رئيس “أمان” أثناء حرب 1973: إسرائيل لم تُفاجأ بالهجوم المصري

كرر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (“أمان) أثناء حرب تشرين أول/أكتوبر العام 1973، إيلي زاعيرا (95 عاما)، موقفه من أشرف مروان، الذي أبلغ رئيس الموساد حينها، تسفي زامير، بأن مصر تعتزم شن حرب ضد إسرائيل، أن مروان كان جاسوسا مزدوجا.

واتهم زاعيرا، في مقابلة أجرتها معه صحيفة “يديعوت أحرونوت” ونشرت مقاطع منها يوم، الخميس، وستنشرها كاملة غدا، المستوى السياسي الإسرائيلي بالمسؤولية عن الإخفاق في هذه الحرب وعدم الاستعداد لها من خلال استدعاء قوات الاحتياط، علما أن “لجنة أغرانات” التي حققت في ظروف الإخفاق لم توجه أي اتهام للمستوى السياسي وإنما حمّلت زاعيرا مسؤولية مركزية عن الإخفاق.

وبحسب الصحيفة، فإن زاعيرا كشف خلال المقابلة “محاولات لشراء صمته”، لكنه لم تذكر تفاصيل ذلك اليوم.

 

وقال زاعيرا إنه “أريد العودة إلى المبادئ. فعندما يكون هناك تهديد داهم على دولة إسرائيل، يستدعون (الاحتياط) فورا. هذه بديهية”. وتعتبر حرب 1973 أكبر إخفاق للاستخبارات الإسرائيلية.

وأضاف زاعيرا أن “وحدة في أمان، التي تسمى اليوم الوحدة 8200 (وحدة التنصت الإلكتروني)، اكتشفت خلال الليل، في سياق التنصت على المستشارين الروس (في مصر)، أنه توجد جلبة كبيرة. واعتقدت أن هذه المعلومة هي إنذار بالحرب. ولذلك هاتفت رئيس الموساد على الفور”.

يشار إلى أن خلافا مستمرا وتبادل اتهامات بشأن الإخفاق بين زاعيرا ورئيس الموساد زامير منذ تلك الحرب.

وفي أعقاب المعلومة حول المستشارين الروس، عقد وزير الأمن حينها، موشيه ديّان، بعد ساعات معدودة مداولات لتقييم الوضع. وكان زاعيرا على علم بسفر زامير إلى لندن من أجل اللقاء مع مروان، الذي أبلغ زامير بالموعد الدقيق لسن الحرب بموجب الخطة المصرية، وذلك عشية اليوم الذي بدأ فيه الهجوم المصري.

إلا أن زاعيرا اعتبر في المقابلة أن “هذا أقل أهمية بالنسبة لي، لأنه في تلك المداولات (التي عقدها ديان)، قبل الحرب بـ30 ساعة تقريبا، قلت لموشيه ديان إن ’الروس في جلبة، يجري إخلاء عائلات المستشارين’. وهذه الخطوة رقم واحد”.

وتابع أن “موشيه ديان، وبحق، يفسر هذا كإنذار للحرب. وهذه الخطوة رقم اثنان. وماذا لم يفعل؟ الخطوة رقم ثلاث، المستوجبة، وهي استدعاء الاحتياط”.

وأضاف زاعير أنه “كنا حينها قرابة 30 ساعة قبل الحرب. ولو كانوا قد استدعوا (الاحتياط) بموجب العقيدة الأمنية، لبدأ الاستدعاء في مدى يزيد عن 24 ساعة (قبل الحرب). وما حدث هو أنهم بدأوا الاستدعاء قبل ست ساعات من الحرب. وكان بإمكانهم البدء قبل 30 ساعة، وبدأوا قبل ست ساعات، ومن هنا تم بناء القصة وكأننا فوجئنا”.

Comments are closed.