مع تصاعد الاحداث في الضفة الغربية توقع الكاتب والصحفي الاسرائيلي يوني بن مناحيم أن تؤدي عدة عوامل إلى اندلاع مواجهة عنيفة بين الفلسطينيين واسرائيل مع اقتراب شهر رمضان، مشيراً إلى أن ذلك يعود إلى التحريض المتواصل من قبل حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بجانب صعود جيل فلسطيني جديد، وضعف السلطة الفلسطينية، وتفاعل الفلسطينيين مع قضية القدس، بعد عملية “حارس الأسوار”، وتزايد قوة المجموعات المسلحة في شمال الضفة.
واعترف الكاتب والصحفي الإسرائيلي، يوني بن مناحيم، المقرب من المستوى الأمني اليوم الخميس، في مقال له على “موقع نيوز1 العبري” ببروز واقع أمني خطير في الضفة الغربية والقدس الشرقية في أعقاب ظاهرة الجماعات المسلحة والمنفذين المنفردين وحملة التحريض ضد إسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب بن مناحيم فإن المنطقة تستعد لانفجار وإسرائيل تواجه تحديا أمنيا كبيرا في الأسابيع المقبلة استعدادا لشهر رمضان، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تتعافى بعد من عملية الدهس المميتة التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي في حي راموت بالقدس.
وبين الكاتب الاسرائيلي أن ظاهرة “المنفذين المنفردين” تضرب إسرائيل مرة أخرى ولا يوجد لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية حل أو رد على هذه الظاهرة”، موضحاً أن الحكومة اليمينية الجديدة في إسرائيل تتجنب تنفيذ عملية عسكرية كبيرة شمال الضفة الغربية في الوقت الحالي رغم أن الوضع الأمني يتطلب ذلك.
وبحسب تقديرات المسؤولين الأمنيين في شمال الضفة الغربية (نابلس وجنين وطولكرم) يوجد بالفعل حوالي ألف مقاوم مسلح وآلاف من الأسلحة وكميات ضخمة من الذخيرة، ولم تعد قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية تدخل هذه المناطق وأصبحت الجماعات المسلحة تملأ الفراغ الأمني وعلى رأسها الذراع العسكري لتنظيم الجهاد الإسلامي (سرايا القدس) الذراع العسكري لحركة فتح (كتائب شهداء الأقصى).
فيما يواصل الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك عملية الاعتقال اليومية الكبيرة “كاسر الأمواج” التي حققت نجاحًا جزئيًا فقط ولكنها لا تستطيع إنهاء البنية التحتية للمقاومة، على الرغم من أن هذا يتطلب احتلال المنطقة واعتقال جميع المطلوبين وانهاء حالة المقاومة كلياً.
وتمارس إدارة بايدن ضغوطا كبيرة على حكومة نتنياهو لتفادي عملية عسكرية كبيرة خوفا من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد مع حلول شهر رمضان، في الوقت الذي تمارس فيه ضغوطا على السلطة الفلسطينية للموافقة على الخطة الأمنية الجديدة التي وضعها الجنرال الأمريكي “مايك فنزل” لتدريب 12 ألف عنصر أمني فلسطيني لمحاربة المقاومة في شمال الضفة الغربية.
برغم ذلك تواصل المجموعات المسلحة في شمال الضفة الغربية تنفيذ العمليات بل والتخطيط لعمليات داخل العمق الإسرائيلي، حيث قبل 3 أسابيع اضطر الجيش الإسرائيلي إلى دخول مخيم جنين للاجئين من أجل القبض على خلية تابعة للجهاد الإسلامي والتي كانت تخطط لتنفيذ هجوم كبير داخل إسرائيل نفسها، وخلال عملية الجيش الإسرائيلي في المخيم اسُتشهد 9 فلسطينيين.
وبحسب بن مناحيم فإن المجموعات المقاومة الفلسطينية تعتبر قنبلة أمنية موقوتة، فهي مستمرة في النمو والانتشار باتجاه مناطق أخرى في الضفة الغربية، ومؤخراً نشأت مثل هذه المجموعة التابعة لحماس في مخيم عقبة جبر للاجئين في منطقة أريحا وأسست هناك “كتيبة عقبة جبر” التي بدأت بالفعل بتنفيذ عمليات في منطقة أريحا.
