تساءل مقال في صحيفة غارديان (The Guardian) البريطانية الجمعة عن سر عدم اهتمام إسرائيل بفضيحة برنامج التجسس “بيغاسوس” التي تكشفت مؤخرا. في المقابل، اهتمت كثيرا بمجرد إعلان شركة أميركية اعتزامها وقف بيع منتجاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت كاتبة المقال داليا شايندلين -وهي خبيرة في الإستراتيجية السياسية والرأي العام- إن صناعة المراقبة عالية التقنية في إسرائيل جزء من هويتها، ولهذا السبب غالبا ما يتم التجاوز عن التدقيق في الجانب المظلم منها.
وكشفت وسائل إعلام دولية قبل أيام أن برنامج التجسس “بيغاسوس” -الذي صنعته الشركة الإسرائيلية “إن إس أو” (NSO)- استخدمته عدة دول عبر العالم في التجسس على المعارضين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين، وبعد انكشاف ذلك قررت الشركة وقف هذا البرنامج.
وقالت الكاتبة إنه على عكس وسائل الإعلام الدولية التي سلطت الضوء على هذه الفضيحة فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية تجاهلتها واهتمت بالمقابل بإعلان شركة “بن آند جيري” (Ben & Jerry) الأميركية للمثلجات وقف بيع منتجاتها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتساءلت الكاتبة: هل الجهات الفاعلة المشاركة في تصدير منتجات المراقبة المربحة -بما في ذلك وزارة الجيش الإسرائيلي التي لا بد من موافقتها على مثل هذه المبيعات- تتحمل المسؤولية عن نتائجها؟
وأضافت “يبدو أن الإسرائيليين لا يشعرون بأي خجل ولا قلق”، لأنه في اليوم الذي تلا انتشار قصة بيغاسوس كان هناك موضوع آخر استأثر بالاهتمام، وهو إعلان شركة “بن آند جيري” لصناعة الآيس كريم أنها ستتوقف عن بيع منتجاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت “بدلا من أن يتصدر اضطهاد المدافعين عن حقوق الإنسان وتقويض حرية الصحافة ومراقبة المعارضة السياسية والصلات المحتملة بالقتل المروع عناوين الصحف الإسرائيلية جاء في المرتبة الثانية، في حين أن احتجاجا سياسيا سلميا من قبل شركة خاصة واحدة -والذي من المقرر أن يبدأ بعد عام ونصف من الآن (عندما تنتهي اتفاقية ترخيص بن آند جيري)- طغى على كل شيء”.
وتضيف الكاتبة “يدرك الإسرائيليون جيدا أن التكنولوجيا المتطورة هي محرك هائل لاقتصادهم، كما أنها ضرورية لصورة الدولة وهويتها الوطنية في القرن الـ21، وبالنسبة لليهود الإسرائيليين ترمز التكنولوجيا الفائقة إلى الاستثناء اليهودي”.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.