الكاتب – ناصر اللحام
حين تقع الكوارث الطبيعية. سواء زلازل او فيضانات او براكين وحتى المنخفضات القطبية . تتوقف الوحوش عن القتال ، وتكف الحيوانات عن النزاعات . الا الاحتلال الإسرائيلي ، فقد انحط لدرجة اسفل من الحيوانات وافسد الأرض كلها بانحطاطه الأخلاقي المريع . واليوم أكتب دون تردد ان انحطاط إسرائيل وانعدام نواميسها بات فيروسا معديا يمكن ان تنتشر في باقي مناطق العالم .
كانت سكان فلسطين بما فيهم المستوطنين يشعرون بالهزة الأرضية امس الاثنين ، ومع ذلك كان الاحتلال يقطع الطرقات في حوارة وبيت ريما وبيت امر . كان العالم يتسابق لمد يد العون لسوريا وتركيا وكان الاحتلال ينفذ عملية اعدام جماعي لشباب في مخيم عقبة الجبر . كانت الإنسانية كلها تقف حزنا واحتراما لالاف الضحايا من الزلزال ، وكانت إسرائيل تكتب حرفيا في صحافتها ( لا يوجد يهود من بين الضحايا في تركيا ) .
أية قذارة هذه ! واية سفالة ! واية وصمة عار في جبين البشرية !
بدلا من عرض المساعدة على الفلسطينيين تحت حكمها العسكري ، راحت إسرائيل ” دولة اليهود وشعب الله المختار كما يدعون ” تضرب كل معاني الدين والأخلاق والشرف . وتثبت انها بلا دين ولا كرامة ولا شرف ولا اخلاق . بل ان عصابات المافيا لديها اخلاق وخطوط حمراء ولكن إسرائيل تتجرد منها .
الكراهية اعمت قلوب الصهاينة ، واعمت بصيرتهم . فصاروا وحوشا يشربون دماء الضحايا ويأكلون لحوم الميتة .
حين ضرب فيروس كورونا العالم . قامت إسرائيل بإغلاق جميع الحواجز العسكرية وحشرت السكان الفلسطينيين وراء الجدار !! وبث تلفزيون إسرائيل مقابلة مع رئيس الموساد وهو على درج الطائرة يقول : سوف اذهب واحصل على عينات الفحص والكمامات بأية طريقة !!!.
فتساءل بعض الكتاب اليساريين في اسرائيل : ماذا يعني بأية طريقة؟ وهل يمكن ان يسرق دواء الشعب الإيطالي؟ او يهدد رؤساء حكومات بالاغتيال؟.
اليوم ومع هذا الزلزال المدمر الذي قتل الضحايا والابرياء . لا يتوقعن احد من إسرائيل انها فعلا ترسل بعثات الإغاثة او المساعدات للضحايا لأنها ضمن الجماعات الإنسانية . كلا والف كلا . يمكن تصديق ان هذه البعثات للموساد او لأية مؤامرة امنية او للابتزاز السياسي . ولكن ليست للإغاثة.
ان إسرائيل حثالة الاخلاق على وجه الأرض. ولا يمكن تصديق انها تساهم في إغاثة أي قوم غيرها .
وأريد ان اذكر الليبراليين والمنخدعين، ان السلطة الفلسطينية أرسلت قبل سنوات شباب الدفاع المدني الفلسطيني لمساعدة إسرائيل في إطفاء الحريق الكبير الذي نشب في جبال الدامون .
وفعلا وبشهادة الصحافة العبرية . كان رجال إطفاء فلسطين ابطالا في مكافحة الحريق . وحين اقامت إسرائيل حفل تكريم لرجال الإطفاء رفضت منح رجال الإطفاء الفلسطينيين تصاريح مرور لدخول الخط الأخضر !!
هل سمعت البشرية او رأت أحقر اخلاقا من هكذا قوم !.
حين سقطت الثلوج على بيت لحم والخليل قبل سنوات .. اوقفني جنود الاحتلال على الطريق بين بيت لحم والخليل . وكان الجنود يجبرون شباب فلسطين بالنزول من السيارات والوقوف في تحت الثلج ورفع اياديهم الى فوق بشكل مهين . وحين سألت الجنود لماذا تفعلون هذا ؟.
رد الضابط: ولماذا اثلجت عليكم في الضفة الغربية ولم تسقط الثلوج على إسرائيل .
في الانتفاضة الأولى كتب الصديق الدكتور احمد رفيق عوض يقول : كان الجنود يخرجوننا من منازلنا تحت المطر ، ونحن لا نعرف اللغة العبرية . وكانوا يطلبون منا ان نهتف بصوت عال وباللغة العبرية (يراد براد بسفراد) أي سقط البرد في اسبانيا .
ومن لا يهتف ينهال الجنود عليه ضربا بالعصي .
لا تصدقوا ان للاحتلال اخلاق ، ولا تصدّقوا ان لإسرائيل أي معيار أخلاقي.
للحيوانات معايير وللمافيا خطوط حمراء، أما إسرائيل فإنها تشن حملات الاعتقال في المنخفض القطبي ضد الفلسطينيين لمجرد انهم يستمتعون بعذاب الضحايا .
Comments are closed.