كتب: عماد محسن
1. ماذا لو أن فتحي رزق (30 عاماً)، وعبدالله أبو حمدان (24 عاماً)، ومحمد زيتون (32 عاماً) وُلدوا في السويد أو النرويج؟ أما كانوا سيعيشوا تسعة عقودٍ على الأقل دون أن يسمعوا صوت رصاصةٍ إلا في أفلام السينما؟ هل سعوا إلى الموت طواعية أو رغبة في فقدان الحياة؟ أليس السبب هو أنهم يرغبون في العيش داخل وطنهم دون أن تدنّسه أقدام المحتلين الغزاة؟
2. ألم يُقر القانون الدولي أن الشعوب المستعمرة أراضيها (يتوجب) عليها أن تقاوم؟ أم تعترف الأمم المتحدة وكل هيئاتها ومجالسها بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرض وطنه؟ أم تصدر قرارات عن مجلس الأمن الدولي تطالب الاحتلال بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية؟ فلماذا يخرج علينا من يقول أن قتال الفلسطيني من أجل حريته هو نوع من العنف والإرهاب؟
3. هل خرج هؤلاء الشبان الثلاثة ومعهم عشرات الجرحى إلى مدن الاحتلال في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 وواجهوا القتل هناك؟ أم أن جيش الاحتلال هو الذي جاء إلى منازلهم فجرًا في مخيم اللجوء بلاطة الذي سكنت فيه عائلاتهم بعد النكبة وقتلهم وهم يدافعون عن بقايا الخيمة وسقف القرميد؟
4. هل سينتظر الشعب الفلسطيني منكم عدلًا؟ أليس أول من أطلق نداء احتلال فلسطين كان فرنسيًا (نابليون)؟ وأول من استضاف مؤتمرًا الصهاينة كان سويسريًا (مؤتمر مدينة بال)؟ وأول من شرعن الغزو الصهيوني كان بريطانيًا (بلفور)؟ وأول من رسّخ تحالف الصهيونبة مع الاستعمار كان أميركيًا (مؤتمر بلتيمور)؟ ثم يخرج علينا من حينٍ لآخر من يطلب العدل من هؤلاء، أليس هذا عجيبًا؟
5. لن نعرف طريقنا إلى فلسطين إلا إذا تم تعديل البوصلة، فالأولى بالتوقير والاحترام هو شعبنا الفلسطيني، والأولى بالمناشدة هو الشباب الفلسطيني، والأهم هو أن نتوقف عن تشخيص الحالة تارةً وتقديم التحليلات تارةً أخرى، ونلتفت إلى قدرتنا على المواجهة، وتوظيف كل المقدرات في خدمة المشروع التحرري، وليضرب هذا العالم الظالم رأسه في الحائط، وعليه أن يعرف أن المليارات التي أنفقها من أجل نكون شعبًا مستكينًا قانعًا مطواعًا قد ذهبت هباءً، وأن كل رشاوى الدنيا لن تجعل شبابنا مستعدًا لبيع وطنه وقضيته، وإذا كانت مقاومتنا للاستعمار من وجهة نظرهم إرهابًا، فليسمعوها جيدًا، الإرهاب في القاموس الفلسطيني هو وجود صهيوني واحد على ترابنا الوطني، ولا يوجد تعريف آخر له في كل لهجات أهل فلسطين
Comments are closed.