كتب: أكرم عطا الله
التساؤلات في عين الحلوة أكبر من الإجابات، كل شيء معلق كما الحالة اللبنانية، لكنها هناك تضفي نكهتها الفلسطينية الحادة ليس فقط في سرعة الغضب بل بالنوايا غير المعلنة في صراعات باتت تخفي غير ما تعلن، ولأن الحالة في لبنان شديدة التعقيد تبدأ في عين الحلوة وتنتهي في واشنطن وما بينهما من عواصم اعتادت على مد أصابعها هناك.
تعهد موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس خطيا للرئيس بري بتسليم قتلة قائد الأمن في حركة فتح اللواء أبو أشرف العرموشي، ما علاقة حماس بالأمر لتتعهد بذلك ؟
سبقها بعض التغريدات للرجل تثير أيضاً ما يكفي من التساؤلات والتي لا تبدي ارتياحاً لانتصار حركة فتح على المتشددين الذين يسيطرون على ثلاثة أحياء في المخيم.
ما علاقة ما يحدث بما قاله الصحافي اللبناني فادي بودية المقرب من حزب الله على قناة المنار، عن وثيقة سيكشفها الأسبوع القادم بأن ما يحدث في عين الحلوة يرتبط بصراع فلسطيني فلسطيني بالسيطرة على المخيم بقرار إقليمي لصالح أطراف فلسطينية ترتبط بها ؟ لننتظر الوثيقة.
ما علاقة ما يحدث بقائد الجيش جوزيف عون الذي ستنتهي خدمته العسكرية بعد شهر ونصف الشهر وهو مرشح قوي للرئاسة وترغب الولايات المتحدة بأن يكون الرئيس القادم للبنان ؟
هذا التوجه تقوم بدعمه وتأهيله دولة خليجية ترتبط ببعض الجماعات الإسلامية فلسطينية وغير فلسطينية ولأن رؤساء لبنان في العقدين الأخيرين من قادة الجيش تم استدعاؤهم على ظهر أحداث أمنية، فهل كانت تلك الأحداث مطلوبة تمهيداً لقائد الجيش ؟
جاء الجنرال إميل لحود بعد معركة الضنية وجاء الجنرال ميشيل سليمان بعد معارك نهر البارد وأحداث السابع من أيار وجاء الجنرال ميشيل عون بعد التهديد الأمني لداعش والنصرة ومعارك عرسال، فهل ستحمل أحداث عين الحلوة الجنرال عون الثاني ؟
المجموعات المتطرفة والتي تسيطر على حي حطين والرأس الأحمر وكذلك حي التعمير والطوارئ، الذين يتكتلون تحت اسم «الشباب المسلم» هم بقايا جند الشام وبقايا فتح الإسلام التي هربت من نهر البارد وبقايا أحمد الأسير وعبد الله عزام وبقايا الضنية وبقايا معارك طرابلس ومنهم فلسطينيون وسوريون وعراقيون ولبنانيون.
هؤلاء يفترض أنهم مطلوبون للدولة اللبنانية ولديهم ثأر مع سورية وثأر مع حزب الله، أين حزب الله مما يحدث ؟ ولماذا لم يتدخل لصالح حركة فتح التي تنوب عن كل هؤلاء في إنهاء الظاهرة التي ذهب ليقاتلها في سورية ؟
ذات مرة تفاخر المغني اللبناني فضل شاكر بأنه قتل جنديين لبنانيين ….هذا نموذج.
إذا كان الجيش اللبناني يحاصر المخيم ويتحكم بكل ما يدخل ويخرج كيف يصل السلاح لهؤلاء المتطرفين ؟
يبدو أن لديهم خطوط إمداد تكفي لمعارك تستمر بلا توقف أو خوف من نقصه فسلوكهم وعنادهم يشي بذلك، من المسؤول عن هذه الخطوط ؟
ألا تعرف ذلك استخبارات الجيش اللبناني ؟ ألا يعرف حزب الله والدولة اللبنانية ؟ ألا تعرف حركة فتح التي تدرك تماماً أن المعركة ذات بعد إقليمي تحمل في أهدافها تجريدها من تمثيل المخيمات ؟
ألا تعرف سورية ومخابراتها المتواجدة في المخيم ؟ ومن خلال نفوذها في لبنان وصداقتها مع القوى اللبنانية ذات النفوذ، لماذا لم تتدخل لصالح حركة فتح ؟.
كيف أصبح مخيم عين الحلوة ملجأً للإرهابيين والقتلة ؟ وكيف قبلت الدولة اللبنانية، ولماذا سكتت حركة فتح منذ البداية وهي المسؤولة عن أمن المخيمات ولديها من القوة ما كان يكفي لوأد بذورها منذ البداية بالتعاون مع الدولة قبل أن تكبر، كيف وصل الأمر لهذه اللحظة وهل هناك حواضن فلسطينية أو إقليمية تقف خلف هؤلاء ؟
تجددت الاشتباكات بداية هذا العام عندما قتل المتطرف خالد علاء أحد أفراد الأمن الوطني بالمخيم، ورغم تسليم القاتل للقضاء قام أخو القتيل بالانتقام ثم بعدها قامت تلك القوى بقتل قائد الأمن بمنطقة صيدا أبو أشرف العرموشي ومساعديه وهنا استعر المخيم بعد مطالبة حركة فتح بتسليم القتلة.
رفضت تلك المجموعات تسليمهم وهو المطلب الذي لم تتنازل عنه حركة فتح حيث شكلت عملية القتل ضربة كبيرة لها ولسيطرتها على المخيم، ولكن الحل العسكري كان يعيد للذاكرة تدمير نهر البارد ورحلة التشرد الجديدة والتي بدأت تطل عندما نصبت وكالة الغوث الخيام في الملعب البلدي ونزوح أكثر من نصف سكان المخيم إلى صيدا.
لعل الاتفاق الأخير الذي تم تحت رعاية رئيس البرلمان اللبناني يكون مختلفاً عن سابقاته ويتم تسليم القتلة للقضاء … هذا ما تعهدت به حركة حماس …! ولكن الظاهرة هناك ينبغي حلها بعد أن تمكنت مصر من القضاء عليها في سيناء وتمكنت سورية من هزيمتها، ومن العيب أن تجد لها مكاناً بين الفلسطينيين وخاصة أن تلك المجموعات الإرهابية لا علاقة لها بالصراع الفلسطيني على الإطلاق ولم تسجل في تاريخها أي شيء مخالف لإسرائيل…!
Comments are closed.