وتواصل المجموعات المسلحة شن عملياتها ضد أهداف إسرائيلية، وتشير التقديرات إلى أنها ستصعد الهجمات خلال عام 2023، وتواصل تلك المجموعات محاولاتها للاتحاد في هيئة منظمة واحدة ستكون بديلاً لحركة فتح التي هي العمود الفقري للسلطة الفلسطينية.
ومن ناحية أخرى، فإن استمرار العمليات المسلحة لهذه المجموعات قد يؤدي إلى انفجار كبير في المنطقة من شأنه تسريع عملية انهيار السلطة الفلسطينية، وهناك سيناريو آخر محتمل هو أن تستغل حركة حماس الظاهرة لتعميق وجودها ونفوذها في الضفة الغربية تمهيداً لاستيلاء مقبل على السلطة الفلسطينية، وهذه السيناريوهات سيئة من وجهة نظر إسرائيل، ويجب في أسرع وقت ممكن وأنسب توقيت سياسيًا وعسكريًا شن عملية واسعة النطاق ضد المجموعات المسلحة في الضفة الغربية التي تتزايد قوتها تدريجياً.
ويشير الكاتب الاسرائيلي بن مناحيم إلى أن النشاط المقاوم للجماعات المسلحة الذي ظهر في شمال الضفة الغربية مباشرة بعد عملية الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في أيار 2021 “حارس الأسوار” إلى جانب ظاهرة العمليات الفردية، كما تجلى في العملية في حي “نفيه يعقوب” بالقدس وعملية الدهس عند مفرق راموت بالقدس، كل ذلك يؤدي الى تشجيع الجمهور الفلسطيني والوسط العربي في إسرائيل على الشروع في انتفاضة مسلحة خلال شهر رمضان، ويرافق هذا النشاط حملة واسعة على التحريض من قبل حركة حماس والجهاد الإسلامي والدوافع الرئيسية لهذه الحملة هي أن “المسجد الأقصى في خطر” وأن إسرائيل تبتلع الأراضي الفلسطينية من خلال توسيع المستوطنات.
إلى جانب ذلك، أعلنت قيادة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية في 13 شباط / فبراير أنه مع بداية شهر رمضان المقبل سيضرب 5000 أسير عن الطعام احتجاجا على تدهور أوضاع سجونهم ، و ستؤدي تلك الخطوة إلى زيادة التوتر الأمني الذي سيقود الى تصعيد عسكري.
تخطط السلطة الفلسطينية والمنظمات الفلسطينية والأردن لتحدي حكومة نتنياهو من ناحية أمنية بالتزامن مع النشاط السياسي للسلطة الفلسطينية على الساحة الدولية لتقديم الحكومة اليمينية على أنها “حكومة فصل عنصري” إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.
يرسل الرئيس بايدن رسائل إلى رئيس الوزراء نتنياهو لتجنب الإجراءات الأحادية الجانب تجاه الفلسطينيين التي قد تؤدي إلى التصعيد ، كما أنه يتدخل في الإصلاح القانوني الذي تعتزم الحكومة تمريره من خلال التشريع في الكنيست وحتى الآن لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض .
من ناحية أخرى دعا الملك عبد الله ملك الأردن الذي التقى به قبل نحو عشرة أيام والذي انتقد سياسة الحكومة الإسرائيلية.
جيل الشباب الفلسطيني الجديد الذي لم يخوض الانتفاضة الثانية قبل 20 عامًا ويعتبر هذا الجيل ثائر ويقاتل بعد تأثرهم بمشاهدة صور الشهداء والمسلحين الذين قضوا بعمليات الجيش الإسرائيلي داخل المدن الفلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي، مما زاد رغبة الجيل الناشئ الانخراط مع المجموعات المسلحة والمشاركة في تنفيذ عمليات، وقيادة السلطة الفلسطينية معزولة عن ذلك الجيل ، نهاية القول الضفة الغربية والقدس الشرقية تنبض بالحيوية وسيحدث انفجارًا وشيكًا فيهما، وعلى إسرائيل أن تواجه تحديًا أمنيًا كبيرًا في الأسابيع المقبلة.
Comments are closed.