أصدر البيت الأبيض خطةً جديدة لمكافحة معاداة السامية، ووصفها بأنها تُعيد التأكيد على “التزام الولايات المتحدة بحق دولة إسرائيل في الوجود”، وسط انتقادات واسعة من ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث أكدوا أن الخطة تتعلق بـ”قمع أي تضامن مع/ أو عملٍ من أجل التحرير الفلسطيني”.
إذ صدرت الخطة في يوم الخميس، 25 مايو/أيار، واحتوت على نهجٍ من 4 نقاط هي تحسين التعليم المرتبط بمعاداة السامية، وتعزيز أمن وسلامة المجتمعات اليهودية، وعكس مسار “تطبيع” الأفكار التمييزية المعادية للسامية، وبناء “تضامن بين المجتمعات” لمواجهة التعصب الأعمى، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني.
وقال بايدن: “شهدت السنوات العديدة الماضية منح الكراهية متنفساً أكبر من اللازم، مما أجّج الصعود السريع لمعاداة السامية. والأمر خاطئ ببساطة. إذ يفتقر للأخلاقية، وليس مقبولاً من الأساس. ويتعيّن علينا جميعاً إيقافه”.
يُذكر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد أفاد بأن اليهود الأمريكيين كانوا ضحايا 63% من جرائم الكراهية الدينية المبلغ عنها.
بينما صرّح إدوارد ميتشيل، النائب الوطني لمجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية، لموقع Middle East Eye البريطاني قائلاً: “نخطط لمواصلة التعاون مع أصدقائنا في المجتمع اليهودي من أجل التصدي للكراهية التي تهدد مجتمعنا، كما نتطلع إلى إصدار البيت الأبيض خططاً استراتيجية تستهدف مواجهة أشكال التعصب الأعمى الأخرى، ومنها الإسلاموفوبيا”.
وكان مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية واحداً من عدة منظمات أعلنت عن التزامها بالاستراتيجية، بحسب نشرة الحقائق الصادرة عن البيت الأبيض.
وأردف ميتشل أن مجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية “يقدّر” اللغة التي استخدمها البيت الأبيض في التقرير؛ لأنها أوضحت أن الاستراتيجيات الوطنية “لا يجب استخدامها، سواءً للتعدي على الضمانات الدستورية لحرية التعبير، أو للخلط بين التعصب الأعمى وبين النشاط الحقوقي -الذي يشمل المطالبة بالحرية وحقوق الإنسان للفلسطينيين”.
“لا يتعلق الأمر بمعاداة السامية”
وربما رحّب البعض بخطة البيت الأبيض، لكنها تعرّضت لانتقادات العديدين على الشبكات الاجتماعية، وخاصةً بسبب إشاراتها إلى دولة إسرائيل. حيث جادل الناس بأن مثل هذه التقارير تصدر على حساب الفلسطينيين.
إذ نص البيان الصادر عن البيت الأبيض على التالي: “علاوةً على ما سبق، تُعيد هذه الاستراتيجية التأكيد على التزام الولايات المتحدة الراسخ بحق دولة إسرائيل في الوجود، وشرعيتها، وأمنها -كما تُوضح أن اختصاص إسرائيل بالكراهية المعادية لليهود يُمثل معاداةً للسامية”.
التقرير أوضح: “عندما يتعرّض اليهود للاستهداف بسبب معتقداتهم أو هويتهم، وعندما يجري اختصاص إسرائيل بالكراهية المعادية لليهود؛ فهذا عداء للسامية. وهذا غير مقبول”.
وأفاد التقرير بأن الاستراتيجية تتعلق بالتركيز على مكافحة تهديدات ومظاهر معاداة السامية داخل الولايات المتحدة.
كما أردف التقرير: “ستستمر الحكومة الأمريكية، بقيادة وزارة الخارجية، في مكافحة معاداة السامية خارج البلاد وفي المحافل الدولية -بما في ذلك مكافحة جهود نزع الشرعية عن دولة إسرائيل”.
وجادل كثيرون على الشبكات الاجتماعية بأن التقرير لا يتعلق بمعاداة السامية، بل يتعلق بـ”قمع أي تضامن مع/ أو عملٍ من أجل التحرير الفلسطيني، أو ضد الفصل العنصري الإسرائيلي، لأن مهمة ‘الدفاع’ عن المشروع الإسرائيلي صارت أصعب. وسنشهد المزيد من القمع للفلسطينيين، وحلفائهم، والمساجد، والنشطاء قريباً”، بحسب ما كتبته سناء سعيد على تويتر.
بينما كتب شخص آخر تغريدةً تقول إن التقرير “يركز في أغلبه على إسرائيل ومن يتحدثون علانيةً عن كونها دولة فصل عنصري”.
وفي ردٍّ على التقرير، كتب شخص آخر: “هل تقصدون الأشخاص الذين يدعمون فلسطين ويعارضون بشكلٍ علنيّ جرائم الحرب والإبادة الجماعية على يد دولة الفصل العنصري الصهيونية؟ لا بأس، لا بأس”.
Comments are closed.