بقلم: حمادة فراعنة
لكل أسير فلسطيني في معتقلات المستعمرة، قصة ورواية وتضحية، وفعل مقاوم، يرفع الرأس، للعرب وللمسلمين وللمسيحيين، ثمناً للحرية والاستقلال، واستعادة الكرامة والحقوق والبيوت والأرض وما عليها لأصحابها، سواء كانوا من المقيمين الصامدين على أرض وطنهم الذي لا وطن لهم غيره، أو كانوا من الذين تشردوا وطردوا، وعانوا من الغربة ولازالوا، يتطلعون للعودة حيث لا بديل عن أرضهم واملاكهم في فلسطين.
فؤاد الشوبكي، أحد هؤلاء الأسرى المعتقلين، قضى فترة حكمه التعسفي 17 سنة كاملة في معتقلات المستعمرة، وأطلقوا سراحه بعد انتهاء فترة محكوميته.
فؤاد الشوبكي مع مروان البرغوثي أبرز مناضلي حركة فتح ممن دفعوا ثمن تفجير الانتفاضة الثانية عام 2000، والمشاركة في فعالياتها، بل وقيادتها، استجابة لقرار الرئيس الفلسطيني، رداً على فشل مفاوضات كامب ديفيد.
في شهر تموز عام 2000، شارك الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مفاوضات كامب ديفيد في مواجهة يهود باراك رئيس حكومة المستعمرة، برعاية الرئيس الأميركي كلينتون، وهدف المفاوضات آنذاك استكمال مفاوضات واتفاق أوسلو التدريجي متعدد المراحل، الذي أدى إلى الانسحاب الإسرائيلي من أغلبية المدن الفلسطينية باستثناء القدس الخليل.
استمرت مفاوضات كامب ديفيد من 12 إلى 17 تموز 2000، ولكنها فشلت، ولم تحقق ما هو مطلوب لمعالجة قضايا المرحلة النهائية المتعلقة بالقدس اللاجئين والمستوطنات والأمن والمياه وغيرها من عناوين استكمال الاستقلال الفلسطيني.
عاد ابو عمار من واشنطن حاملاً قناعته أن الإسرائيليين والاميركيين، لم ولن يستجيبوا لمتطلبات الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، وعدم استكمال الانسحاب الإسرائيلي والتلكؤ نحو الاستجابة لقضايا القدس والغور اللاجئين وإزالة المستوطنات، فقرر تفعيل العمل الكفاحي.
عاد ابو عمار حاملاً لوصف أطلقه التحالف الأميركي الإسرائيلي أنه “غير شريك في صنع السلام والتسوية وفق المصالح التوسعية الإسرائيلية، وانه يرفض الاذعان لطلبات المستعمرة وواشنطن وشروطها المجحفة.
أبو عمار قرر التعاون والتنسيق مع احمد ياسين وقادة حماس، وتوجيه الإهتمام والاولوية نحو العمل الكفاحي ضد قوات المستعمرة وأدواتها، ففعل المخابرات والأمن الوقائي وقواعد فتح لتنفيذ عمليات كفاحية ضد الاحتلال، وكان في نفس الوقت يشجب العمليات، أو تعلن فتح والأجهزة بيانات باسم حماس والجهاد الإسلامي أنها من نفذت هذه العمليات، ولهذا وصفه شارون أمام الرئيس الأميركي بوش في شهر نيسان 2004، أنه مثل الباب الدوار، من جهة يعمل على تنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين، ومن جهة أخرى يشجبها، ولهذا دفع الثمن وتم اغتياله من قبل شارون برضى الرئيس الأميركي بوش.
مروان البرغوثي كان قائد فتح في تنفيذ وبرمجة العمل الكفاحي، وكان فؤاد الشوبكي هو قناة أبو عمار واداته لتهريب السلاح عبر البحر إلى فلسطين، وتم اعتقاله وإلقاء القبض عليه وعلى سفينة ” الكارين إيه” وطاقمها في البحر الأحمر وهي تحمل شحنة سلاح متوجهة إلى فلسطين ولهذا تمت محاكمته على تهريب السلاح وتزويد المقاتلين باحتياجاتهم، وقضى فترة محكوميته، ونال حريته قبل أيام، حاملاً معاناة الأسرى، وفرح الحرية الذي لا يتوقف.
Comments are closed.