هدّدت روسيا إسرائيل برد عسكري انتقامي يوم الأربعاء، في حال تسليمها أسلحة إلى أوكرانيا، بعدما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يدرس هذا الأمر.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “فيما يتعلق بتسليم أسلحة لأوكرانيا، نحن لا نصنّف الدول بحسب الجغرافيا. نحن نقول إن كل الدول التي تسلّم أسلحة يجب أن تفهم أننا سنعتبر هذه الأسلحة أهدافاً مشروعة للقوات الروسية”.
وفى وقت سابق، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، إن أى خطوة متهورة لدعم نظام كييف بالأسلحة والعتاد سوف تؤدى إلى تدمير العلاقات الثنائية بين موسكو وتل أبيب.
وجاء إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إمكانية إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا ليمثل، وفق محللين، “نقلة نوعية في موقف تل أبيب من الحرب ما يمثل إزعاجا كبيرا لروسيا التي تملك عدة ردود بينها دعم إيران”.
ومنذ بداية الحرب في 24 من فبراير العام الماضي، تقوم إسرائيل بعمل توازن دبلوماسي في العلاقات مع أوكرانيا وروسيا، ورغم إدانتها للتحرك الروسي رسميا وإرسال مساعدات منتظمة إلى أوكرانيا، إلا أنها لم تشارك في أي دعم عسكري وتعرضت لانتقادات واسعة لأنها لم تكن أكثر شدة في انتقادها لموسكو.
إلا أن الموقف تبدل مع وصول نتنياهو للسلطة، فعندما سئل خلال مقابلة مع شبكة “سي إن إن” ما إذا كان بإمكان إسرائيل تقديم المساعدة لأوكرانيا في مجالات مثل القبة الحديدية التي تحمي إسرائيل من الهجمات الجوية، أجاب: “حسنا، أنا بالتأكيد أدرس هذا الأمر”.
ووفق الشبكة الأميركية فإن إسرائيل باتت أكثر قلقا من تنامي العلاقات الروسية الإيرانية مع ظهور المسيّرات الإيرانية في ساحة الحرب بأوكرانيا، وإمكانية تزويد طهران روسيا بصواريخ لتجربة وتطوير أسلحتها.
زيارة سرية وتحذير روسي
نهاية نوفمبر الماضي، قام وفد عسكري أوكراني لإسرائيل بزيارة إسرائيل طلبا للتزود بالأسلحة والمضادات الدفاعية الجوية، وفق ما كشفه لاحقا التلفزيون الإسرائيلي الرسمي.
حفاظا على سياسة الحياد، عملت إسرائيل على التقليل من الزيارة.
فيما قالت صحيفة “هآرتس” إن إسرائيل وافقت على تمويل وشراء ما وصفته بالمواد الاستراتيجية لصالح المجهود الحربي الأوكراني، وتم نقلها عبر دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي بضغط من الإدارة الأميركية التي طالبت تل أبيب بعدم قصر دورها على المساعدات الإنسانية.
تلي الزيارة مباحثات روسية إسرائيلية حذرت فيها روسيا تل أبيب من مغبة دعم كييف بالأسلحة.
أميركا تجر إسرائيل للحرب بأسلحة 1973
منتصف الشهر الجاري، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، قولهم إن واشنطن تستخدم مخزوناتها الكبيرة في إسرائيل لإمداد أوكرانيا بقذائف المدفعية.
نحو نصف القذائف التي يصل عددها لـ300 ألف المخصصة لأوكرانيا تم شحنها لأوروبا لتسليمها لبولندا ومن ثم لأوكرانيا.
الصحيفة قالت إن إسرائيل أعربت في البداية عن مخاوفها من أن ينعكس ذلك على العلاقات مع روسيا.
وفق الصحيفة فإن مخزون الذخيرة الأمريكية في إسرائيل يعود إلى حرب 1973، عندما نقلت واشنطن معدات عسكرية جوا إلى إسرائيل. وبعد الحرب، أقيمت مخازن حرب هناك لاستخدامها في حال اندلاع أي أزمة بالمستقبل.
Comments are closed.