“قبة ذهبية” جديدة بالقدس تستفز المستوطنين ومطالب بهدمها

تواصل المنظمات اليمينية الاستيطانية تحريضها على كل ما هو فلسطيني، وهذه المرة يجري التحريض العنصري الإسرائيلي ضد أحد المساجد القديمة في قرية “بيت صفافا” جنوب شرقي مدينة القدس المحتلة.

وكشفت وسائل الإعلام العبرية عن حالة غضب وعنصرية إسرائيلية متنامية، بسبب قبة ذهبية كبيرة تعتلي مسجد الرحمن في “بيت صفافا” بنيت عام 2021، وذلك لأنها تشبه في تصميمها ولونها القبة الذهبية الخاصة بمصلى قبة الصخرة في المسجد الأقصى المبارك.

وأوضح موقع “وللا” العبري، أن مسجد الرحمن، هو أحد أربعة مساجد مركزية للصلاة في “بيت صفافا”، خضع مؤخرا لعمليات ترميم، حيث أضيقت له جدران خرسانية مغطاة بالحجر القدسي، وأعمال أخرى وإنشاءات حديدية، وهذا وصف هندسي طبيعي جدا، لكن “الأمر غير العادي” بحسب الموقع هو “إضافة قبة ذهبية ضخمة تشبه تماما القبة الذهبية في المسجد الأقصى”.

 

هدم القبة الذهبية
وقال: “من زوايا معينة لا يمكن تمييز أنها قبة مختلفة، وإذا كان الأمر كذلك، فليس من المستغرب تسميتها بـ”القبة الذهبية الجديدة”، وأي محاولة للتدخل في البناء أو الهدم ستجذب العديد من ردود الفعل”، منوها إلى أن منظمات يمينية استيطانية تطالب بهدم تلك القبة.

وأضاف الموقع: “تماشيا مع محاربة بلدية القدس للبناء الفلسطيني خاصة في شرقي القدس، وتحت ضغط من المنظمات اليمينية (يهودية)، تم تقديم أمر هدم إلى محكمة الشؤون المحلية بالقدس، لكن الإسرائيليين (اليهود) من سكان المستوطنات القريبة تفاجأوا برد البلدية؛ حيث أوضحت لهم أن هذه منطقة هادئة للغاية، والهدم قد يتسبب في توتر ومواجهات لا داعي لها”.

ونوه “وللا” إلى أن “الكرة الآن في يد المحكمة، وهي التي سيتعين عليها الفصل في القضية، وإذا عادت القضية إلى بلدية القدس (يديرها الاحتلال) مرة أخرى، فهي من سيقرر ما إذا كانت ستنفذ الهدم أم لا”.

وفي عهد “وزير الأمن” السابق عمرو بارليف، أجلت الشرطة موعد الهدم حتى لا تحدث صدمة للمنطقة، ولكن في ظل مطالبة وزير الأمن القومي الحالي إيتمار بن غفير بـ”زيادة معدل الهدم”، ليس من المؤكد عدم إدراج المسجد في قائمة الأوامر التي يتم تنفيذها بأي ثمن.

ولفت إلى أنه “من أجل أن تنجح السلطات الإسرائيلية في إتمام المهمة، سيتعين عليها إيجاد حلول مبتكرة للغاية لمنع أصحاب المصالح في المدينة من التقاط صورة للجرافات الإسرائيلية وهي تدمر “القبة الذهبية” في القدس”.

وقال أحد قادة المستوطنين، ورئيس مجلس إدارة “ليخ القدس” ماور تسماش: “نحن سعداء أن بلدية القدس قد اكتسبت أخيرا الشجاعة، يجب ألا نستسلم لأي ضغوط بخصوص المسجد”.

الهوية الإسلامية
بدوره، أوضح رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، أن المسجد المذكور يقع في منطقة مركزية وحساسة، عند زاوية تقاطع مدخل “بيت صفافا” مع مدخل مستوطنة “تل بيوت” التي أقيمت على شطر من أرض “بيت صفافا” و”بيت جالا”، وأيضا على الطريق السريع المؤدي إلى مستوطنة “جيلو” و”بات”.

وأضاف خلال حديثه لعربي21: “يمر من هذا الطريق السريع مئات الآلاف من المستوطنين يوميا، وهؤلاء يلاحظون بشكل جلي المسجد وقبته الذهبية، وهو ملفت للانتباه بشكل مستفز للمستوطنين الذين لا يريدون رؤية أي معلم يعبر عن هوية المكان، علما بأن “بيت صفافا” قرية تم احتلال جزء منها عام 1948 واستكمل احتلالها في 1967، والمسجد يقع في الشطر المحتل عام 48″.

ونبه الهدمي، أن “سلطات الاحتلال تحارب هذه القرية الفلسطينية المحتلة بشكل كبير، وتحاول الاستيلاء على أراضيها لصالح الاستيطان اليهودي، لأنها شكلت جيبا فلسطينيا منع تواصل هذه المستوطنات وهي “بات” و”تل بيوت” و”جيلو” مع بعضها البعض”.

وقال: “من يمر من هذا الشارع يلفت انتباهه المسجد بقبته الذهبية الصفراء، التي من الواضح أنها تتحدث عن تاريخ المكان، وتنكر كل ما حولها من بنيان “عصري”؛ أوجده الاحتلال بهدف طمس هوية المكان، لكن هذا المسجد أعاد للصورة اعتبارها وللتاريخ صوته المسموع”.

ونوه الخبير الفلسطيني الذي يقيد تحركه الاحتلال، أن “أهالي “بيت صفافا” استطاعوا أن يوقفوا المد العمراني الصهيوني باتجاه قريتهم عبر هذا المسجد”، منوها أن “هناك مطالبات من المستوطنين، أنه في حال لم يتم هدم المسجد بشكل كامل، فيجب خلع هذه القبة المستفزة بالنسبة لهم”.

وذكر أن “محكمة الاحتلال لم تبت في القضية بشكل رسمي، وهناك مداولات ووقفات احتجاجية من قبل أهلنا في “بيت صفافا”، لمنع تنفيذ هذا الطلب العنصري، الذي يتمثل بمحاولة منع الفلسطينيين من التعبير عن هويتهم التاريخية الإسلامية”.

Comments are closed.