في اليوم الخامس.. السودان: تحركات ديبلوماسية مكثفة..وأبو الغيط داعيا لوقف اطلاق نار عشية عيد الفطر: لا تجعلوه وقت حزن

مع تطور الاشتباكات في يومها الخامس، تسارعت الحركة السياسية للحد من مخاطرها، حيث أطلق الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط نداءً إنسانيا لوقف إطلاق النار في السودان خلال أيام عيد الفطر المبارك.

واعتبر أبو الغيط أنه من دواعي الحزن أن يحل عيدُ الفطر المبارك على أهلنا في السودان، وهم مروعون في بيوتهم، خائفون على حياتهم، وفيهم المريض والطفل والمُسن.. بينما يتواصل القتال في المدن والشوارع، ويتطاير الرصاصُ وتتساقط القذائف على نحوٍ يؤدي إلى سقوط الضحايا من المدنيين، أو إلى زيادة معاناة السكان لما يفوق الاحتمال.

وناشد كافة الأطراف فى السودان، في القوات المسلحة والدعم السريع، أن يُعلنوا وقفاً لإطلاق النار في أيام العيد وبما يسمح للسكان بالتقاط الأنفاس وبالتعامل مع الحالات الإنسانية الحرجة والعاجلة، مستحلفا إياهم “باسم العروبة والإسلام والإنسانية”.

ونقل أبو الغيط مناشدات عرب مقيمون فى السودان، بحسب بيان صادر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، يعانون أوضاعاً إنسانية ضاغطة وخطيرة، مذكرا بحرمة الشهر الفضيل، موضحا أن للصائم فرحتين، أحدهما يوم يفطر.

وأضاف “فلا تجعلوا العيد وقت حزن لأهل السودان بل لتكن أيام العيد هدنة يتوقف فيها إطلاق النار من الطرفين، على نحو شامل وكامل وبما يسمح للناس بالتزود بالطعام.. وللمرضى بالحصول على الدواء.”

وأضاف أن هذه الرسالة نداء إنساني خالص لا صلة لها بالموقف السياسي من الأزمة ولا بمسئولية أي طرف عن اندلاعها واستمرارها، داعيا أن تكون الأولوية الآن هي لأهل السودان، وللمدنيين من النساء والأطفال الذين يجدون أنفسهم في موقف لم يتسببوا فيه، وإنما يتحملون أوزاره.

واختتم “المروءة العربية تُحتم علينا مراعاة الضعفاء ممن لا يحملون السلاح.. وإن ديننا الحنيف يفرض علينا، حتى في زمن الحرب، مراعاة القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية.. ولدي أملٌ كبير أن يلقى هذا النداء آذانا صاغية من الطرفين بإذن الله”.

وقالت السفارة العمانية في الخرطوم إنها تتابع باهتمام خطة إجلاء رعاياها إلى السلطنة بالتنسيق مع السلطات السودانية، في ظل الاشتباكات الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ودعت السفارة، في بيان على تويتر، المواطنين العمانيين إلى تجنب السفر للسودان في ضوء الأوضاع الأمنية هناك.

كما أوصت السفارة المواطنين العمانيين في السودان بالبقاء في منازلهم في الوقت الحالي، مؤكدة على سلامة كافة رعاياها الموجودين بالبلاد.

قالت وزارة الخارجية المصرية، يوم الأربعاء، إن الوزير سامح شكري بحث في اتصال هاتفي مع نظيره التشادي محمد صالح النضيف الوضع في السودان، واتفقا على ضرورة العمل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار “على وجه السرعة”.

وذكرت الخارجية المصرية، في بيان، أن شكري شدد على أهمية تكامل جهود ومساعي الأطراف الدولية والإقليمية لاحتواء الأزمة في السودان.

وأشار وزير الخارجية المصري إلى ضرورة التعامل مع النزاع القائم في السودان باعتباره “شأناً داخلياً”، وامتناع أي طرف خارجي عن التدخل بشكل يعيق جهود الحل السلمي.

كان شكري قال لشبكة “CNN”، الثلاثاء، إن مصر ستفتح المزيد من أبواب الاتصال التي يمكن أن تؤدي إلى استئناف الحوار السلمي لتسوية الوضع بين الأطراف السودانية المتناحرة.

كما تلقى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالاً هاتفياً من نظيره البريطاني جميس كليفرلي، بحثا خلاله تطورات الأزمة في السودان.

