كتب حسن عصفور/ فجر يوم 18 2022، أطلقت مجموعة غزية صاروخا تجاه عسقلان، بعدما شهدت مدينة جنين شمال الضفة عملية اعدام 3 شباب فلسطينيين برصاص جيش “الدولة الفاشية”، عملية اعدام أثارت اشكال غضب متعددة، منها رد فعل إنساني من قطاع غزة، وكما يقال “فشة خلق” فطرية.
وسريعا قامت دولة الاحتلال برد عاصف فقصفت بعضا من مراكز ومواقع أمنية قرب “السياج الفاصل”، كما كان يحدث في مرات سابقة، مع تفاصيل جديدة تستحق الانتباه والاهتمام والتفكير، التي يبدو أنها كانت تندثر تحت ضجيج القصف، لولا صدف التصوير وبعدها حركة الاستعراض التي تمت بعد انتهاء الرد الاحتلالي.
وللذاكرة الوطنية قبل السياسية، يمكن تسجيل بعض ملاحظات لا يجب أن تمر مرورا عابرا:
أولا: سرعة قيام حماس بإعلام الطرف الإسرائيلي عن جهة قصف “صاروخ عسقلان”، بأنهم من الجهاد، كي لا تنزلق الى تصعيد أكبر، وهو ما أعلنته الدوائر الأمنية والإعلامية في الكيان…ما يشير الى وجود “خط ساخن” غير معلن.
ثانيا: لم تطلق قوات حماس وتحالفها رصاصة واحدة ردا على عمليات القصف التي استمرت ساعات، ما يشير أن حماس حركة وحكومة لن تكسر معادلة “حرب مايو”، التي قدمت لها المال مقابل الهدوء وحراسة السياج.
ثالثا: كشفت عملية القصف أن ما يسمى “الغرفة المشتركة”، تخضع كليا الى قرار حركة حماس، ولا يستطيع أي من مكوناتها كسره والا سيدفع الثمن، أو أن يتم التبليغ عنه ضمن دائرة “الخط الساخن” مع مقر وزارة جيش الاحتلال في تل أبيب “كرياه”.
رابعا: كشفت عملية القصف “مظهرا” ربما ما كان تحت البصر السياسي، بعدما قصف طائرات الاحتلال، ما قالت إنه “مرصد” لقوات حماس أظهر وجود راية لونها ابيض ترمز لجناحها المسلح المعروف باسم القسام، وأخرى رايتها المعروفة، المشتقة من راية التنظيم الأم جماعة حسن البنا الإخوانية، التي تأسست 1928.
خامسا: كان يمكن للصورة أن تمر مرورا عابرا، لولا أن حماس سارعت بكشف “انجاز” إعادة بناء مرصدها الذي طار بقذيفة، وكأنه عمل خارق، وأعادت رفع راية جناحها المسلح ورايتها الإخوانية الخضراء…وهنا وجب فتح قوس كبير، بأن ما يرفع من رايات على الحدود أو السياج الفاصل كما بين قطاع غزة والكيان، علم البلد – الدولة – الوطن، ومعه علم القوات المسلحة – الجيش الوطني.
سادسا: رفع حماس رايتها على مقار لها قرب السياج الفاصل مع دولة الكيان، اعلان صريح جدا بأنها تقيم “دويلة” استبدلت رايتها المشتقة من راية جماعة البنا بعلم فلسطين وراية الوطن…تأكيد سياسي صريح ليس بالبعد الانفصالي فحسب، بل بترسيخ النتوء الكياني ضمن مخطط “التشارك” مع مشروع ترامب المستند الى خطة شارون منذ عام 1995.
سابعا: وبدلا من تصعيد حرب حماس الإعلامية ضد الكيان العدو بعد القصف، فتحت نيرانها ضد حركة فتح، وصلت منصاتها الإعلامية ليس نكران دور الحركة في انطلاقة الثورة المعاصرة وتأسيس الكيان الأول، الذي تتمسك حماس بجزء منه مقبل هدايا خاصة، بل شتم كل شهداء الحركة وبالطب روزها ومعهم الخالد ياسر عرفات، كسابقة لم تحدث حتى من عملاء وخونه… واتسعت حربها الفتنوية عبر منصاتها خارج فلسطين ضد الداخل الوطني وليس ضد العدو الفاشي.
ثامنا: يعيد سلوك حماس ما بعد “صاروخ عسقلان”، وقبله ما بعد “غزوة الأقصى” و”مسيرة الأعلام” للداعشية اليهودية في القدس والأقصى، هل حقا القوة العسكرية التي استخدمت خلال الفترة السابقة وتحديدا في “حرب مايو” خدمت الحركة الشعبية – الجماهيرية في الضفة والقدس، أم أنها لعبت دورا هاما في حصارها واجهاضها…وهنا لا بد من وقفة تفكير خارج “صندوق العاطفة”، حول هذه المسألة دورا وأثرا.
“صاروخ عسقلان” ومرصد السياج فرض ضرورة التفكير فيما تذهب اليه حركة حماس في مشروعها الخاص بـ “دويلة” تحت الرعاية الخاصة…وأثره الاستراتيجي على مشروع اعلان دولة فلسطين تحت الاحتلال، بعيدا عن “اللعثمة السياسية”…إن لا زالت فلسطين الدولة هدفا وطنيا لتلك المسميات الفصائلية.
ملاحظة: سفير دولة “رأس الحية” الأمريكاني في تل أبيب، بيقلك ملتزمين بفتح قنصلية في القدس الشرقية..ننسى قصة ترامب والاعتراف والسفارة..طيب شو مانعك تفتحتها غير حكومة الثلاثي ونصف..اذا مش قادر تفتح قنصلية بدك تفرض حل..نيلة تنيل اللي مصدقك!
تنويه خاص: “الغزازوة” عملوا حفلة مسخرة، بعد حفلة جماعة “حكم المرشد” في غزة بسرعة بناء مرصدهم… “وشو عن خراب غير مرصدكم”…وهيك أكدتم مقولتكم بعد “غزوة القرية البدوية” في “أهل فلسطين” وفي “أهل حماس” خطان مش ملتقيان!
Comments are closed.