها.
 فيما ردّ بلوم قائلاً:” أشعر بأنني قد استنفدت وظيفتي بعد خمس سنوات”، وأضاف قائلاً، وفقًا للصحيفة العبريّة، أسهمت، ويجب المعرفة متى التوقف”، وأشارت الصحيفة إلى أنّ الراتب الذي كان يتلقّاه بلوم وصل إلى 50 ألف شيكل في الشهر، أيْ ما يعادل حوالي 17 ألف دولار أمريكيّ.

 وخدم بلوم في جهاز الأمن العام (الشاباك) لسنوات عديدة في منصب كبير، ولعب دورًا محوريًا في إطلاق سراح الجندي الإسرائيليّ غلعاد شاليط، الذي احتُجز في غزة لمدة 5 سنوات قبل إطلاق سراحه في عام 2011 في إطار اتفاق “مثير للجدل” مع (حماس) قامت إسرائيل بموجبه بإطلاق أكثر من 1,000 أسيرٍ أمنيٍّ فلسطينيٍّ.
 وكان المنسق بلوم، قد قال سابقًا إنّ إسرائيل لن تبرم صفقة تبادل مع حماس على غرار “صفقة شاليط”. ونقلت هيئة البث الإسرائيليّ عن بلوم قوله إنّ الاتفاق المقبول إسرائيليًا هو إعادة “الجندييْن والمواطنيْن” لقاء خطة لإعادة إعمار قطاع غزة بالكامل، على حدّ تعبيره.
 من ناحيتها، نقلت القناة السابعة الإسرائيليّة عن مصادر في تل أبيب قولها إنّه “رغم مرور 5 سنوات على تولي بلوم منصب مسؤول ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى إلّا أنّه لم يحقق إنجازًا واحدًا، فيما يصِل راتبه الشهريّ إلى خمسين ألف شيكل”.
 جديرٌ بالذكر أنّه بُعيد تعيينه في منصبه عام 2017 من قبل رئيس الوزراء آنذاك، بنيامين نتنياهو، قال بلوم:” إنّه سيقلب كل حجر في قطاع غزة، بحثًا عن المفقودين”، لافتًا إلى أنّه “سيواصل عمله حتى إعادتهم للبلاد”.

ووفق ما نقل موقع (WALLA) العبري، عن بلوم ، في أول تصريحاته عقب تعيينه: “أشكر رئيس الحكومة على الثقة، وأرى الدور الذي وضعني في مهمة وطنية من الدرجة الأولى، وقد تلقيت مع التقدير طلب رئيس الحكومة أنْ أتولى مهمة هامة تتمثل في إعادة الأسرى والمفقودين إلى البلاد، يجب قلب كل حجر لتحقيق ذلك وأنا سأقوم بهذه المهمة حتى إنجازها”، كما قال.

 

أمّا محلل الشؤون العسكريّة في موقع (YNET)العبريّ، رون بن يشاي، فقد كشف النقاب، اعتمادًا على مصادر رفيعةٍ بالمؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، عن أنّ المُنسِّق بادر لإنهاء قضية الأسرى والمفقودين، وقدّم اقتراحًا بواسطة طرف ثالثٍ، أيْ مصر، بيد أنّ حماس رفضت الاقتراح، كما أنّ الحكومة الإسرائيليّة، وفق ذات المصادر، لم تكُنْ متحمسّةً لقبول اقتراح المنسّق بلوم، خصوصًا وأنّه تمّ تقديمها عشية الانتخابات التي جرت في كيان الاحتلال في الفاتح من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم.
 وتابع بن يشاي قائلاً إنّ الاقتراح الذي قدّمه بلوم لإبرام صفقة التبادل يشمل تعهدًا إسرائيليًا بتحسين الأوضاع المعيشيّة لسُكّان غزّة بشكلٍ أساسيٍّ ولفترةٍ طويلةٍ، على حدّ تعبير المحلل العسكريّ الإسرائيليّ، الذي اعتمد على محافل واسعة الاطلاع في تل أبيب.

Comments are closed.