كرمنا رأس الدولة الأردنية، الملك عبدالله الثاني بن الحسين، بدعوة عشاء كريمة، على شرف زفاف ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، مع قطاعات واسعة من الأردنيين، من الوزراء والنواب والأعيان والأحزاب والنقابات والبلديات ومؤسسات المجتمع المدني، وشخصيات ذات حضور من المدن والارياف والبادية والمخيمات، بحضور مميز فريد و تاريخي بالعدد والتمثيل، واداء عالي المستوى والهمة والاستنفار، من قبل التشريفات الملكية التي أشرفت ونظمت ونجحت بهذا الحشد الإحتفالي بمناسبة سيكون لها استحقاقات وتداعيات متوقعة، ولو بعد حين.
الاحتفال الرسمي كان منظماً، ولكن الذي زاد تفوقا هو مظاهر الاحتفالات الشعبية العفوية التي شملت قطاعات اردنية غير محدودة، من كافة المواقع والمحافظات، سجلت استفتاءا على النظام، وعلى الأسرة المالكة، وعلى الأمير ولي العهد، وانعكاس ذلك على مستقبله السياسي مع رأس الدولة الأردنية.
الأردنيون احتفلوا لسببين :
اولا ردوا التقدير والشكر لرأس الدولة على الأمن الذي حظوا به طوال السنوات الماضية، بعد انفجار الربيع العربي عام 2011، الذي تحول إلى خريف دموي مدمر اجتاح سوريا والعراق ومصر في سيناء، إضافة إلى معاناة ووجع الشعب الفلسطيني والإنفجار المتقطع المتواصل ضد الاحتلال وإرتقاء الضحايا، فيرى الأردنيون معاناة الأشقاء من حولنا، في ظل الاستقرار والأمن الذي يتمتعوا به، ونجاح الدولة الأردنية بمنع تسلل أي عمل إرهابي من خارج الحدود إلى الأردن، وقطع الطريق على خلايا كامنة داخلياً، وهذا وفر للأردنيين الأمن والطمأنينة والاستقرار، فكان ردهم بهذا الإنحياز والتقدير إلى رأس الدولة، وولي عهده.
ثانيا: احتفل الاردنيون بالأمير ولي العهد، مراهنين على مستقبلهم معه، وهم يلمسون بساطته ورقته وقربه منهم، من الناس، كما كان جده، حيث ورث عنه العفوية ورقي التعامل مع الآخر.
أبو الحسين خاطب ضيوفه بحفل العشاء الحاشد مساء الأربعاء 31 أيار، بكلمة عفوية مباشرة كان بها الأب الذي يحفل بإبنه وبكره، ويحفل بضيوفه برقي ورفعة مهذبة لا تخلو من المواصفات الملكية الممزوجة بالبساطة والتقاليد الأردنية العربية، ورغم مكانته كملك ورأس الدولة ولكن عيونه كادت تفيض دمعاً في محطات متتالية، وهو يشهد الخطوات التي تُوجت بعقد القران واستكمال الأمير “لنصف دينه” كما قال والده أبو الحسين، الملك ورأس الدولة الأردنية.
الأميرة رجوة ستواجه التحدي كي تكون حقاً أميرة أردنية، كما يليق بها زوجة لولي العهد، ستتحمل مسؤوليات متعددة، خدمة للأردنيين سواء عبر مؤسسة ولي العهد أو أي موقع آخر تشغله وتسعى إليه.
الأميرتان إيمان وسلمى تصرفتا مع عروس شقيقهما بمودة زائدة أذهلت المراقبين، بالمرافقة لها، وتسهيل مسيرها بثوب زفافها، في قصر رغدان، ويبدو أن ذلك كان متعمداً أو مقصوداً، وإلا لكان من الممكن توفير مرافقات للعروس، ولكن بقاء الأميرتين مع العروس والإصرار على مرافقتها، عكس رغبة العائلة المالكة لإظهار إنضمام أميرة جديدة لهما، سيكون لها شأن مع شقيقهما : ولي العهد.
حقاً كان فرحاً تاريخياً شهده الأردن، لأن شعبنا وأهلنا يستحقون ذلك.
Comments are closed.