معاريف – بقلم: ران أدليست “من الصعب التقليل من أهمية الحجم، والعمق، والعرض والارتفاع في غباء إدارة المعركة حيال إيران في السنوات الأخيرة. دعونا من الغباء، فقد فشلت دولة إسرائيل في كل الأهداف التي وضعتها لنفسها: تعاظم عدد الصواريخ ودقتها، بالتوازي مع رواسب الثأر والنوايا لاستخدامها. المشروع النووي تطور، والسيطرة في الدول المرعية تعززت، والكابينت الإسرائيلي بحث “سياسة” إدارة النزاع باهتمام شديد في بداية الأسبوع.
إن المسألة المصيرية التي وقف أمامها الكابينت كانت: من سيكون عضواً في الكابينت عندما تتقرر الحرب يوآف غالنت أم ميري ريغف؟ وقضى مندلبليت بأنه يمكن عقد الكابينت فقط “لغرض استعراض الوضع وتقديم المعلومات للوزراء، وبغياب وزير عدل لا يمكن للكابينت أن يؤدي دوره ككابينت، إلا إذا تعلق الأمر بموضوع عاجل وحيوي وشريطة أن يكون عدد الوزراء بين الكتل متساوية. لا حاجة للتعمق. غباء. إذن كان هناك “تقديم معلومات” و”استعراض أوضاع”، بلغت وسائل الإعلام عن معظمها. وريغف أو غالنت، من يعد ولمن يهم، باستثنائهما الاثنين.
استمرت الجلسة، كما بُلغ، نحو ساعتين ونصف، وتقرر بحث إضافي، كوخافي وكوهن سيأتيان بمزيد من التقديرات الاستخبارية المحدثة والطلبات لإقرار عمليات أخرى. وكل هذا البحث جرى دون أن يعرف المشاركون ما الذي تريده دولة إسرائيل، بمعنى ما الذي يريده الكابينت، بمعنى ما الذي يفعلونه هناك؟ لا يمكن أن تغطي التقارير الرسمية على خلافات الجيش الإسرائيلي مع وزير الدفاع ورئيس الوزراء ورئيس الموساد. وهنا لحظة وضوح: لرئيس الأركان ووزير الدفاع مشكلة عقلية للانسحاب من المسار العملياتي الذي يتحركان فيه سنوات عديدة، وواضح أن هذا لن يحصل في بيان رسمي. ودون التقليل من قيمة تقويمات الوضع للجيش الإسرائيلي وشعبة الاستخبارات، فإن الطرف الأمريكي أيضاً يساهم بدوره لتهدئة الكابينت. لا أعرف ما الذي قاله وزير الدفاع الأمريكي لغانتس في زيارته الأخيرة، ولكني أعرف كيف يحذرون بشكل أقل سرية.
“واشنطن بوست” وصفت علاقات بايدين ونتنياهو بـ”أقل حميمية” من العلاقات مع سلف بايدن في المنصب، وادعت بأن هجوم نطنز جعل الخلاف الدائر بين الطرفين مشكلة حادة. وحسب الصحيفة، فإن الخطوة المنسوبة لإسرائيل وفقاً لمصادر أجنبية، تعد عملية تخريب تهدف إلى المس بالمفاوضات بين إيران والقوى العظمى. يسرني أن أبشر ملايين قراء هذا المقال بأن قسماً هاماً من وسائل إعلام التيار المركزي الأمني في إسرائيل بدأ يتخذ تقويمات وضع مشابهة. وفي هذه الأثناء، علم أن معظم رجال الاستخبارات الذين شاركوا في الجلسة قدروا بأن الاتفاق سيوقع، والعقوبات سترفع. والمعنى؟ فشل تام لحملة نتنياهو وكوهن في موضوع إيران. المشكلة هي كيف نجعل هذه المعلومة المهمة والمفاهيم المرافقة لها تتغلغل في العقل الجماعي لشعب إسرائيل. وكيف نرفع المسؤولين عن الأسباب التي أدت بهم إلى اتخاذ سياسة مست بأمن إسرائيل.
المسألة هي إذا كانت “خلافات الرأي” بين الولايات المتحدة وإسرائيل، أي التحذير الأمريكي، ستتسبب بتغيير في سياسة جهاز الأمن، وستختبر هذه في الزمن القريب القادم. وبالأساس إذا كان أعمال القصف والتصفيات ستتوقف بعد التبليغ عن وقف العمليات في البحر.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.