دخلت حركتا فتح وحماس في تراشق إعلامي كبير، على خلفية تصريحات، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية خلال زيارته الحالية للجزائر.
ووجّه هنية انتقادات حادة للسلطة الفلسطينية، قائلا إن المقاومة في الضفة الغربية تتعرض لملاحقة من الاحتلال والسلطة.
وعلى خلفية ذلك، وصفت حركة فتح في بيان، إسماعيل هنية بأنه “قائد الانقلاب الدموي”، وقالت إنه يقيم في “الفنادق الفارهة” رغم معاناة سكان غزة.
ودانت فتح تصريحات هنية، التي اشتملت على “اتهامات” للسلطة الوطنية الفلسطينية بأنها “تحارب المقاومة”، واعتبرتها تصريحات “كاذبة ومضللة ومُسيئة” للشعب الفلسطيني وتضحياته ونضاله.
وقالت: “أين هي مقاومة حماس المزعومة التي ارتضت بالتفاهمات مع الاحتلال، وتساوقت مع الوسطاء، وصمتت أمام جرائم الاحتلال المتواصلة”.
وأضافت: “يطلّ علينا قائدُ الانقلاب الدموي المسلح في قطاع غزة (تقصد هنية)، وأحد المسؤولين عما آلت إليه أوضاع شعبنا في القطاع من دمار وخراب، تاجر الدين والمقاومة من إقامته في الفنادق للمزايدة على شعب صامد على أرضه يقّدم أبناءه شهداء قربانا لفلسطين وحريّتها واستقلالها”.
ورأت أن ما وصفتها حركة فتح بـ”المزايدة على تضحيات الشهداء والمقاومين على الأرض في الضفة الغربية، تنم عن حالة العجز التي تقيّد حماس، وتجعلها رهنا لمن يدفع أكثر، موردةً أن المقاومة في الضفة، والتي ينعزل عنها أصحاب البنادق المأجورة، والذين وجهوا سهامهم نحو المقاومين الفعليين منذ تأسيسهم ضمن ارتباطاتهم الإقليمية ذات الأيديولوجيا اللاوطنية، والتي ترى في فلسطين جغرافيا لتنفيذ أجندة لا تمت بصلة للمشروع الوطني الفلسطيني”.
واتهمت فتح، هنية وقادة حماس بـ”الفرار” من قطاع غزة، “بعدما تسببوا بكل هذه المعاناة لأهله تاركين وراءهم شعبا مقهورا مضطهدا محكوما بالقمع والحديد والنار، يئن تحت وطأة ظروف اقتصاديّة ومعيشية مَهولة”.
وقالت “إن صدى العمليات والأعمال المقاومة في الضفة الغربية لا يحتاج إلى دليل أو برهان، وهو طريق أصدق من الخطب الرنانة والشعارات الزائفة”، وأضافت: “إن الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك، والعدوان الصهيوني المستمر، يقابَل من حماس بالتهديد الأجوف والوعيد حتى حصولها على حقائب المال”.
وأشارت إلى أن تصريحات هنية “لن تحقق مرادها في زعزعة الوحدة الوطنية بين جماهير شعبنا، ووحدة الدم التي تتجسّد على الأرض”، وقالت إن الشعب الفلسطيني “سيواصل نضاله الوطني المشروع حتى إقامة دولته المستقلّة ذات السيادة وعاصمتها القدس”، داعية حماس وقياداتها إلى “الكف عن هذه الأراجيف المجترة التي لم تعد تنطلي على أي طفل فلسطيني صامد على أرض وطنه”.
وكان هنية قال في كلمة له خلال مؤتمر “آفاق جديدة جزائر منشودة”، الذي انعقد الخميس في الجزائر، إن “المناطق الفلسطينية تشهد تصاعدا للمقاومة المسلحة واستئنافا للدورة الجهادية الجديدة على أرض فلسطين وخاصة في الضفة”.
وأضاف“إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول بالتعاون والتنسيق مع السلطة الفلسطينية القضاء على المقاومة في الضفة الغربية المحتلة”.
وأشار إلى أن المقاومة في الضفة تعد “هدفا استراتيجيا”، قائلا: “ستبقى مستمرة في جميع مناطق الوطن حتى زوال المحتل”.
وأعلن هنية أن مهندسي الجناح العسكري لحماس، كتائب القسام، تمكنوا من صناعة صواريخ تصل إلى “عمق الكيان” رغم الحصار والعدوان “لأن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة”.
Comments are closed.