دحضت روايات شهود العيان في بلدة جبع جنوب جنين، مزاعم ورواية الاحتلال حول جريمة اغتيال وإعدام ثلاثة مقاومين من كتيبة جبع التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مؤكدةً أن وحدات المستعربين هاجمتهم وأطلقت النار عليهم وأعدمتهم بدم بارد دون مقاومة، وذلك بعد أكثر من شهر على جريمة إعدام سابقة نفذتها الوحدات الخاصة قرب بلدة جبع واغتالت خلالها مقاومين.
كان الاحتلال ادعى أن الشبان الثلاثة تم محاصرتهم في بناية قبل أن يفروا ويتم ملاحقتهم واستهدافهم.
ووفق الشهادات، من سكان المنطقة والشهود الذين تواجدوا في جبع، فإن المقاومين الثلاثة، سفيان فاخوري (26 عاماً)، ونايف ملايشة (25 عاماً)، وأحمد فشافشة (22 عاماً) ، وصلوا حوالي الساعة السادسة صبيحة يوم التاسع من الشهر الجاري، بواسطة مركبة من نوع “هونداي”، لمنطقة الفوارة في جبع، وبشكل مفاجئ أمطر المستعربين الذين تخفوا بالزي المدني الفلسطيني مركبتهم بزخات كثيفة ومتلاحقة من الرصاص التي أصابتهم بشكل مباشر، وأدت لاستشهادهم على الفور.
وقال المواطن محمد ابراهيم الذي كان يمر بمركبته من المنطقة: “شاهدت مجموعة من المسلحين الملثمين، ولم أعرف أو أميز كونهم وحدات خاصة، وهم يطلقون النار على المركبة الهونداي دون توقف، ورغم توقفها وانحرافها على طرف الشارع استمروا باطلاق النار عليها”، مشيرًا إلى أنه لم يلاحظ أي إطلاق نار أو رد من داخل المركبة.
ويجمع الشهود على أن الوحدات الخاصة خططت مسبقاً لتصفية واعدام المقاومين الثلاثة كونهم من الناشطين والمقاومين الفاعلين في كتيبة جبع، فيما أكد متحدث باسم كتيبة جنين لـ “القدس” دوت كوم، إن كل المعطيات تؤكد أن هدف العملية اغتيال المقاومين، واعدامهم بدم بارد.
وكشفت المعطيات أن الوحدات الخاصة الاسرائيلية تسللت في ساعة مبكرة لبلدة جبع وانتشرت في عدة مواقع واحتلت منازل قيد البناء، وأحكمت الحصار على منطقة “الفوارة “، ووزعت فرق الموت والاغتيال تحت جنح الظلام دون أن يتمكن أحد من رصدها وملاحظتها.
وقال والد الشهيد نايف ملايشة، “استيقظنا على صوت اطلاق نار كثيف، شعرنا بقلق كون ابني مطارد، وكانت صدمتي الكبيرة عندما وصلنا نبأ اغتياله واعدامه مع اثنين من رفاقه، وعندما وصلنا لموقع العملية كانت آثار الجريمة مروعة، فقد كانت كمية الرصاص في أجسادهم كبيرة”.
بعدما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة جبع، حاصرت المنطقة لاسناد الوحدات الخاصة واخراجها بعدما ألقت جثامين الشهداء بعد تعريتهم على قارعة الطريق، مما أثار الغضب والسخط الكبير في صفوف المواطنين والمقاومة التي هاجمت قوات الاحتلال واشتكبت معها حتى انسحبت من المنطقة بشكل كامل.
وذكر الشهود أن قوات الاحتلال فجرت المركبة بعد أن اغتالت الشبان داخلها، وعثر على أرض مسرح الجريمة وفي محيط السيارة على كميات كبيرة جداً من رصاص الاحتلال، فيما يؤكد والد الشهيد ملايشة “أن عملية الاغتيال كانت من مسافة قريبة جداً”.
وخلال نقل الجثت لمستشفى جنين، انفجر الغضب في جبع من هول المناظر التي بدت على الشهداء وآثار الرصاص، وانهارت المواطنة أم محمد التي يقع منزلها بالقرب من موقع الجريمة وهي تصرخ وتبكي، وقالت: “خرجنا بعد سماع صوت الرصاص، لكنهم وجهوا الأسلحة نحونا ومنعونا من الاقتراب، وأطلقوا النار بشكل مستمر نحو المركبة ثم فجروها”.
Comments are closed.