وصرّح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد بأن الوزير البريطاني أعرب عن قلق بلاده البالغ من تطورات الأحداث في ظل ما تشير إليه المؤشرات كافة من تدهور كبير للأوضاع الأمنية، طالباً التعرف إلى تقييم شكري لمجريات الأزمة.

وأوضح المتحدث أن وزير الخارجية المصري استعرض محصلة الاتصالات والتقييم المصري للوضع الراهن في السودان بشكل مفصل، منوهاً بأهمية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أقرب وقت، كما شدد على ضرورة التحدث مع الطرفين المتنازعين للاستماع لصوت العقل وحقن دماء الشعب السوداني.

وأضاف السفير أحمد أبو زيد أن الوزير المصري أكد أيضاً ضرورة التعامل مع النزاع القائم باعتباره شأناً داخلياً، وامتناع أي طرف خارجي عن التدخل بشكل يؤجج الصراع، بالإضافة إلى أهمية تكامل جهود ومساعي الأطراف الدولية والإقليمية لاحتواء الأزمة.

وقالت متحدثة باسم الحكومة البريطانية، يوم الأربعاء، إن على القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وقف جميع العمليات القتالية فوراً والعودة إلى الحوار.

وأضافت روزي دياز، الناطقة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في حسابها على تويتر أن التصعيد العسكري في السودان “ليس هو الحل”.

وشددت دياز على أن من المهم جداً أن يلتزم الطرفان بالهدنة الإنسانية البالغة مدتها 24 ساعة “للسماح للمدنيين بالحصول على الرعاية الطبية والإمدادات الأساسية”.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن ألمانيا تدرس جميع الخيارات لحماية مواطنيها في السودان بعد اندلاع القتال هناك.

وقال المتحدث: “نتخذ كل الإجراءات اللازمة في هذا الوضع الشديد الصعوبة”، مضيفاً أن برلين فوجئت بكثافة القتال الذي اندلع بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يوم السبت.

وأدان بيان مشترك لسفارات أجنبية في السودان، بينها الأميركية والبريطانية والفرنسية، الأربعاء، استمرار العنف في البلاد، ودعا لإنهاء الأعمال العدائية فوراً ومن دون شروط.

وأضاف البيان، الذي نشرته السفارة الأميركية على تويتر، أن العمليات العسكرية تعرض الشعب السوداني والدبلوماسيين وعمال الإغاثة الإنسانية للخطر، داعياً القادة العسكريين السودانيين للدخول في حوار دون تأخير.

وقالت البعثات الدبلوماسية إلى السودان في البيان: “ندعو بشكل خاص طرفي الاشتباكات بأن يتسمكا بقوة بالتزاماتهما بموجب القانون الدولي لحماية المدنيين والدبلوماسيين والممثلين الإنسانيين”.

كما دعت السفارات القوى السودانية لتجنب المزيد من التصعيد ووقف إطلاق النار.

أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء الثلاثاء، استعداد بلاده لتوفير كل وسائل الدعم من أجل استقرار وسلام السودان.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها قناة “تي آر تي TRT” التركية مع الرئيس أردوغان مساء الثلاثاء.

وقال أردوغان: “إننا نتابع بقلق تطورات الأوضاع في السودان وتباحثت اليوم مع شقيقي رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، وسأجري مباحثات مع الجانبين في الخرطوم”.

وأضاف أن “تركيا مستعدة لتوفير كل وسائل الدعم من أجل استقرار وسلام السودان”.

كما حث الشعب السوداني على الاستمرار في بناء مستقبل البلاد معا من خلال تنحية الخلافات.

وزيرا خارجية الإمارات وبريطانيا يبحثان الأوضاع في السودان

أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية والتنمية البريطاني جيمس كليفرلي، على ضرورة تعزيز الاستجابة الإنسانية لتداعيات الأوضاع الجارية في السودان.

ودعا الشيخ عبد الله بن زايد، خلال الاتصال، إلى إيجاد تسوية سياسية وحل سلمي للأزمة السودانية، وتغليب المصلحة الوطنية العليا.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية “وام”، أكد الشيخ عبدالله على أن استقرار السودان وأمنه وسلامته تشكل ركيزة أساسية لأمن المنطقة.

وخلال الاتصال ناقش عبد الله بن زايد مع جيمس كليفرلي سبل وقف التصعيد العسكري، واتفقا على أهمية مضاعفة الجهود المبذولة من أجل تهدئة الأوضاع الجارية، والحفاظ على أمن واستقرار وسلامة السودان وشعبه.

وأكد الوزيران على أهمية ضمان حماية المدنيين ورعايا الدول الأخرى في السودان. 

Comments are closed.