حذر جنرال إسرائيلي بارز، من “فخ” مصري أردني فلسطيني، نصب لـ”إسرائيل دون منفذ”، مؤكدا أن القاهرة لم تتخل أبدا عن السعي لحل القضية الفلسطينية.
وأوضح القائد السابق للجيش الإسرائيلي الجنرال غيرشون هاكوهين، والباحث في مركز “بيغن-السادات للبحوث الاستراتيجية” التابع لجامعة “بار إيلان” العبرية، أن لقاء رئيس الوزراء نفتالي بينيت مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرا في شرم الشيخ، “إنجاز سياسي جدير بالمباركة، ولكن يجدر بنا أيضا تحديد الخطر”.
ونوه في مقال نشر بصحيفة “إسرائيل اليوم”، إلى أن “مصر بزعامة السيسي، مشغولة البال بسبب مصاعب اقتصادية وتهديدات وجودية تتمثل بالسد الإثيوبي على النيل وتقليص المساعدات الأمريكية، وهذه الانشغالات يمكنها أن تشرح الدافع لتغيير المعاملة العلنية تجاه إسرائيل، والقاهرة لم تتنازل أبدا عن رغبتها بعقد مؤتمر سلام إقليمي، واللقاء استهدف خلق البنية التحتية لذلك”.
الاتفاق النهائي
ولفت إلى أنه “في مباحثات السلام بين إسرائيل ومصر، بقيادة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، تحقق عمليا اتفاق السلام بين الطرفين؛ عرف جيدا في مبادئه وفي تفاصيله، واتفاق آخر حول الحكم الذاتي للفلسطينيين والذي بسبب خلافات مبدئية لم يتفق على تفاصيله”.
وتابع: “كان واضحا للزعماء الثلاثة (كارتر، الرئيس المصري الراحل محمد السادات ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الراحل مناحيم بيغن)، أنه بدون مواجهات حول خطة الحكم الذاتي، فإن الاتفاق النهائي بين إسرائيل ومصر لن يوقع، هكذا بحيث أنه من ناحية إسرائيل لم تذكر صراحة “دولة فلسطينية”، ولكن من ناحية المصريين والرئيس كارتر، تم التشديد على الحقوق المشروعة لـ”عرب إسرائيل” والتي تستوجب السعي لحل شامل”.
وقال هاكوهين: “منذئذ، ورغم الانسحاب الإسرائيلي وتبادل السفراء، منعت القيادة المصرية بثبات كل خطوات التطبيع بحجة أن إسرائيل لم تنفذ التزامها بالنسبة للحكم الذاتي”.
وفي مؤتمر عقد في “معهد يافا” بمناسبة عشر سنوات على الاتفاق، أدلى دان بتير بشهادة جاء فيها: “الرئيس كارتر رأى في اتفاقات “كامب ديفيد” أولا وقبل كل شيء اتفاقا شاملا، وعليه، فإن الاتفاق الثاني – اتفاق الحكم الذاتي – اعتبر في نظره الأهم، وعلى هذا تجاهل مع الجانب الإسرائيلي، ولا سيما مع بيغن”.
ونبه الجنرال، أن “بيغن توقع، أنه مع تحقيق كل الخطوات التي ينطوي عليها الاتفاق المباشر مع مصر، فإن الاهتمام المصري بالمطالبة بالتقدم في حل للفلسطينيين سيذوي، غير أن مصر لم تتخل عن ذلك أبدا”.
قول حاد
وأشار إلى أن الرئيس الإسرائيلي السابع، الراحل عيزر وايزمان، “انتقد في ذاك المؤتمر تأخر إسرائيل حول المسألة الفلسطينية، وعرض قولا حادا وجريئا: “يوجد لدي تقدير ذاتي تماما، بأن بيغن يجلس في البيت ليس للأسباب التي يخمنها البعض (مسؤوليته عن حرب لبنان)، بل لأنه توصل إلى الاستنتاج، أنه مع التوقيع على اتفاق “كامب ديفيد” وضع مستقبل إسرائيل الكاملة، ولا أريد أن أقول على قرن الغزال، ولكن في وضع حساس، وعندها فهم ما حصل”.
وأكد أنه “منذئذ وحتى اليوم، لم تتراجع مصر عن مطالباتها بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها شرقي القدس، ومن ناحيتها، الدفع إلى الأمام بمؤتمر سلام إقليمي، هو خطوة في ميل ثابت لتقليص إسرائيل وإعادتها إلى خطوط عام 1967”.
وحذر هاكوهين، من أن “هذا التهديد كان معلقا كـ”سيف دموكليس” (استعارة شائعة للإشارة لخطر قريب) فوق رأس بينيت في شرم الشيخ، وفي هذا المخطط؛ المتمثل بمؤتمر سلام إقليمي يقوده السيسي بتنسيق مع الملك الأردني عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، هو “فخ لإسرائيل دون منفذ”.
وبين أنه “في حال رفضت المؤتمر ستعرض في العالم كرافضة للسلام، وإذا ما سلمت بهذا المؤتمر، فهي تسير على حافة هوة في كل ما يتعلق بمستقبلها”.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.