منصور عباس رئيس قائمة الشق الجنوبي من الحركة الإسلامية يرسل رسالة لليمين ويتجاهل كليا القضية الفلسطينية

لم يأت رئيس القائمة الموحدة، منصور عبّاس، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء يوم، الخميس، بأي جديد، وبدا خطابه ضبابيا وأقرب إلى كلمة في منتدى حواري بين الأديان أكثر من كونه خطابا سياسيا.

ولم يتطرق عبّاس إلى القضايا السياسية الحارقة، وتجنب استعراض القضايا التي كان قد ركّز عليها خلال حملته الانتخابية تبريرا لتقاربه من اليمين الإسرائيلي، مثل خطة شاملة لمحاربة الجريمة في المجتمع العربي وقانون كامينيتس، وتوسيع صلاحيات السلطات المحلية، وإصدار تصاريح بناء في البلدات العربية، والاعتراف بالقرى مسلوبة الاعتراف في النقب.

ولم يأت رئيس قائمة الشق الجنوبي من الحركة الإسلامية، على ذكر القضايا الوطنية، بما في ذلك قانون القومية، ولم يتطرق كذلك إلى القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي ولم يذكر كلمة فلسطين أو القدس وسط تهليل من أعضاء حزب الليكود.

وامتنع عبّاس عن الكشف عن هوية عضو الكنيست الذي يعتزم نواب الموحدة توصية الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بتكليفه في مهمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وسط تقارير وردت في وسائل الإعلام الإسرائيلية تؤكد أن الموحدة تعتزم تسمية رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.

وأسهب عبّاس في الحديث عن الجانب الديني والاجتماعي والحياتي اليومي ولم يصدر عنه أي تصريح سياسي باستثناء “الدعوة لتغيير الواقع ووقف التمييز”، معتبرا أن “الواقع الذي نعيشه لا يميز، والبنى التحتية لا تميز، ما إذا كان الذي يستخدمها أو يسير عليها عربي أو يهودي”.

ولم يفسح عبّاس المجال لطرح أسئلة الصحافيين عليه.

وقال عباس في مستهل كلمته باللغة العبرية:”انا منصور عباس، عربي فخور، مواطن دولة اسرائيل الذي يرأس الحركة السياسية الاكبر في المجتمع العربي، انا ادافع بشجاعة عالية عن السلام والامن المتبادل، أمد يدي باسمي وباسم الجمهور العربي الذي اختارناـ لخلق فرصة من الحياة المشتركة في الارض المقدسة والمباركة لابناء الديانات الثلاثة والشعبين”. 

وتابع عباس :”مواطنو اسرائيل، انا اقف امامكم باجواء عيد الفصح المسيحي اليهودي والمسيحي وعشيه رمضان، واحمل صلاة الامل والسعي بدون تناول الى حياة مشتركة على اساس احترام متبادل ومساواة حقيقية” وشدد :”الامر المشترك بيننا أكبر من الذي يفرقنا”. 

وادان عباس في كلمته العنف وقال :”كرئيس القائمة الموحدة التي نفشت على رايتها كل انسان اينما كان وتقدس الحياة وتكره العنف ضد كل شخص بسبب انتمائه السياسي او القومي او الديني، انا اقف هنا واريد ان اقول انه حان الوقت للاستماع كل للاخر. 

واضاف عباس :”دولة اسرائيل تغير وجهتها وترفض فتح اعينها، غير ملتزمين بالموافقة على كل شئ- لكن يجب ان نعطي لاولادنا الفرصة للتعرف على بعضنا البعض”.واضاف :” انا لم اشطب اي احد. توجهي هو ما هو نعم، واقل ما هو لا، جئت لامثل بأمانة جمهورا كاملة يبلغ 20% من الجمهور في الدولة”. 

هذا وقال نائب وزير الصحة الإسرائيلي، عضو الكنيست يوآف كيش (الليكود): “بغض النظر عن السياسة والانتخابات وتشكيل الحكومة، كنت سعيدًا لسماع خطاب منصور عباس. لقد قلت مرارًا في الكنيست إن القائمة المشتركة لا تمثل مواطني إسرائيل العرب الذين يريدون العيش بسلام في دولة إسرائيل. اليوم رأينا أن هذا الصوت له تمثيل في الكنيست”.

وفي هذا السياق، قال الزعيم الروحي للحريديين الأشكناز، الحاخام كانييفسكي، إنه للحفاظ على اليهودية “من الأفضل الذهاب (إلى حكومة) مع ممثلين من الجمهور العربي بدلاً من ممثلين عن اليسار”.

وأضاف في معرض الحديث عن إمكانية تشكيل حكومة يمينية – حريدية تستند على دعم الموحدة، “إنهم (العرب) يهتمون أيضًا بطبيعة البلد ولا يريدون الترويج لبوتقة انصهار تجعل من الجميع علمانيين. كما أنهم أقرب إلينا كثيرًا عندما يتعلق الأمر بالتجنيد والقيم العائلية”.

يأتي ذلك فيما تشير التقارير إلى أن الأحزاب الحريدية، “شاس” و”يهدوت هتوراه” تضغط على الصهيونية الدينية والفاشية، في محاولة لإقناعهم بالموافقة على تشكيل حكومة تستند على دعم الموحدة، لتشكيل حكومة برئاسة نتنياهو؛ وذلك انسجاما مع المصلحة الحريدية بعدم الذهاب إلى انتخابات خامسة وتشكيل حكومة تستأنف ضخ الميزانيات للحريديين.

هذا وقال نائب وزير الصحة الإسرائيلي، عضو الكنيست يوآف كيش (الليكود): “بغض النظر عن السياسة والانتخابات وتشكيل الحكومة، كنت سعيدًا لسماع خطاب منصور عباس. لقد قلت مرارًا في الكنيست إن القائمة المشتركة لا تمثل مواطني إسرائيل العرب الذين يريدون العيش بسلام في دولة إسرائيل. اليوم رأينا أن هذا الصوت له تمثيل في الكنيست”.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.