ذكر تقرير إسرائيلي، نشر اليوم، الثلاثاء، أن عملية حفر النفق الذي استخدمه الأسرى الستة للتحرر من سجن الجلبوع بدأت في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، بمشاركة 11 أسيرا، باستخدام صحون ومقالٍ شُحذت أطرافها لتتناسب مع عمليات الحفر.
وبحسب التقرير الذي أوردته صحيفة “هآرتس” عبر موقعها الإلكتروني، فإن أسيرا آخر كان من المفترض أن يشارك في عملية الفرار من سجن الجلبوع، غير أنه عدل عن ذلك قبل ساعات قليلة من تنفيذ العملية.
وأشار التقرير إلى أن الأسير أيهم كممجي كان يقبع في الزنزانة رقم 14 في قسم 2 من سجن الجلبوع، ونقل إلى الزنزانة رقم 5 في الليلة التي سبقت تنفيذ عملية التحرر من الجلبوع، لاستبدال الأسير الذي قرر عدم المشاركة في العملية لانقضاء مدة محكوميته قريبا.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من التحقيقات الجارية مع الأسرى، ادعاءه أن “الأسير الذي كان سيشارك في عملية الفرار كان أحد المؤتمنين على تفاصيل العملية. قبل ساعات قليلة من إغلاق الزنازين أبلغ الأسير رفاقه أنه من المتوقع إطلاق سراحه من السجن قريبًا، لذلك لم يرغب في الهروب حتى لا تُشدد عقوبته”.
وخضع الأسير المذكور إلى التحقيق في أقبية جهاز الأمن العام (الشاباك).
كما أظهرت التحقيقات، وفقا لـ”هآرتس”، أن أعمال حفر النفق في الزنزانة بدأت في فترة تتراوح بين تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، واشترك في المخطط ما لا يقل عن 11 أسيرا.
وذكرت “هآرتس” أن عناصر الشاباك تحقق حاليا مع الأسرى الخمسة الذين كانوا على اطلاع على تفاصيل العملية.
ونُفِّذت الحفريات باستخدام صحون ومقالٍ شُحذت أطرافها، وحولها الأسرى إلى أدوات للحفر، فيما قام الأسرى بنثر الرمل في نظام الصرف الصحي وفي صناديق القمامة وفي الفتحات المجوفة التي عثروا عليها في القسم.
وخضع أحد السجانين في الجلبوع للتحقيق بشبهة تعطيل إجراءات المحكمة المتعلقة بإلقاء أسرى الرمل في المجاري ونظام الصرف الصحي. إذ أظهرت التحقيقات أنه خلال الأشهر الماضية تم استدعاء شاحنة سحب مياه الصرف الصحي إلى السجن عدة مرات إثر انسداد الأنابيب.
وأشارت الصحيفة إلى أن سائق الشاحنة وعددا من الأسرى الذين ينفذون عقوبات من خلال أشغال في السجن أخبروا السجان أن ذلك يثير الشبهات، ولم يهتم الأخير إلى ملاحظاتهم.
وبحسب الشبهات توجه السجان إلى جميع الأطراف المعنية بعد تنفيذ عملية الفرار وطلب منها عدم الكشف عن ملاحظاتهم المتعلقة بـ”استثنائية” الانسداد المتكرر في أنظمة الصرف الصحي.
وحققت أجهزة الأمن الإسرائيلية مع السجان أمس، الإثنين، وفقا لـ”هآرتس” وتم استبعاده عن العمل في سجن الجلبوع لمدة أسبوع.
وأظهرت التحقيقات أن “السجانين في الجلبوع لم يتحققوا من الحضور وفقًا لإجراءات مصلحة السجون الإسرائيلية التي تتطلب من السجانين المرور كل نصف ساعة في القسم وإضاءة الزنازين بمصباح يدوي والتأكد من أن الجميع موجودون”.
وذكرت “هآرتس” أن الشرطة لا تحرز تقدمًا في عمليات البحث عن مناضل انفيعات وكممجي، مشيرة إلى “تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية بأن كممجي ما زال موجودًا في الأراضي الإسرائيلية”، فيما تتركز عمليات البحث في المنطقة الواقعة بين إكسال والعفولة في مرج ابن عامر.
وأشار التقرير إلى أن تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية تشير إلى انفيعات يتواجد حاليا في الضفة الغربية؛ وذكرت أن توثيقا وصل إلى الشرطة يوم الجمعة الماضي، لانفيعات أو لشخص مشابه له، وهو يعبر خط التماس بالقرب من قرية الجلمة في شمال الضفة الغربية.
وفي 6 أيلول/ سبتمبر الجاري، فرّ ستة أسرى فلسطينيون من سجن “جلبوع” شديد الحراسة، عبر نفق حفروه من زنزانتهم إلى خارج السجن. وأُعيد اعتقال أربعة منهم الجمعة والسبت الماضيين، فيما تبحث قوات الأمن الإسرائيلية عن مناضل يعقوب انفيعات، وأيهم فؤاد كممجي.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.