أعلنت وزارة الصحة الليبية، السبت، أنّ المعارك التي اندلعت ليل الجمعة/ السبت في طرابلس أدت إلى مقتل 12 شخصاً على الأقل وإصابة 87 آخرين.
وتأثرت 6 مستشفيات في طرابلس جراء هذه المعارك التي تثير مخاوف من اندلاع حرب جديدة في ليبيا، التي تعيش بالفعل حالة من الفوضى في ظل وجود حكومتين متنافستين.
وكانت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة اندلعت في عدد من أحياء طرابلس، مساء الجمعة، ولم تتوقف حتى الآن بين مجموعتين مسلحتين في شارع الزاوية ومنطقة باب بن غشير وشارع الجمهورية.
ونشرت صفحة اللواء 777 قتال مقطع فيديو يظهر فيه آمر اللواء 777، هيثم التاجوري، متوعدا من يهاجم مقراته بجاهزيته للتصدي لهم.
وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ في ليبيا حالة النفير القصوى بكل مكاتبه في العاصمة طرابلس وضواحيها، محذرا المواطنين من الخروج ومحملا أطراف الاشتباكات مسؤولية سلامة المدنيين.
وطالب المجلس البلدي- طرابلس، في بيان له السبت، المجتمع الدولي بحماية المدنيين في ليبيا، داعيا سكان طرابلس إلى الوقوف يدا واحدة ضد التعديات التي أصبحت تعرض حياتهم للخطر.
وقال المجلس البلدي إنه وسكان طرابلس المركز يحملون البرلمان والمجلس الأعلى للدولة والمجلس الرئاسي والحكومتين المسؤولية عن تردي الأوضاع في العاصمة.
واعتبر البيان أن الأوضاع في العاصمة الآن نتيجة سوء إدارة الدولة من الجهات التشريعية والتنفيذية ورغبتها في الاستمرار في الحكم وتأجيل الانتخابات إلى ما لا نهاية.
وتعليقا على هذه الأحداث قالت حكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إن الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس جاءت بعد مفاوضات لتجنيب العاصمة الدماء، بمبادرة ذاتية تلزم جميع الأطراف الذهاب للانتخابات في نهاية العام كحل للأزمة السياسية.
وتابعت الحكومة، في بيان لها، أن الطرف الممثل لفتحي باشاغا قد تهرّب في آخر لحظة، بعد أن كانت هناك مؤشرات إيجابية نحو الحل السلمي بدلًا من العنف والفوضى.
وأضاف البيان أن هذا التفاوض الذي أبدت فيه الحكومة مرونة عالية مدت أيديها فيه للسلم، كان بمشاركة أطراف عسكرية وسياسية ممثلة للطرف الآخر الذي أبدت بعض العناصر استجابة وطنية للسلام.
وأردفت حكومة الوحدة الوطنية أنه كان من المفترض أن يعقد جلسته الثالثة يوم الجمعة في مدينة مصراتة لمناقشة تفاصيل الاتفاق، إلا أنها قد أُلغيت وبشكل مفاجئ في آخر لحظة، بالتزامن مع التصعيدات العسكرية التي شهدتها طرابلس ومحيطها مدينة العدوان والخيانة.
وقالت الحكومة إن هذا المشهد يعيد للأذهان الحروب السابقة وما خلّفته من مآسٍ موضحة أن هذه الاشتباكات قد نجمت عن قيام مجموعة عسكرية بالرماية العشوائية على رتل مارّ بمنطقة شارع الزاوية، في الوقت الذي تتحشد فيه مجموعات مسلحة في بوابة الـ27 غرب طرابلس وبوابة الجبس جنوب طرابلس، تنفيذًا لمًا أعلنه فتحي باشاغا من تهديدات باستخدام القوة للعدوان على المدينة.
وكشفت الحكومة عن ورود معلومات أخرى عن تحشيدات عسكرية ستعبر من الطريق الساحلي إلى شرق طرابلس لزعزعة الأمن والاستقرار في المدينة، في محاولة بائسة لتوسيع دائرة العدوان على المدينة.
في السياق، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن قلقها إزاء الاشتباكات المسلحة، والقصف العشوائي في الأحياء السكنية، وإلحاق أضرار بالمرافق المدنية بما في ذلك المستشفيات بالعاصمة طرابلس.
ودعت البعثة الأممية إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، و”تذكر جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والمنشآت المدنية”.
وأضافت البعثة الأممية: “من الضروري امتناع كافة الأطراف عن استخدام أي شكل من أشكال خطاب الكراهية والتحريض على العنف”.
وأشارت قناة “ليبيا بانوراما” إلى إطلاق رصاص متقطع في مناطق متفرقة، لافتة إلى أن العائلات تطلق نداء استغاثة لإخراجهم من منطقة باب بن غشير وشارع الزاوية في طرابلس.
وأكد الناطق باسم مركز طب الطوارئ والدعم الليبي مالك مرسيط مقتل الممثل الكوميدي مصطفى بركة جراء الاشتباكات ونقل جثمانه إلى مستشفى طرابلس الجامعي.
ونقلت قناة “ليبيا الأحرار” عن مرسيط قوله إن فريق الإخلاء التابع لمركز طب الطوارئ والدعم يستعد لتوفير ممرات آمنة للعائلات العالقة في باب بن غشير.
Comments are closed.